التَّعَلُّم الرقميّ
التربية والمهارات في العصر الرقميّ
عدة مظاهرَ من التربية في
العصر الرقميّ: المهارات اللازمة الآن وفي المستقبل؛
وتحسين آليات التربية الرسمية من أجل التربية المدرسية
والتعلّم مدى الحياة؛ ودورها الأوسع بالنسبة لأفراد المجتمع،
إلى جانب الحكومة، وشركات الأعمال، والجهات المزوِّدة
بالتربية.
هناك مجموعتان رئيسيتان من المهارات: المهارات
الرقمية والتكنولوجية، وما يُسَمّى بالمهارات الناعمة، اللتان
تستدعيهما الحاجة بشكلٍ متزايدٍ من أجل المشاركة في
مجتمعنا المترابط رقمياً. هناك حاجةٌ لسيناريو أكثر إقناعاً
من أجل التعبير عن الطبيعة المعقّدة والمستمرة للمشهد
التربويّ أمام جميع أصحاب الشأن )أي الحكومة، وشركات
الأعمال، والمُرَبَين، والمجتمع الأعَمّ(. إنّ التفصيل في
بيان منافع الانخراط بهذه المهارات ينبغي أن يساعد على
تحقيق التبنّي وجَلب نتائجَ أفضل، مثلاً، من جهة الصحة،
والاندماج، والاقتصاد.
بالنسبة للدور الذي ينبغي على الجهات الفاعلة المختلفة لعبه
في ميدان التزويد بالتربية في هذا العصر الرقميّ، توجد
مسؤوليةٌ فرديةٌ على المرء للنهوض بمهاراته وتجديدها،
بالإضافة إلى مسؤوليةٍ أوسع على امتداد الحكومة وشركات
الأعمال من جهة جَعلِ التعليم والنظام التربويّ قابلَين
للوصول، وفعّالَين وذَوَي صِلَة. هناك حاجةٌ لأن تكون
المهارات الرقمية مندمجةً بشكلٍ أفضل في التربية الرسمية
وفرص التعلّم مدى الحياة، من أجل تزويد المواطنين
بالأدوات التي يحتاجونها للنجاح في الحياة اليومية فضلاً
عن الوظائف المستقبلية المحتملة. يقع التشديد حالياً على
المهارات التقنية الرقمية، بينما لا يُعتَرَفُ بشكلٍ كبيرٍ
بالمهارات الأنعم مثل الملاحة الرقمية، بالرغم من أنها
مساويةٌ في الأهمية.
خَلَصَت مناقشاتنا إلى أنه، بسبب كَون الأجيال الأكثر شباباً
ذات إلمامٍ رقميٍّ أكبر من معلميها على وجه الإجمال، نظراً
لتوفر المزيد والمزيد من المعلومات عبر الإنترنت، فإنّ
دور المعلمين يتغيّر باتجاه أن يغلب عليهم طابع المرشد
أو المُوَجِّه الذي يُمّكِّن من تجربةٍ تعلّميةٍ شخصيةٍ بصورةٍ
أكبر، في مقابل أن يكونوا مصدراً للمعرفة. لدى المُضيّ
قُدُماً، عندما تصبح هذه التغييرات سائدةً بشكلٍ أكبر، سوف
تبقى تحدياتٌ ما زالت تحتاج للمعالجة، ويشمل ذلك الاعتماد
والرَّصد.
عَرَّفَت هذه الندوة الاستشارية كذلك بمسألة أنّ للحكومة
وشركات الأعمال دوراً مهماً تلعبه في التشجيع على
استخدامٍ أكبر للتكنولوجيا الرقمية في التعليم. من المهم
الإقرار بأنّ المستقبل يجب ألّ تدفعه التكنولوجيا. بدلاً من
أن يكون غايةً بذاته، يجب أن يكون استخدام التكنولوجيا
أداةً لتحسين التعليم والنتائج بالنسبة للأفراد، عن طريق
جَعل التعليم أكثر تكيّفاً ومرونة. خَلَصَت مناقشاتنا، بالتحديد،
إلى أنّ ثمة نقصٌ في المعرفة والبيانات حول أيّ المهارات
موجودٌ بالفعل وأيّها ليس كذلك - ناهيك عن المهارات التي
قد تستدعيها الحاجة في المستقبل. يَلزَم المزيد من الأبحاث
من أجل التَّعَرّف إلى المهارات التي تستدعيها الحاجة اليوم،
وللتنبّؤ بالمواضع التي قد تَنشَؤ فيها فجواتٌ ونواقصُ في
المهارات.
من أجل إحداث التغيير في عصر التربية الرقمية، على
الحكومة وشركات الأعمال وقطاع الصناعة أن تعمل معاً
لضمان أن تُسَهِّل التربية الرقمية بالمعنى الأشمل القدرةَ
على الوصول والانخراط المجتمعيّ الأوسع، بحيث يملك
كل متعلّمٍ فرديٍّ مهما كان سِنّه أو خلفيّته، القدرة على
الوصول إلى فرصة التعلّم الرقميّ والمنافع التي بوسع
التكنولوجيا الرقمية تقديمها في هذا القطاع__
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق