الأحد، 1 ديسمبر 2019

الحیاة بین التنافر والتجاذب

الحیاة بین التنافر والتجاذب


خمسون مقالة فلسفية للشعب العلمية (بكالوريا)


الوحدة 1: الشعور بالأنا والشعور بالغیر :
مقدمة: الإنسان كائن مدني بطبعھ یعیش مع غیره ویتفاعل معھ أي وجوده یحكمھ تفاعل
علائقي...
مفاھیم أساسیة:
الأنا: تطلق على الذات المفكرة العارفة لنفسھا
الذات : جوھر الشيء وعینھ القائم لا یتغیر
الغیر: ھو كل ما كان مغایرا مستقلا عن الذات .
-1 الوعي ھو الذي یحدد معرفة الذات:
یعرف الإنسان ذاتھ بالوعي وبواسطتھ یدرك انھ موجود .عبر عنھ بروغسون بالحدث
النفسي ، أما دیكارت فقال "أنا أفكر أنا موجود " فحین ذھب سارتر وھسرل إلى القول
"الشعور شعور بشيء ولا یمكن إلا أن یكون واعیا لذاتھ "
نقده : وحھة عدة انتقادات لھذا التصور :
-1 الشعور لدى دیكارت عبارة عن قلعة داخلیة تعزل الأنا عن العالم یقول غوسدروف
"ھو مجرد خیال وإنتاج للأوھام "
-2 وعي الذات لذاتھا ما یعرف بالاستبطان أمر مستحیل
-3 الشعور كمؤسس للانا مصدر خداع فقد یكون انطباع
-4 یغالطك الإنسان أحیانا ذاتھ
على الرغم من إننا نقع في قصور إلا أن الوعي یبقى شرط كل معرفة
-2 عن طریق الغیر تعرف الذات ذاتھا :
أ-على أساس المغایرة والتناقض : یرى العقلانیون أمثال دیكارت وساتر أن الذات
تتعرف على ذاتھا مباشرة بوعیھا المتمتع بالحریة والقصد حیث معرفة الأخر والاتصال
بھ عاملان یتمان بالعقل یقول سارتر :" الأخر شرط لوجود " ویقول دیكارت " أنا أفكر
أنا موجود "
ب-على أساس التنافر: یعتقد ھیجل أن الأخر ضروري لوجود الذات والوعي بھا فالأنا لا
یكون أنا إلا بعلاقتھ مع غیره حجتھ : جدلیة ھیجل بین العبد والسید كما یقول : الأخر
ضروري لوجود الوعي بالذات .
سلبیاتھما :علاقتنا بالأخر لیست دوما في صراع وتنافر كما أنھا لاتقوم أساسا على
التجاذب لدى لا یجوز أن یكون الصراع معیار لمعرفة الذات .
-3 معرفة الذات تتأسس على التواصل مع الغیر:
الاعتراف بالأنا والغیر وبان لكل منھا عالمھ المتمیز لا یعني عدم إمكانیة تحقیق التواصل
لدى یمكن إجمال التواصل السوي في نقاط : الوعي بالمماثلة والمشابھة ، الإحساس
المشترك ، الاتصال بالغیر غالبا ما یعتمد على اللغة.
یقول بروغسون : " الاتصال بالغیر غالبا ما یعتمد على اللغة "
یقول مولوبوفنتي : " إدراك الغیر والتواصل معھ یكون عن طریق الوجود معا "
یقول ماركس شیلر :" التعاطف والحب ھو الطریق المعبر عن التواصل الحقیقي بالغیر "
*ما یمكن استنتاجھ أن ھذه الأسس مھما كانت قیمتھا تبقى اطروحات مجردة .
-4 تجاوز الطرح المجرد والانخراط في الممارسة العملیة :
الاشتغال بطرح العلاقات المجردة بین الأنا والغیر غیر محدود لذلك ینبغي تجاوز الطرح
المجرد عن طریق:
-الانطلاق من قاعدة كلیة : الإقرار بان الغیر یشبھنا والتأكید على مبدأ التعادل
-من خلال جملة قیم أخلاقیة حمیدة ( التعاون ، الحب ، الصدق ..)
-الوقوف ضد كل أوجھ التنافر و الصراع ( الخداع ، النفاق، الخیانة ..)
خاتمة : شعور الإنسان بذاتھ متوقف على معرفتھ للآخرین واعتبارھم كائنات تستحق
المعاشرة فالذات لا تكتمل وتزدھر إلا بوجودھم والعمل معھم في ظل یسوده التعاون
والمحبة__