ماهو علم الاثقال ..؟؟هل الغرب فعلا هم من اكتشفوه ؟؟ماهو دور جابر ابن حيان والفارابي ؟؟ماهو دور ثابت بن قرة ؟؟ماهي الرمزية الروحية لعلم الاثقال ؟؟ماهو دور السلطة الفاطمية والبويهية .والسلجوقية ؟؟
تناقش هذه المقالة باختصارالوضع و الاشكال لعلوم الميكانيكا او علوم الاثقال والحيل في المغرب الاسلامي من زاويتين :
1.عدم وجود تاليف في هذا المجال وان ماكتب باللغة العربية قد كتبها علماء من المشرق الاسلامي وبعضها وصل الى البلاد المغاربية والاندلس مثل كتاب في القرمسطون" لثابت بن قرة ".
2.ولكن نجد حضورا لعلم الحيل ومختلف فروع الميكانيكا التطبيقية في مختلف مظاهر الحضارة في المغرب الاسلامي في العصر الوسيط (في الصناعة والملاحةوالزراعة والعمارة والتقنيات ).
اولا :نشاة علم الاثقال في الميكانيك العربية
ان ماوجده الباحث هو نصوص تنتمي الى تاريخ الافكار العلمية (رسائل تتعلق او تتمحور حول المسائل النظرية والعملية للاثقال والموازين واشكالاتها الرياضية والفيزيائية ).وتم تحقيق هذه النصوص اعتمادا على نسخ مخطوطة ومتباينة ومعظمها لم يكن معروفا..الاانه توجد عشرات المؤلفات التي تغطي 1000 من الانتاج العلمي من القرن الثالث –الثالث عشرهجري /القرن التاسع –التاسع عشر الميلادي ..وتندرج في هذا المتن نصوص علماءمعروفين مثل :ثابت بن قرة,الاهوازي ,محمد الرازي ,القوهي ,ابن الهيثم,ايليا مطران ,عمر الخيام,المظفر الاسفزاري ,عبد الرحمن الخازني ,ابن يعيش الاموي ,محمد ابن ابي الفتح الصوفي ,يحيى الخزرجي ,ابن السراج ,البرلسي القباني ,محمد الغمري ,ابن عبد الملك الدمشقي ,حسن الجبرتي والحسين العطار وغيرهم .ان كل هذه المخطوطات تؤكد وجود او نشاة علم جديد هو علم الاثقال والموازين .
لقد كان المؤرخون الغربيون منذ الفرنسي بيردوهير الى الامريكيان ارنست مودي ومارشال غلاغيط .يؤكدون على ان هذا العلم لم ير النور الا في القرون الوسطى الاوربية على يد مدرسة جوردانوس (القرن 13 م ).بيد ان الوقائع تثبت انه بزغ قبل ذلك بقرون وانه علم عربي بامتياز ظهر في المشرق الاسلامي في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي /وترعرع في احضان العصر العباسي الاول وفي ظل الدولة البويهية والسلجوقية والفاطمية..الى بداية القرن السادس الهجري /الثاني عشر الميلادي .
واذا كانت الميكانيكا في المؤلفات الاغريقية المنسوبة الى ارسطو وايرون وبابوس كمجال لوصف الالات ووظائفها وتبحث في قضايا الميكانيكا النظرية والعملية وتنوعها ووفرتها ...ولكن دون تنسيق مفهومي او تنظيم محكم ..فان العرب قد طوروا ماورثوه عن الاغريق من تراث ميكانيكي وحولوه تدريجيا الى علم الاثقال والموازين ..وعلى راسها الميزان القرمسطون او القبان ذو الذراعان اللامتساويان ..ويظهر كثرة المؤلفات حوله والكتابات اهتمام العلماء وعلى راسهم الفارابي حيث اعتبر علم الاثقال قاعدة نظرية للميكانيكا وميزه عن العلوم والصنائع العلمية الداخلة تحت نطاق الحيل والالات .
ويعود الفضل الى الفارابي ابتداع (علم الاثقال )..وتعريفها بطريقة تشير الى العلم الناشيء (اما علم الاثقال فانه يشتمل "...."الاثقال على شيئين اما على النظر في الاثقال من حيث تقدر بقدر بها وهو الفحص عن اصول القول في الموازين ,واما على النظر في الاثقال التي تحرك او يحرك بها ..وهو الفحص عن اصول الالات التي ترفع بها الاشياء الثقيلة وتنقل من مكان الى اخر).
وقد لعب الدور الاقتصادي المتنامي الذي اضطلع به الوزن والميزان في البلاد الاسلامية دورا محركافي توفير شروط انطلاقة العلم الجديد..وبسبب الامبراطورية الشاسعة التي تضم بلدانا مختلفة ومتنوعة الثقافات واللغات وتتبادل فيما بينها االمنتوجات في حركة تجارية نشطة لكن في غياب نظام موحد للمقاييس..(مثل النظام المتري الموحدالحديث)..كان من الطبيعي ان تبرز الحاجة الملحة لموازين دقيقة تقيس كميات البضائع وتدقق نظام الصرف بين العملات وتحدد اثمنة المعادن النفيسة ..ولهذا انكب الباحثونالمسلمون على تاليف عدد كبير من الرسائل لوصف الموازين والاثقال وكيفية صنعها وتركيبها ..وارفقوها بدراسات مستفيضة حول المباديء الرياضية والفيزيائية المتحكمة في عملياتها .
وقد احتل كتاب "ميزان الحكمة للخازني "(انتهى من وضعه سنة 515 هجري / 1121م )..قمة هذا المجال العلمي ..حيث عرف بتوسع لامثيل له في كل مايتعلق بالاساس النظري والعملي لعلم الميزان ووصف فيه الة ميزان جامع تشكل اداة علمية فائقة الدقة ومتعددة الوظائف ,الذي بمقدوره قياس الاوزان المطلقة والنوعية للجوامد والسوائل ..وحساب صرف العملات وحساب مساحة الارض وتحديد الزمان ..ولقد جند الخازني كل المعرفة للميكانيكا التي كانت متوفرة في عصره من تنظيرات اقليدس وارخميدس والكوهي وابن الهيثم الى الاعمال الامبريقية لثابت بن قرة والاسفزاري والخيام.
الا ان الميزان لم يكن حكرا على المسائل الميكانيكية والرياضيات فقط بل كان رمزا للعدل والحق وهذا اعطى بعدا روحيا واجتماعيا لتكوين قاعدة علم الاثقال والموازين ومنها على سبيل المثال رسائل اخوان الصفا(الميزان رمز فكري)..والى مشروع جابر بن حيان النظري الذي حمل بالضبطعنوان "علم الميزان "وسعى الى تاويل العالم تاويلا ميتافيزيقيا باعتماد بعض معاني الميزان المنغرسة في التصورات الهرمية وفي التراث الالخيميائي القديم .
وتتجلى الاهمية القصوى لتاسيس علم الاثقال والموازين في الوسط العلمي العربي في الاعتبارين الاساسيين التاليين :
1-اعادة ربط الصلة بين الفلسفة الطبيعية والميكانيكا .
2-ادماج تقليدا علم الاثقال العربي واللاتيني في تقليد علمي موحد يشترك في المقاربة الديناميكية المرتكزة على الحركة ..ففي العلم اليوناني كانت الميكانيكا منفصلة عن الفيزياء (كانت دراسة رياضية مجردة )كما حصل في "المتن الارخميدي "..او صارت مبحثا لعرض مجموع المعلومات المتوفرة حول الالات..كما عبر كتاب "هيرون "و "بابوس "(رفع الاشياء الثقيلة ومدخل الى علم الحيل )..في مقابل ذلك اقام علم الاثقال العربي علاقة وطيدة مع الفلسفة الطبيعية واستنار بمبادئها .وفي هذا المجال طبقت نظرية الحركة المزدوجة (الطبيعية والقسرية )..على حركات الموازين واستتبع ذلك نفي التضاد بينهما واستخدم المبدا المحدد لوظيفة القوة في حركة النزول الى ااسفل كمبدا ديناميكي .
من ناحية ثانية يمتد المدى الزمني لعلم الاثقال والموازين ليغطي مرحلة علم الاثقال اللاتينية في القرون الوسطى الاوربية ..فبدايات علم الاثقال اللاتيني والتي تقرت عادة باعمال مدرسة جوردانوس في القرن الثالث عشر الميلادي وامتداداتهافي القرنين الرابع والخامس عشر ارتبطت بمعطيات مادية ذات مصدر عربي ..مثل :
1-عبارة "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق