المؤتمر الثاني لـ "السنابست".. مزيان مريان
لا خوف من الإصلاحات التربوية فهي بين أيدي خبراء ومختصين
دعا أمس مزيان مريان، المنسق الوطني للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، "السنابست"، إلى ضرورة إبعاد التربية عن السياسة والاهتمام بمرافقة التطور العلمي الحاصل في العالم، مستنكرا عدم التحضير الجيد لكل المعطيات من برامج ومعلمين وأساتذة ووسائل في مجال الإصلاحات المنتظر إجراؤها، ملحا على أهمية اليقظة والتحرك لما يخدم الأجيال.
وخلال افتتاحه أشغال المؤتمر الثاني لذات النقابة- الذي تتواصل أشغاله اليوم بعين الدفلى- عرج المتحدث في خطاب سياسي، أكثر منه نقابيا، على الوضع السياسي الذي تعيشه البلاد، خاصة بعد صدور الدستور الجديد، داعيا إلى تفويت الفرص على أعداء الجزائر من خلال تكريس الاستقرار والعدالة الاجتماعية بالديموقراطية التي تبنى تدريجيا وترك أسباب الأزمات.
مريان قال إنه لا داعي للتخوف من الإصلاحات التي تأتي على أيدي مختصين وخبراء جزائريين، معتبرا غلق المعاهد التكنولوجية للتربية خطأ فادحا، مضيفا أنه حان الوقت لإعادة الاعتبار لمهنة المربي باعتماد شهادة متخصصة على غرار الطب والهندسة وغيرها. ولذا وجب التكفل بتلك المرافق لأن المدارس العليا لا تكون إلا 10 من المائة من الاحتياجات.
وعن سؤال "الشروق" عن تأثير الإيديولوجيات في الإصلاحات، قال المتحدث إن كلا له موقفه والكلمة الأخيرة تعود إلى المختصين، محذرا من مغبة اعتماد مناهج كالتي خرجت لنا إرهابيين خلال التسعينيات، موضحا أن الصراعات لا تخدم التربية بل الثقة في المختصين. أما العربية والإسلام والهوية والثوابت الوطنية، فلا خوف عليها لكونها محترمة في الدستور. والبرامج المزمع إجراء إصلاحات بشأنها مقيدة فيه وعلى المختصين احترامها والخضوع لها وليس لإيديولوجياتهم على اختلافها.
مناشدة الحكومة التدخل "بعقلانية" لتسوية وضعية الأساتذة المتعاقدين
دعت نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين الحكومة إلى التدخل "بعقلانية" لتسوية ملف الأساتذة المتعاقدين لتفادي تفاقم الوضع، فيما نددت نقابة "الكلا" بسياسة التوظيف الهش المعتمدة من قبل الوصاية.
ونددت نقابة "لونباف" بانتهاج سياسة التضييق على الحريات واستعمال أساليب القمع والاعتقالات ضد المحتجين المتعاقدين. كما احتجت على التصريحات الاستفزازية لوزيرة التربية، التي تتهم هذه الفئة بعدم امتلاكها الكفاءة اللازمة، فيما ناشدت الحكومة تثمين جهودهم والخدمات التي قدموها، وإنصافهم من خلال التكفل الجدي وتسوية وضعيتهم. كما تمسكت بمقترحها الذي قدمته إلى وزارة التربية منذ 05 سنوات القاضي بتوسيع الشبكة الوطنية للمدارس العليا للأساتذة ولو عن طريق "برنامج استعجالي" أولي في إطار اتفاقية بين وزارتي التربية الوطنية والتعليم العالي، بما يضمن توفير احتياجات المدرسة باعتباره الحل الأمثل.
ومن جهتها، أعلنت نقابة "الكلا" عن تمسكها بضرورة الإدماج اللامشروط للأساتذة المتعاقدين، معلنة رفضها لسياسة التوظيف الهش. في الوقت الذي قررت فيه فتح باب مداومة في مقرها اليوم للاتصال والتواصل مع بقية الأساتذة المتعاقدين، مع عقد اجتماع ولائي لدراسة الوضع الموصوف بالخطير واتخاذ الإجراءات اللازمة لدعم نضالهم.
دزيري: الثوابت الوطنية خط أحمر في الإصلاحات التربوية
قال صادق دزيري، المنسق الوطني لنقابة "الإينباف"، أمس، إن القائمين على الإصلاحات المزمع إجراؤها في البرامج التربوية أرادوا ضرب مبدإ التراكمية، حيث صوروا للجميع أن الإصلاحات انطلقت في 2003 فقط واليوم يريدون تكريس الجيل الثاني كما يزعمون على غرار ما يقال من أن الإنجازات الوطنية بدأت فقط في 1999 برغم تخريج المدرسة الجزائرية إطارات عالمية كبيرة في مختلف التخصصات.
وخلال نزوله ضيفا لدى مؤتمر "السنابست" بعين الدفلى، اعتبر المتحدث المناهج الجديدة غامضة لأن النقابات لم تطلع عليها برغم كونها شريكا اجتماعيا، مضيفا أنه من دورنا الاطلاع دون الاكتفاء بما يخططه المختصون انطلاقا من فكرة أن المنظومة التربوية تهم كل الجزائريين حتى الفلاح في الجبل، معتبرا تصريح اللجنة الوطنية والوزارة المعنية خطيرا لكون المناهج فاشلة وبالتالي يجب إصلاحها، متسائلا: "أيعقل أن نفس اللجنة الفاشلة تعيد التقييم"، مؤكدا أن "الثوابت الوطنية خط أحمر" باعتبارها عمق الشخصية الوطنية والتفتح على العالم، رافضا، في هذا السياق، التشبث بلغة "ميتة"، في إشارة منه إلى اللغة الفرنسية، داعيا إلى اعتماد اللغة الإنجليزية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق