الخميس، 14 أبريل 2016

معركة “شد النفس” تعزز كفة الأساتذة المتعاقدين الـــوزارة تبلـــغ مرحلـــة الهجـــوم وتقـــع فـــي المحظـــور

معركة “شد النفس” تعزز كفة الأساتذة المتعاقدين


ارتفعت موازين القوة في الأزمة المسجلة بين وزارة التربية الوطنية وأساتذة متعاقدين محتجين لصالح هؤلاء، بعدما تجاوزوا مراحل الضغط والتهديد بالفصل، ومعها الترغيب بنقاط الخبرة، مفتكين تضامنا من جميع الفعاليات الوطنية في مقابل وضع الوزارة في موقف حرج انتهى بتصريحات نارية انقلبت عليها أمام إصرار من الأساتذة على إكمال الاعتصام الذي كان زبدة سنوات عجــاف قضوهـــــا في إطار منظومة تربوية اعترفت الوزيـــرة بــن غبريــط بفسادهـــا.
“أكــثر مـن 70 بالمئــة مــن المتعاقديــن بلغــوا مناصبهـم بالمحسوبيــــة ولا إدمـــاج”
ذلك هو التصريح الأخير لوزيرة التربية التي قطعت أي أمل للأساتذة المحتجين في تحقيق مطلبهم، بعدما استعملت كل الوسائل لإيقاف المشهد المأساوي لمضربين عن الطعام ينقلون يوميا لتلقي الإسعافات اللازمة على مرأى كاميرات العالم التي لم تفهم كيف لأستاذة قضت 16 سنة من عمرها تستدعى للتدريس دون أن تحظى بالإدماج، وقد يفرض عليها التكوين عند تلاميذها في حال ما شاركت في المسابقة وفازت بها، ولم يستوعب العالم ما الذي يجبر أستاذا آخر من بجاية على التنقل إلى غرداية التي كانت تحت نيران القنابل المسيلة للدموع وأحجار متناثرة هنا وهنا لمدة عامين من اجل مبلغ 2 مليون في الشهر لم يتقضاها إلى اليوم ، حالة أخرى مأساوية سردها أستاذ من أدرار يدرس في ثانوية شبه داخلية يجبر على الطهي لتلاميذه وآخرون في البويرة يؤدون دور الأستاذ والمدير والناظر وأستاذات يدرسن في ثانوية بمفتاح بالبليدة المرحلين الجدد دون أي حماية وسط تسجيل حالات اعتداء متواصلة أستاذ آخر من باتنة يجتاز يوميا قرابة 100 كلم لتدريس تلاميذ في منطقة نائية، مع إرجاء دفع راتبه الشهري للعام الثاني على التوالي… هي حالات قليلة تعكس ما يعانيه الأستاذ المتعاقد الذي تحمل شقاء يوميا ومعاناة متواصلة على أمل الإدماج المباشر، وليس غير ذلك والحصول على الوظيفة التي من المفروض أنها حق من حقوقه.المسؤولون لم يفهموا هذا الأستاذ الذي يتهمونه بعدم الكفاءة ويحملونه وزر سياسات تربوية عرجاء ومجاملات وزارة التعليم العالي، فلم يستطيعوا هضم سهولة تخليه عن منصبه الهش والتحق اما بساحة الإدماج ببودواو، او اكتفى بالإضراب من منزله ، ولم يستوعبوا درجة الإهانة التي يتلقاها الأستاذ يوميا وهو يمد يده لوالده حتى يستقل حافلة تتجه به إلى مؤسسات تربوية لا يمكن ان تكون إلى غير مناطق معزولة ، هو الأستاذ الذي افترش الأرض وتلحف السماء طلبا هذه المرة لكرامته المهدورة ، فلم يزده قصف الوزيرة له إلا إصرارا، وقد اختارت مهاجمته بعدما استنفذت كل السبل وصدها جدار ليس لديه ما يخسره أكثر مما خسره طيلة السنوات الماضية.
وكان رد المكلف بالإعلام على مستوى تنسيقية الأساتذة المتعاقدين خلال لقاء مع الوزيرة اكبر دليل على استعداد الأساتذة على إطالة عمر الأزمة، حينما أكد ان الجميع مستعد للبقاء في بودواو فالمجتمع المدني والمتضامنين معهم يحرصون بشكل دوري على تأمينهم بالمتطلبات، ولا تراهنوا أكثر على شخص قد خسر كل شيء منذ مدة طويلة.
حسيبة.ب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق