تحويل فكرتك لمشروع ناشئ أو عمل تجاري ليست عملية خطية، يوجد عقبات ومنحدرات عليك أن تتخطاها، مخاطر وتحديات يجب أن تواجهها. لكن مهما كان الطريق طويل فإن الأمر يبدأ بفكرة.
مشروعك التجاري يبدأ بحل مشكلة قد تكون نفسك واجهتها، وبعض عدة أشهر من العمل المضني يبدأ المشروع بالظهور وتظهر الفرص الكبيرة بالسوق، قد تبدأ بخمسمائة عميل ثم يزداد العدد لأضعاف أضعافه مع مرور كل سنة.
في البداية قد تعمل وحدك أو مع صديق أو شريك مؤسس، تتقاسما المهام ويقوم كلا منكما بجهد مضاعف لتوفير الخدمة للعدد المتزايد من العملاء. الخلفية الفنية وعقلية الريادي قد تتوسع بمشروعك جيدًا لكن تبقى مصادرك محدودة. إلا أن سؤالك “ما الذي تريد من هذا المنتج أن ينجزه للعميل؟” هو السؤال الذي يجب أن تطرحه بتلك المراحل الأولى. فبناء منتج شيء وبناء منتج يستخدمه الناس شيء آخر.
ستستمر فترة في بداية مشروعك التجاري تستعمل بعض التقنيات لمواكبة العدد المتزايد مع قلة المصادر، لكن بالنهاية سينفد الصندوق من الحيل السحرية التي تساعدك. لأنه تبقى مصادرك محدودة مع تزايد الطلب على خدماتك/ منتجاتك وتزايد المهام المطلوبة لتحقيق رضا هذا الكم من العملاء.
فكيف إذن تتوسع بمشروعك التجاري حتى مع قلة المصادر ؟
توسُع مشروعك التجاري مع ندرة المصادري يعني القيام بالأمور التالية ..
القيام بالمهام الأساسية على أكمل وجه
التوسُع لا يعني التأهُل لتوفير منتجاتك أو خدماتك لعملاء جدد فقط، لكن يعني تقديم خيارات ومميزات جديدة باستمرار. كمشروع ناشئ قد لا تمتلك الموارد البشرية الكافية للقيام بالأمر.
لذا فأفضل ما يمكنك عمله هو القيام بالعمل الرئيسي بأفضل جودة، وأعني أفضل جودة أي لا أحد ينافسك في هذه النقطة. التركيز على نقاط القوة في البدايات سيساعدك على التوسع بخطوات ثابتة، توفير المميزات الرئيسية بالمنتج أو الخدمة وتحسينها باستمرار هو ما سيدفعك بقوة في السوق. دون التطرق لأشياء أنت لست مستعدًا لها.
سيبدأ بعدها العملاء تقييم خدمتك واقتراح التحسين وذلك لأنهم وجدوا الحل الأنسب لمشكلتهم ويريدون المشاركة في بناء هذا الحل ليخرج بأبهى صورة.
وكِّل مهامًا للآخرين
كمؤسس لمشروعك الناشئ فإنه من البديهي أنك ربما تقوم بكل شيء في البداية، ثم شيئًا فشيئًا تبني فريقًا، ويقوم أعضاء الفريق بالعمل كذلك على عدة مهام في وقت واحد. ثم تأتي مرحلة التوسع وزيادة المهام وضغط العمل. حينها فتوكيل المهام للآخرين هو حل جيد لكن إذا تم بذكاء.
إذا كنت تقضي معظم وقتك في التسويق في حين أنه يجب عليك أن تنشغل بمهامك الأساسية في التطوير ، يجب عليك أن توكل هذه المهام لشخص آخر في الفريق. إذا لم تجد منهم من يستطيع القيام بالأمر وأنه قد يؤثر على فعّاليتهم كما يؤثر على فعّاليتك بالعمل.
الحل الأسلم هو التفكير في توظيف مستقلين أو شراء الخدمات المصغرة، ساعة في نهاية يوم العمل تُخطط ما هي المهام التي تحتاجون كفريق تنفيذها ولا تجدون الوقت لها. وتحددون الميزانية المناسبة، مع تصفح ملفات المستقلين والخدمات المميزة على موقع خمسات. وإيكال هذه المهام لهم باليوم الثاني.
اعثر على الأشخاص المناسبين، وخاطر بعض الشيء
في الحالتين السابقتين فإنك ستتعامل مع الأشخاص الآخرين سواء كانوا من ضمن فريقك أو المستقلين. كمؤسس أنت تريد العمل مع الأفضل ليخرج المنتج والخدمة في صورة جيدة.
العثور على الأفضل ليست مهمة سهلة، خاصة لو أنك مؤسس من خلفية فنية وليس لديك خبرة بالتوظيف أو التعامل مع المهارات الأخرى. ما يمكنك عمله هو تصفُح ملفات المستقلين وعقد اللقاءات مع الكفاءات التي تعاملت معها ممن يؤمنون بما تقدمه .. هؤلاء يمكنك العرض عليهم للإنضمام بالفريق الأساسي بالمشروع.
الفشل كلمة صعبة في قاموس أي رياديّ أو صاحب مشروع تجاري، فأنت تريد النجاح في أي مهمة مهما كانت بسيطة. ما سيجعلك تُحجم عن تجربة بعض التقنيات التي ربما تستحق. فالنجاح المستمر ليس واقعيا وهنا تأتي النصيحة التالية وهي المخاطرة بعض الشيء .. أو المخاطرة المحسوبة.
إذا كنت تؤمن أن فكرتك ستعمل قم بالعمل عليها، نجحت كان بها، لم تنجح فأنت تعلمت من التجربة وستقوم بالأمر أفضل مما سبق. دائمًا المخاطرة قصيرة الأمد تستحق إذا كانت هناك فائدة طويلة الأمد.
توسع المشاريع التجارية والناشئة ليس علمًا، كالفيزياء مثلًا له قوانينه، فكل شركة أو مشروع تجاري سيتخذ الطريق الذي يراه صحيحًا، ومع ذلك فإنه لن تتوسع وتنجح إلا الشركات التي تُقدم على الفرص أو تعمل على صنعها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق