الثلاثاء، 30 يناير 2018

قبضة حديدية بين "الكنابست" ووزارة التربية



يعيش قطاع التربية في ولايتي البليدة وبجاية على صفيح ساخن نتيجة للإضراب الذي دخل شهره الثاني للأساتذة المنضوين تحت لواء المجلس الوطني لمستخدمي التدريس ثلاثي الأطوار "الكنابست"، وينتظر أن يزداد الوضع تعقيدا بعد الدخول في إضراب وطني بداية من اليوم الثلاثاء.
في بجاية، سارعت نقابة "الكنابست" إلى تنظيم تجمع صبيحة أمس أمام مقر مديرية التربية، تحول إلى مسيرة احتجاجية انطلقت من مقر المديرية إلى المسرح الجهوي، لتعود إلى مكان التجمع قبل الافتراق.
وخلال تناولهم الكلمة، أكد مسؤولو النقابة أن الإضراب المحلي سينتقل إلى الإضراب الوطني المفتوح بداية من نهار اليوم الثلاثاء، موضحين أن الحل النهائي للوضع سيأتي من المجلس الوطني دون غيره.
وبثانوية ابن سينا وجدنا الكثير من التلاميذ في حالة صدمة كبيرة، رغم أن عدد الأساتذة غير المضربين تفوق على المضربين، حيث أكدوا أن نسبة التقدم في البرامج لا تتعدى 10 بالمائة في أغلب المواد وأن استدراك التأخر المسجل أصبح مهمة مستحيلة، وبالتالي الوزارة مطالبة، على حد تعبير التلاميذ، بإيجاد حل لوضعية بجاية. وعلى عكس ما قاموا به في الفصل الأول برفض الدراسة في العطلة، عبر المعنيون عن استعدادهم للتضحية بالعطلة الربيعية من أجل تفادي ويلات السنة البيضاء.
يحدث هذا في الوقت الذي تستعد مديرية التربية لإرسال الإعذارات الثانية لبعض من الأساتذة المضربين الذين استلموا الإعذارات الأولى في الآجال القانونية، على حد تعبير المديرية التي أكدت تقاريرها أن أغلب المعلمين بالطورين الابتدائي والإكمالي قد استجابوا للإعذار الأول والتحقوا بمناصب عملهم بداية من يوم الأحد الماضي.
وفي البليدة، قال أساتذة مضربون لـ"الخبر" إن الأمور كان بالإمكان حلها والتوصل إلى توافق، لكن يبدو أن هناك من أراد أن "يتعفن الوضع أكثر وينحرف إلى هذا الحد"، قال أحد  الأساتذة، فيما أضاف آخر أنهم يفضلون اليوم "الجوع ولا الرجوع"، لأن قضيتهم أصبحت "قضية كرامة ومبدأ"، وما حدث لهم، بتوقيف الراتب والخصم الكلي منه والتهديد بشطبهم من قائمة المستخدمين، أمر لم يشهده قطاع التربية على الأقل منذ العام 1962.
أولياء تلاميذ خرجوا ظهر أمس واعتصموا أمام مقر مديرية التربية، ونادوا بمنع ما اعتبروه "ظاهرة الإضراب" بالمؤسسات التربوية، خاصة بعد فشل المشاورات بين "الكنابست" والوزارة أول أمس. واعترف بعض منهم بأن أبناء لهم باتوا يخضعون للعلاج النفسي، بسبب تأثير الإضراب على معنوياتهم ونفسياتهم، وهم متخوفون من تعقد الأزمة أكثر وينتظرون حدوث "معجزة" لإنقاذ أبنائهم.
للتذكير، فإن مطالب "الكنابست" في البليدة تتمحور بالأساس حول تطبيق ما جاء في المحضر الموقع بينهم وبين اللجنة الوزارية الموفدة في 2016، والذي لايزال حبرا على ورق.
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني لمستخدمي التدريس ثلاثي الأطوار، مسعود بوديبة، في حديثه مع "الخبر"، إن الإضراب الوطني سينطلق اليوم الثلاثاء على المستوى الوطني، ونفى أن تكون الوزارة قد اتصلت بالنقابة بعد لقاء أول أمس الأحد. 







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق