الثلاثاء، 12 أبريل 2011

العوامل المؤثرة سلبا على التمدرس


المقدمــــــــــــــة :       
اتفق العلماء على معنى التربية لغة أنها النمو, الزيادة, التغذية, التنشئة. أما اصطلاحا هي تلك العملية المعقدة لإحداث تغيير في شخصية الفرد في شتى جوانبها الجسمية و العقلية و العاطفية و الاجتماعية و الخلقية, و تعتبر عملية مستمرة و متطورة لا تتوقف بتوقف الفرد عن الدراسة و التعلم.
أما التربية الوطنية هي إعداد التلاميذ ليكونوا أعضاء صالحين في المجتمع و ليحققوا ما يصبون إليه من استغلال مادي و معنوي و لا تقتصر التربية على البيت و المدرسة, و لا بمدة زمنية بل هي تمتد طول حياة الفرد , و هذا جد ضروري لاستمرار حياته , و ما أحوجنا اليه اليوم, في ظل الغزو الثقافي و الصراع الأيديولوجي, العولمة, و أحادية القطبية و الانترنت (face book) .
فهذه التربية سلاحنا الدائم للمحافظة على أعرافنا, و تماسكنا الاسلامي العربي, و القيم النبيلة الموروثة من الأسلاف.
و من هذه الأهداف العامة اكتساب الفرد المقومات الشخصية المتكاملة. تدعيم الشخصية القومية، إرساء دعائم الديمقراطية و العدالة الاجتماعية ، حماية ثقافة السلم, تنمية روح العمل الجماعي.
التعليم حسب مفهوم وزارة التربية الوطنية هو التكوين الشامل للفرد و يبدأ في الأسرة أولا ثم المدرسة ثانيا،و هو إلقاء الدروس داخل الأقسام من أجل تحقيق غاية التحصيل العلمي و لا علاقة بالجانب العقلي للشخص إذ يعتمد على الفعاليات الذهنية من ذكاء و ذاكرة و قدرة على اكتساب المعارف العقلية فيما يخص التربية و التعليم متماسكان و متلازمان وهما  وجهان لشيء واحد في تكوين شخصية متكاملة و اعداد  المواطن من جميع الجوانب و هذا ما يعرف بالمجال التعليمي و التي تصدر في حقه حاليا مواضيع كثيرة مرتبطة به، تتناول على الخصوص تدني النتائج المدرسة بشكل عام. و ذلك بهدف إثارة اهتمام جميع الرّفقاء و الفاعلين التربويين بالوضعية التي اَلت اليها منظومة التربية و التكوين.
و اسمحوا لي أن أعرض بالمناسبة هذا الموضوع لنقاش و تحليل بعض العوامل التي أدت بالنتائج المدرسية إلى ما هي عليه و التي ترتبت عنها قرارات السماح للتلاميذ من مستوى الى اَخر و قبولهم لتكرار السنة الدراسية مرات عديدة.   

 


رشيد أورلسان (مفتش التربية و التكوين للإدارة) : التسيير البيداغوجي في مؤسسات التعليم , قصر الكتاب البليدة, الطبعة الثانية جويلية 2000 ص11 و 12
المطلب الأول : الاخفاق المدرسي
الفرع 1 :
العوامل المؤثرة سلبا على التمدرس غير المباشرة :
العوامل الاجتماعية المؤثرة سلبا على التمدرس
*الأمية عند معظم الأسر و عدم معرفة القراءة و الكتابة، و عدم معرفة الوعي بأهمية التعليم في الحياة الاجتماعية.
*البطالة المتفشية التي نالت من أغلب أفراد كل أسرة، مما أثر سلبا على القدرة  الشرائية ، و فقر التغذية، و اللباس.
*هيمنة المشاكل العائلية و النزاعات بين الأبوين و انتشار ظاهرة الطلاق.
*ضعف مساهمة المحيط الاجتماعي و العائلي و تخليهما النسبي عن دورهما التربوي في دعم المدرسة و متابعة الابناء( ضعف دور و نشاط جمعيات أولياء التلاميذ في أغلب المؤسسات التربوية).
*تدني المستوى الاقتصادي للعائلات و ارتفاع نفقات التمدرس جعل بعض الأسر تشجع أبناءها على التخلي عن الدراسة للبحث عن أعمال مربحة.
*صعوبة ظروف التمدرس بعض التلاميذ بسبب بعد المسافة و انعدام الداخليات، و تقليص مؤسسات ذات النصف الداخلي.  
انعدام الشروط الضرورية للعمل و المثابرة في المنزل عند أغلبية التلاميذ لكثرة أفراد العائلة و ضيق السكن.
المرجع السابق ص 147
*ضعف هياكل التكفل الصحي التربوي المختصة بالتلاميذ الذين يعانون من أوضاع صحية أو تأخر دراسي
*التسرب المدرسي، الرسوب المدرسي.
الفرع 2 :
العوامل المؤثرة سلبا على التمدرس المباشرة
*ضعف تكوين القائمين على التعليم الثانوي و عدم اخضاعهم لدورات تكوينية في مجال التواصل و التلقين و التربية و التشريع المدرسي.
*ومن أسباب ضعف خدمات التعليم الثانوي بالوسط الحضري أو القروي :
- عدم اخضاع الاساتذة لدورات تدريبية منتظمة للتأقلم مع البرامج الجديدة و التمكن من المناهج التعليمية الموصى بها ضمن التشريعات و التوجيهات الرسمية.
*برامج و مقررات تعليمية غير محفزة كونها لاتتفاعل مع الواقع المعاش للتلميذ و لا ترتبط بحياته الاجتماعية و لا تؤهله مهنيا للحياة العملية.
*مناهج  مستعصى تطبيقها من طرف الأستاذ غير المتدرب عليها من جهة و لعدم توفر الظروف الملائمة و الوسائل الديداكتيكية الناجعة من جهة أخرى.
*عدم القيام بالتجارب المخبرية خصوصا في مادتي الفيزياء و الكيمياء و علوم الحياة و الأرض.
 

 رشيد أورلسان (مفتش التربية و التكوين للإدارة) , التسيير البيداغوجي في مؤسسات التعليم, قصر الكتاب البليدة, الطبعة الثانية جويلية 2000. ص143

*تلقين جميع المواد نظريا و دون استدعاء لواقع التلميذ الاجتماعي و الاقتصادي و الثقافي.
*استفحال ظاهرة العنف في الوسط الثانوي و المشادات الكلامية و الألفاظ الردعية النابية.
*استفحال ظاهرة التغيب غير المبرر في صفوف التلاميذ ذكورا و إناثا.
*التهاون و رفض التلاميذ عموما،انجاز الوجبات المنزلية و مراجعة الدروس المنجزة.
*بعد الثانويات مسافات طويلة عن اقامة أغلب التلاميذ أمر ينهكهم , و يؤثر سلبا على مراجعة الدروس و انجاز البحوث و الواجبات المنزلية.
الفرع3 : أسباب الاخفاق المدرسي و الرسوب المدرسي.
*التطور الكبير في أعداد التلاميذ مع نقص في هياكل الاستقبال .
*اكتظاظ الأقسام الذي أثر سلبا على الأستاذ و أصبح التلميذ في غالب الأحيان لا يحاسب الا على الفروض المحروسة و الاختبارات الفصلية.
*كثرة التلاميذ الذين يعانون من صعوبات في الدراسة و انعدام أو ضعف أساليب معالجتها، و    خاصة بعد الانتقال من مرحلة التعليم الأساسي الى مرحلة التعليم الثانوي, بسبب تراجع مستوى التلاميذ المقبولين, لعدم الربط بين البرامج أو باختلاف الطريقة التعليمية بين المرحلتين.
 

القرار 833 بتاريخ 02/03/91 المتضمن مواظبة التلاميذ . المعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية و تحسين مستواهم – المرجع السابق ص 145 .146.147

- كثافة البرامج التعليمية و قلة انسجامها فيما بينها رغم التحقيق و التعديل اللذين أدخلا عليها.
- نقص التجهيزات و الوسائل التعليمية الضرورية ، و خاصة على مستوى المخابر و الورشات لإنجاز الدروس التطبيقية .
- غياب التنافس المدرسي بين التلاميذ.
- نقص تكوين الأساتذة خاصة في الميدان البيداغوجي لوجود المتعاقدين بصورة مؤقتة ، و قلة الندوات و الأيام التكوينية .
- انعدام حصص الاستدراك و الدعم التي تسمح بتدارك النقص في الوقت المناسب.
- تطبيق مبدأ ديمقراطية التعليم ، و توفير فرص متكافئة لجميع التلاميذ أذى إلى التزايد الكبير لأعداد المتمدرسين و هذا إثر على المردود النوعي للتعليم ، و ارتفاع نسبة الإخفاق المدرسي .
                               

 

التسيير البيداغوجي في مؤسسات التعليم ص 148-149
فرع 4: القانون وأثره سلبا على التّمدرس 
هناك تضارب بين الواقع المعاش بمؤسساتنا التربوية والقوانين المشرعة في هذا المجال ،بالخصوص مجموعة الأحكام المتعلّقة بالتلميذ، حيث أصبح محورا أساسيا في المنظومة من جهة ، وحرّا حرّية سلبية من جهة أخرى ،إذ لا يحاسب ولا يُقوّم سلوكه، ولا يتلقّى أدنى ردعا لإعادته إلى الصّواب
والطّريق الجاد وهو التّحصيل العلمي مرفقة بالتربية والجدية في الدّراسة والمثابرة عليها.
ومن الأمثلة الحيّة على ذلك: ممنوع طرد التلميذ من القسم إذا عرقل سير الدّرس  فالإجراءات المنصوص عليها تصرّح على مثوله أمام المجلس التّأديبي ، وضيف إلى ذلك أنّ مصداقية
هذا الأخير باتت مشكوكا فيها ،حيث فعّاليتها المتمثلة في ضبط النظام تعتبر حدّ ناقصة ، وغير علاجية 

__________________             
-القرار 833 بتاريخ02/03/1991 المتضمن مواظبة التلاميذ.
القرار الوزاري178/91 الصادر في 2/مارس/91 المتضمن إنشاء مجالس التأديب وتنظيمها وعملها في المدارس والثانوي.
                     القرار الوزاري178الصادرفي26اكتوبر91نظامالجماعة التربوية المواد(50/58).


المطلب (2): التسرب المدرسي و علاجه :
الفرع (1): العوامل المتسببة في تسرب المتعلمين (التلاميذ)
-إغفال الوالدين و عدم متابعة أبنائهم: يعتبر العالم و الجاهل عند بعض الأسر على حد سواء.
-        الأستاذ : قد يكون له دورا كبيرا و فعالا في قبول و رفض التلاميذ للمدرسة ، كأن يكون محبا لتلاميذه مراعيا خصائصهم النفسية  و العقلية و الاجتماعية ، و على غرار ذلك عندما يكون الأستاذ متسلطا ، و يأخذ مبدأ الأمر و النهي في أسلوبه ، كالطرد الجماعي للتلاميذ على أبسط و أتفه الأسباب ، عدم تحكمه في القسم ......إلخ .
-        المادة الدراسية و الامتحانات قد تكون سببا أيضا في كره المدرسة و التغيب عنها أو التسرب منها.
-        رفقاء السوء : قد يكون سببا رئيسيا في تسرب التلميذ من المدرسة ، و لهذا يجب توفير من قبل الأستاذ و الوالدين ما يحتاج إليه من نصائح و إرشادات ، و غرس في نفسه (ذاته) مخافة الله ، و طاعة الوالدين، و أولي الأمر ، و محبة إليه العلم ، و تشجيعه على تلقيه ، و اللجوء للقراءة عند الإحساس بالضيق ، و الحذر من تعرضه للذئاب.
 
       المنشور 14/83 بتاريخ 10/10/83 المتضمن العمل المدرسي
-         المنشور 20/93 بتاريخ 01/09/93 المتضمن الوجبات المنزلية و الفروض المحروسة.
-        المنشور 37/98 بتاريخ 13/01/98 المتضمن الاختبارات الفصلية و مجالس الأقسام




وقت الفراغ : حرص الولي و كذا الأستاذ على إسداء النصائح للتلاميذ بكيفية استغلال وقت الفراغ بما يناسب و يعود بالفائدة .
-        و احرص أيها الأب أن توفر مناخا صالحا و مفيدا لاستغلال التلاميذ (الابن) الوقت في زيارات المكتبات ، ممارسة الرياضة....
-        الفرع (2) العنف المدرسي: هو أيضا سبب في التسرب المدرسي فقديما كان التلاميذ يحبون أستاذهم و يحترمونه كاحترام الابن لأبيه، لأن المدرسة كانت مؤسسة تربوية تربي الأبناء أو تساهم مساهمة فعالة في التربية حيث كانت شريكا للأسرة في عملية التربية ، و كان الاحترام متبادلا بين الأستاذ و التلاميذ .
-        و حاليا انقلبت الأوضاع ، فأصبح الأستاذ زميل التلميذ يتعاطى معه التدخين ، و يساعده على الغش و التكاسل و الخمول، و هذا راجع إلى أسباب شتى حديثة العهد منها غياب الأسرة في مراقبة أبنائها .
-        تغيير الأوضاع السياسية و الاجتماعية في البلاد و ظهور العولمة و غزو الفضاء الذي أثر سلبا على الحياة الثقافية الاجتماعية ، الدينية .
-        القرار 171/02 المتضمن منع العقاب البدني و العنف اتجاه التلاميذ .
-        المعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية ة تحسين مستواهم
-        المرجع السابق ص 152-153.


-        المطلب (3) : العلاج لتحسين نوعية التعليم ، و التخفيض من ظاهرة الرسوب و التسرب المدرسي .
-        الفرع (1): تأثير رئيس المؤسسة في أساتذته حتى يميزوا بين الفروق الفردية للتلاميذ ،      و وضعهم في أقسام متجانسة من حيث السن و الجنس و الاهتمام بدروس الاستدراك كحصص دعم.
-        مساعدة التلاميذ لاختيار نوع الدراسة الملائمة لهم حسب قدراتهم لا لرغباتهم فحسب (التوجيه المدرسي )
-        على المدير الاهتمام بالنواحي الصحية للتلاميذ و الاجتماعية (الفحص المدرسي ....) وضع بطاقة مدرسية على مستوى الاستشارة التربوية ، و  تعتبر  خير وسيلة لدراسة شخصية التلاميذ من جميع نواحيها .
-        ج بصفةإعادة النظر في البرامج التعليمية و المناه عامة لا تتلاءم مع حياة التلاميذ النفسية   و الاجتماعية .
-        تطبيق البرامج المقررة و مراقبة الأساتذة في معرفة الطرق التربوية البيداغوجية المستعملة .
-        استغلال المكتبة و تشجيع التلاميذ على المطالعة و البحث و التغبير عن مشاكلهم الخاصة.
-        تقرب أعضاء الفريق الإداري و التربوي من التلاميذ ، خاصة رئيس المؤسسة و مستشار التربية ، و مستشار التوجيه المدرسي ، و الأستاذ الرئيسي ، و ذلك لفهمه و وضع بطاقة خاصة لكلّ تلميّذ.
المعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية و تحسين مستواهم ، الحراش 4 شارع أولاد سيدي الشيخ .
الفرع (2) : القوانين الإدارية التربوية المعمول بها في معالجة التسرب المدرسي .
/ التشديد على الغيابات بلا مبرر لمواظبة التلاميذ .
-        نص القرار الوزاري رقم 778 الصادر في أكتوبر 1991 الخاص بنظام الجماعة التربوية في مواده 35-إلى 40 و المادة 59 من الفصل الثالث منه على كيفية التعامل مع غيابات التلاميذ .
-        و حدد القرار الوزاري رقم 833 المؤرخ في 13/ نوفمبر 1991 مواظبة التلاميذ في المؤسسات التعليمية من خلال مواده من 09إلى 17 التي تؤكد على كيفية مواظبة تلاميذ .
-        و المواد من 18 إلى 22 التي تحدد الإجراءات الواجب إتخادها لمعالجة ظاهرة التّغيّب.


رشيد أورلسان (مفتش التربية و التكوين للإدارة ) التسيير البيداغوجي في مؤسسات التعليم ، قصر الكتاب ، البليدة ، الطبعة الثانية جويلية 2000 ص 234
الفرع (3) تفعيل و تنشيط جمعيات أولياء التلاميذ و مراقبة أعمال التلاميذ و متابعتها:
القانون 90/31 بتاريخ 04/12/1990، و المنشور في الجريدة الرسمية رقم 53 بتاريخ 05/12/1990.
و تمثل الجمعية اتفاقية تخضع للقوانين المعمول بها في نص القانون 90 /31 و تجمع في إطارها أشخاص طبيعيون أو معنويون على أساس تعاقدي و لغرض غير مربح و من أدوارها : مساعدة المؤسسة ماديا و معنويا مساعدة التلاميذ المحتاجين .نشجع التلاميذ الموهوبين لتحفيزهم على المزيد من العمل و الاجتهاد.
-        تقديم اقتراحات تهدف إلى تحسين الحياة المدرسية في المؤسسة .
-        متابعة أعمال التلاميذ و نتائج أعمال التلاميذ بمساعدة الأساتذة و المساعدين التربويين ميدانيا و عن طريق وثائق و سجلات .
-        و حتى يمكن إشراك الأولياء في مراقبة و متابعة أعمال أبنائهم وضعت وزارة التربة دفتر للمراسلة خاص بكل تلميذ و يعتبر وسيلة اتصال بين الإدارة و الأساتذة من جهة و بين الإدارة و الأولياء من جهة أخرى .
المنشور الوزاري رقم 162 المؤرخ في 10/07/1994 ترسيم دفتر المراسلة . القرار 155 المتضمن مسك دفتر النصوصي .
المنشور رقم 156 بتاريخ 27/02/1993 المتضمن مهام مساعدي التربية و شروط عملهم.
القرار رقم 172/02 المتضمن منع العقاب البدني و العنف اتجاه التلاميذ .
الخاتمـــــــــــــــــــــــــة :
الأستاذ الفيلسوف جون ديوي أظهر و بيّن إفلاس التربية القديمة ، و برهن على عدم صلاحها للجيل الحاضر المتميز بمشاكل جديدة لم يصادفها آباؤها و لا أجدادنا ، فهي تربية كان قوامها حشو الدهن بطائفة من المعلومات المدونة في الكتب و الأسفار و تلقين الطالب حلول المسائل بغية النجاح في الامتحان .
و أكد جون ديوي على ربط المدرسة بالحياة و جعلها على أثم الاتصال بها و إلى الاهتمام بثلاثة أمور هامة في تربية النشء و توجيههم ، و هي :
أ‌-                تعاون البيت و المدرسة على التربية و التوجيه
ب‌-          التوفيق بين أعمال التلميذ الاجتماعية و بين أعمال المدرسة.
ج- وجوب أحكام الرابطة بين المدرسة و الأعمال الإنتاجية في البيئة .

الدكتور جون ديوي . المدرسة و المجتمع ، منشورات دار مكتبة الحياة ، بيروت –ص 09-10-11-12.
للتذكــــــــــيــــــــــــــر :
أحكام من نظام الجماعة التربوية المطبق في المؤسسات المدرسية و المتعلقة بالتلاميذ و الأولياء .(القرار الوزاري رقم 778 و المؤرخ في 26/10/1991)
أحكام خاصة بالتلاميذ
المادة 37: لا يسرح التلاميذ من المؤسسة في حالة غياب المعلم أو الأستاذ بصفة طارئة إلا إذا كانت حصة التغيب في آخر الفترة الصباحية أو المسائية.
المادة 38: يبلغ الأولياء عن تأخيرات أبنائهم و تغيبانهم و يتوجب عليهم تبريرها إما بالحضور و الكتابة .
المادة 39 : يترتب عن التأخيرات و الغيابات غير المبررة ثلاث مرات في الشهر إنذار مكتوب يبلغ إلى الأولياء و تحفظ نسخة منه في ملف التلاميذ .
المادة 40 : تعرض الغيابات المتكررة غير المبررة , التلميذ المخالف الى عقوبات قد تؤدي الى الفصل النهائي و للإجراءات التأديبية الجاري بها العمل.
المادة 63 : يترتب عن ثبوت الغش أو التزوير في الفروض و الاختبارات الحصول على علامة الصفر بالإضافة الى العقوبات الأخرى المنصوص عليها في التنظيم الجاري به العمل.
المادة 64 : ينجر عن الغياب غير المبرر في الفروض و الاختبارات الحصول على علامة الصفر.

أحكام خاصة بالعلاقات بين الأولياء و المؤسسة
المادة 95 : يجب على المؤسسة اطلاع الأولياء قصد تمكينهم من أداء الدور المطلوب منهم خاصة على ما يلي :
·       جدول التوقيت المقرر للتلاميذ و التغيرات التي قد تدخل عليه.
·       التغيب و التأخيرات و السلوكيات التي تسجل عليه.
·       النتائج المدرسية التي يتحصلون عليها من خلال عمليات التقييم التي تجري عليهم.
·       برجمة النشاطات الثقافية و الرياضية و الترفيهية التي تنظيم لفائدتهم .
المادة 98 : تبادر إدارة المؤسسة إلى إتخاد التدابير اللازمة لتسهيل إنشاء جمعية أولياء التلاميذ باعتبارها الاطار المفضل للربط بين الأسرة و المدرسة و تدعيم العلاقة بينهما.
المادة 99 : تساهم جمعية أولياء التلاميذ في اطار الأحكام القانونية و التنظيمية السارية, في تقديم الدعم المعنوي و المادي للمؤسسة.
المادة 100 : تقدم جمعية الأولياء عند الامكان مساهمة مادية لتحسين الظروف و الامكانيات التي يجري فيها تمدرس التلاميذ.
المادة 101 : تشارك جمعية الأولياء في تقديم المساعدة المعنوية للمؤسسة على معالجة المعضلات و تذليل الصعوبات التي قد تحول دون مزاولة التلاميذ لأنشطتهم المدرسية بصفة طبيعية

الأحد، 10 أبريل 2011

التحصيل الدراسي عند التلاميذ وإشكالية النجاح

التحصيل الدراسي عند التلاميذ وإشكالية النجاح 

 بقلم: نهاري امبارك، مفتش في التوجيه التربوي، مكناس.

تصدر حاليا عدة مواضيع ترتبط بالمجال التعليمي، تتناول على الخصوص تدني النتائج المدرسية بشكل عام، وذلك بهدف إثارة اهتمام جميع الفرقاء والفاعلين التربويين بالوضعية التي آلت إليها منظومة التربية والتكوين، ونحن مقبلون على  إصلاحات كبرى في ظل جهود متضافرة، يبذلها جميع أطراف العملية التربوية.
واسمحوا لي أن أعرض، بالمناسبة، هذا الموضوع المتواضع لنقاش وتحليل بعض العوامل التي أدت بالنتائج المدرسية إلى ما هي عليه، والتي ترتبت عنها قرارات السماح للتلاميذ بالانتقال من مستوى إلى آخر بمعدلات هزيلة. فانطلاقا من واقعنا الاجتماعي والمدرسي المعيش وحياتنا اليومية فإن مقالتي هاته المتواضعة سوف أقدمها حسب المحاور التالية:
                  I.      على مستوى الأسر بشكل عام وآباء وأولياء التلاميذ بشكل خاص؛
               II.      على مستوى التعليم الأولي؛
            III.      على مستوى التعليم الابتدائي والثانوي؛
           IV.      ملاحظات وتساؤلات.
وفي ما يلي التوسع وتحليل هذه المحاور قدر المستطاع، راجيا من القارئ الكريم الإدلاء بملاحظاته، مشكورا،  التي سوف تغني هذا الموضوع  وتنير مضامينه أكثر.
                              I.      فعلى مستوى الأسر وآباء وأولياء التلاميذ، نلمس عدة عوامل تؤثر سلبا في التمدرس، تتجلى في معاناة أغلب آباء وأمهات التلاميذ من:
1)   الفقر والعوز وضيق ذات اليد؛
2)   الأمية وعدم معرفة القراءة والكتابة؛
3)   عدم الوعي بأهمية التعليم في الحياة الاجتماعية؛
4)   البطالة المتفشية التي نالت من أغلب أفراد كل أسرة ؛
5)   غلاء المعيشة وضعف القوة الشرائية وفقر التغذية واللباس؛
6)   ارتفاع تكلفة الكتب والأدوات المدرسية؛
7)   هيمنة المشاكل العائلية والنزاعات بين الأبوين وانتشار ظاهرة الطلاق؛
8)   كثرة الأطفال المتخلى عنهم وأطفال الشوارع الذين يعانون أزمات نفسية سواء بالمدرسة أو بالمؤسسات الخيرية أو لدى المتبنين؛
9)   عدم الاستفادة من الخدمات الاجتماعية والتطبيب وصندوق الضمان الاجتماعي والتقاعد؛
                           II.      أما على مستوى التعليم الأولي، فيمكن، وانطلاقا من تجربتنا المتواضعة، أن نلمس العوامل التالية:
1)   ضعف خدمات التعليم الأولي المقدم إلى الأطفال سواء في الكتاب أو المسيد أو الجامع، في بيوت تنعدم فيها، إلى حد ما، الشروط الصحية والتربوية والمدرسية؛
2)   ضعف تكوين القائمين على التعليم الأولي وعدم إخضاعهم لدورات تكوينية في مجال التواصل والتلقين وتربية الأطفال صغار السن؛
3)   عدم تعميم خدمات التعليم الأولي والإشراف عليها قانونيا وإداريا ومراقبة أنشطتها وفضاءاتها التربوية والتعليمية…
                        III.      أما على مستوى التعليم الابتدائي والثانوي، فمعايشتنا الواقع التعليمي بالمدرسة الابتدائية والثانوية، مكنتنا من معاينة، بشكل عام، العوامل التالية:
1)   ضعف خدمات التعليم الابتدائي والثانوي، إلى حد ما، سواء بالوسط الحضري أو القروي، لعدة أسباب منها:
§       عدم إخضاع المدرسين لدورات تدريبية منتظمة للتأقلم مع البرامج الجديدة والتمكن من المناهج التعليمية الموصى بها ضمن التشريعات والتوجيهات الرسمية؛
§       برامج ومقررات تعليمية غير محفزة كونها لا تتفاعل مع الواقع المعيش للتلميذ ولا ترتبط بحياته الاجتماعية ولا تؤهله مهنيا للحياة العملية؛
§       مناهج مستعصى تطبيقها من طرف المدرس غير المتدرب عليها، من جهة، ولعدم توفر الظروف الملائمة والوسائل الديداكتيكية الناجعة، من جهة أخرى؛
§       عدم القيام بالتجارب المخبرية خصوصا في مادتي الفيزياء والكيمياء وعلوم الحياة والأرض؛
§       تلقين جميع المواد نظريا ودون استدعاء لواقع التلميذ الاجتماعي والاقتصادي والثقافي؛
§       استفحال ظاهرة العنف في الوسط المدرسي والمشادات الكلامية والألفاظ النابية؛
§       استفحال ظاهرة التغيب غير المبرر في صفوف التلاميذ ذكورا وإناثا؛
§       التهاون ورفض التلاميذ، عموما، إنجاز الواجبات المنزلية ومراجعة الدروس المنجزة؛
2)   ويضاف إلى ما تقدم، عند انتقالنا إلى المدرسة الابتدائية والثانوية بالوسط القروي، العوامل التالية:
§       بعد المدرسة الابتدائية، بشكل عام، عن محل سكنى التلاميذ وهم صغار السن؛
§       بعد المدرسة الثانوية مسافات طوال عن سكنى أغلب التلاميذ، الشيء الذي ينهكهم ويؤثر سلبا على مراجعة الدروس وإنجاز البحوث والواجبات المنزلية؛
§       عدم توفر المدرسة الثانوية، خصوصا الإعدادية، على داخلية تأوي جميع التلاميذ وتقربهم من الدراسة والتحصيل وتحفزهم على البذل والعطاء؛
§       محدودية الطاقة الاستيعابية لدور الطالب/الطالبة وضعف خدماتها الاجتماعية والتربوية؛
§       وعورة الطرق والمسالك المؤدية إلى المدرسة وسط الغبار صيفا والأوحال شتاء؛
§       تغيب التلاميذ عن الدراسة بسبب فيضان الأودية وقطع الطرق؛
§       عدم بناء قناطر ومد جسور تربط المداشر والدواوير والقرى في ما بينها؛
§       ضعف خدمات المطاعم المدرسية وعدم استفادة أغلب التلاميذ منها؛
§       معاناة المدرس مع وسائل النقل سواء المنظم أو السري وتأخره غالبا وتغيبه أحيانا؛
§       افتقار المدارس لدورة المياه الشيء الذي يضر بصحة التلاميذ، خصوصا الإناث منهم؛
§       عدم وجود سقيفة أمام المدرسة تحمي التلاميذ من الحر صيفا ومن الأمطار شتاء؛
3)   ويضاف إلى ما تقدم في الفقرة الأولى –l- وارتباطا بالوسط القروي ما يلي:
§       الهجرة القروية نتيجة الجفاف والسنوات العجاف؛
§       عدم امتلاك أغلب القرويين قطعا أرضية يشرفون على استغلالها بشكل حر ودون قيود؛
§       أغلب القرويين مياومون وأجراء لدى فلاحين كبار، حيث إن مردودهم اليومي لا يفي بحاجياتهم الضرورية من غذاء ولباس، فهيهات أن يرتاد أبناؤهم المدرسة ويتعلموا القراءة والكتابة والحساب؛
 
                        IV.      ملاحظات وتساؤلات:
في ظل هذه الأوضاع المتأزمة اجتماعيا وثقافيا ومدرسيا وتربويا، أي نتائج ننتظر من التلاميذ؟
 إلا أنه، وعند وقوفنا على واقع آخر، فادعاء مدرسي المدرسة الثانوية التأهيلية أن التلاميذ يفدون عليها بمستوى معرفي هزيل، وادعاء مدرسي المدرسة الثانوية الإعدادية أن التلاميذ يفدون عليها بمستوى معرفي هزيل، وادعاء مدرسي المدرسة الابتدائية أن التلاميذ يفدون عليها بمستوى معرفي هزيل، ادعاءات تثير الاستغراب وتستلزم أكثر من وفقه تأمل، ألا يمكن رغم كل الوضعيات والصعوبات المشار إليها أعلاه وغيرها تزويد التلميذ في كل مستوى أو سلك تعليمي بالحد الأدنى من المعارف والتحصيل الضروري؟ ومن جهة أخرى ونظرا للنمو الديموغرافي المتزايد وارتفاع عدد التلاميذ المتمدرسين، وفي ظل الظروف الراهنة، والبنيات التحتية المتوفرة، فهل يسمح فقط لنسبة ضئيلة من التلاميذ، أولائك المستحقين، بالانتقال إلى المستوى الأعلى؟ وما هي المعايير الحقيقية للاستحقاق؟ وما هي ظروف ممارسة العملية التربوية التي تؤدي إلى ذلك؟ وما هي وسائل التقييم التربوي الناجعة التي تمكن من قياس دقيق وموضوعي لمكتسبات التلاميذ؟
أما الادعاء بوفود التلاميذ من مستوى أو سلك تعليمي على مستوى أو سلك تعليمي أعلى دون تحصيل معرفي، فيستدعي عدة تساؤلات: هل تنجز عمليتا التقييم التربوي التشخيصي والتنبؤي عند بداية السنة الدراسية للوقوف على ثغرات التحصيل الدراسي وإصدار أحكام قيمية حولها؟
إن المتأمل للحكم التالي ‘’ تلميذ وافد على القسم بدون مستوى تحصيلي ‘’ لابد وأن يقف عند عدة محطات ويتساءل: هل لا يتوفر هذا التلميذ حتى على الحد الأدنى من المعارف المقررة؟  ألا يمكن تخصيص حصة للمراجعة والتثبيت قبل انطلاق الدرس الجديد؟ فماذا يعني ادعاء مدرس القسم الأول الابتدائي أن التلميذ وفد على هذا القسم دون مستوى معرفي؟
وأخيرا وليس آخرا، إن المسؤوليات أكيدا مشتركة، فعلى كل طرف تحمل مسؤوليته. 

يوم دراسي لفائدة المستشارين في التربية

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
وزارة التربية الوطنية
المفتشية العامة لادارة الثانويات و المتاقن
و المعاهد التكنولوجية.
المقاطعة 37 تلمسان  12/04/2011
يوم دراسي لفائدة المستشارين في التربية دوائر( فلاوسن الرمشي هنين ) بثانوية داود الجبلي الرمشي.
تحت عنوان : العوامل المؤثرة سلبا على التمدرس
 تحت اشراف :
 حسن زاوي مفتش التربية الوطنية لادارة الثانويات و المتاقن و المعاهد التكنولوجية .













العوامل المؤثرة سلبا على التمدرس

العوامل المؤثرة سلبا على مثابرة التلاميذ والتلميذات وتأثير معيقات التمدرس على المثابرة

 

كيف يتمثل الآباء والأهالي العوائق التي تحد من إمكانيات وفرص تمدرس التلاميذ والتلميذات؟ هل تنبع المعيقات من الشروط المادية الهزيلة للأسر فقط؟ أم أنها مرتبطة بالمحيط السوسيو-اقتصادي للمدرسة؟ أم تُراها تتعدى الشروط الاجتماعية والاقتصادية للأسر لتطال كذلك بنية النظام التعليمي ككل؟
يعتبر تساؤل  كهذا سؤالا محوريا في المقاربة التشاركية إذ أن انخراط الآباء والأمهات في التعرف على معيقات التعليم وتحليلها يؤسس لمشاركة فعالة من لدنهم ويتيح للعاملين بالتربية تفهم مكامن الخلل في النظام التربوي.
الأهداف
. مناقشة العوامل المؤثرة سلبيا في مثابرة التلاميذ والتلميذات.
. مناقشة تأثير معيقات التمدرس على المثابرة
الطريقة 
في مجموعات مكونة من 5/6 أعضاء ينتمون لجمعيات مختلفة يقوم المشاركون والمشاركات بمناقشة العوامل المؤثرة سلبيا في مثابرة التلاميذ انطلاقا من وثائق النتائج المحصل عليها. ثم تتبادل المجموعات نتائج أشغالها وتناقش وتبوب أهم الإكراهات والعوائق التي تؤثر سلبا على مثابرة التلاميذ والتلميذات.
المواد اللازمة
1. أوراق كبيرة
2. أقلام
3. نتائج التلاميذ والتلميذات
المنهجية
1. عمل مجموعات
2. نقاش جماعي

formation en informatique