السبت، 1 أكتوبر 2016

سورة القمر - سورة 54 - عدد آياتها 55

سورة القمر - سورة 54 - عدد آياتها 55

سوره القمر الشيخ سعد الغامدي Al Qamar


سورة القمر - سورة 54 - عدد آياتها 55
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ
  2. وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ
  3. وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ
  4. وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّنَ الأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ
  5. حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ
  6. فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ
  7. خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ
  8. مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ
  9. كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ
  10. فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ
  11. فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ
  12. وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ
  13. وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ
  14. تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ
  15. وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
  16. فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ
  17. وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
  18. كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ
  19. إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ
  20. تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ
  21. فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ
  22. وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
  23. كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ
  24. فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ
  25. أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ
  26. سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَّنِ الْكَذَّابُ الأَشِرُ
  27. إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ
  28. وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ
  29. فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ
  30. فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ
  31. إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ
  32. وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
  33. كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ
  34. إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ
  35. نِعْمَةً مِّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ
  36. وَلَقَدْ أَنذَرَهُم بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ
  37. وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ
  38. وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ
  39. فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ
  40. وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
  41. وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ
  42. كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ
  43. أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ
  44. أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ
  45. سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ
  46. بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ
  47. إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ
  48. يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ
  49. إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ
  50. وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ
  51. وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
  52. وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ
  53. وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ
  54. إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ
  55. فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ

سورة القمر - تفسير السعدي



" اقتربت الساعة وانشق القمر "

دنت القيامة, وانفلق القمر فلقتين, حين سأل كفار مكة النبي صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية, فدعا الله, فأراهم تلك الآية.

" وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر "

وإن المشركون دليلا وبرهانا على صدق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم, يعرضوا عن الإيمان به وتصديقه مكذبين منكرين, ويقولوا بعد ظهور الدليل: هذا سحر باطل ذاهب مضمحل لا دوام له.

" وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر "

وكذبوا النبي صلى الله عليه وسلم, واتبعوا ضلالتهم وما دعتهم إليه أهوائهم من التكذيب, وكل أمر من خير أو شر واقع بأهله يوم القيمة عند ظهور الثواب والعقاب.

" ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر "

ولقد جاء كفار قريش من أنباء الأم المكذبة برسلها, وما حل بها من العذاب, ما فيه كفايه لردعهم عن كفرهم وضلالهم.

" حكمة بالغة فما تغن النذر "

هذا القرآن الذي جاءهم حكمة عظيمة بالغة غايتها, فأي شيء تغني النذر عن قوم أعرضوا وكذبوا بها؟

" فتول عنهم يوم يدعو الداعي إلى شيء نكر "

فأعرض- يا محمد- عنهم, وانتظر بهم يوما عظيما يوم يدعو الداعي إلى أمر فظيع منكر, وهو موقف الحساب.

" خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر "

ذليلة أبصارهم يخرجون من القبور كأنهم في انتشارهم وسرعة سيرهم للحساب جراد منتشر في الآفاق,

" مهطعين إلى الداعي يقول الكافرون هذا يوم عسر "

مسرعين إلى ما دعوا إليه, بقول الكافرون: هذا يوم عسر شديد الهول.

" كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر "

كذبت قبل قومك- يا محمد- قوم نوح فكذبوا عبدنا نوحا, وقالوا: هو مجنون, وانتهروه متوعدين إياه بأنه الأذى, إن لم ينته عن دعوته.

" فدعا ربه أني مغلوب فانتصر "

فدعا نوح ربه أني ضعيف عن مقاومة هؤلاء, فانتصر لي بعقاب من عندك على كفرهم بك

" ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر "

فأجبنا دعاءه, ففتحنا أبواب السماء بماء كثير متدفق,

" وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر "

وشققنا الأرض عيونا متفجرة بالماء, فالتقى ماء السماء وماء الأرض على إهلاكهم الذي قدره الله لهم؟ جزاء شركهم.

" وحملناه على ذات ألواح ودسر "

وحملنا نوحا ومن معه على سفينة ذأت ألواح ومسامير شدت بها,

" تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر "

تجري بمرأى منا وحفظ, وأغرقنا المكذبين جزاء لهم على كفرهم وانتصارا لنوح عليه السلام.
وفي هذا دليل على إثبات صفة العينين لله سبحانه وتعالى, كما يليق به

" ولقد تركناها آية فهل من مدكر "

ولقد أبقينا قصة نوح مع قومه عبرة ودليلا على قدرتنا لمن بعد نوح , ليعتبروا ويتعظوا بما حل بهذه الأمة التي كفرت بربها, فهل من متعظ يتعظ؟

" فكيف كان عذابي ونذر "

فكيف كان عذابي ونذري لمن كفر بي وكذب رسلي, ولم يتعظ بما جاءت به؟

" ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر "

ولقد سهلنا لفظ القرآن للتلاوة والحفظ, ومعانيه للفهم والتدبر, لمن أراد أن يتذكر ويعتبر, فهل من متعظ به؟

" كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر "

كذبت عاد هودا فعاقبناهم, فكيف كان عذابي لهم على كفرهم, ونذري على تكذيب رسولهم, وعدم الإيمان به

" إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر "

إنا أرسلنا عليهم ريحا شديدة البرد, في يوم شؤم مستمر عليهم بالعذاب والهلاك,

" تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر "

تقتلع الناس من مواضعهم على الأرض فترمي بهم على رؤوسهم, فتدق أعناقهم, ويفصل رؤوسهم عن أجسادهم, فتتركهم كالخل المنقلع من أصله.

" فكيف كان عذابي ونذر "

فكيف كان عذابي لمن كفر بي, ونذري لمن كذب رسلي ولم يؤمن بهم؟

" ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر "

ولقد سهلنا لفظ القرآن للتلاوة والحفظ, ومعاينه للفهم وللتدبر, لمن أراد أن يتذكر ويعتبر, فهل من متعظ بم وفي هذا حث على الاستكثار من تلاوة القرآن وتعلمه وتعليه.

" كذبت ثمود بالنذر "

كذبت ثمود وهم قوم صالح- بالآيات التي أنذروا بها,

" فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر "

فقالوا: أبشرا منا واحدا نتبعه نحن الجماعة الكثيرة وهو واحد؟ إنا إذا لفي بعد عن الصواب وجنون.

" أؤلقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر "

أأنزل عليه الوحي وخص بالنبوة من بيننا, وهو واحد منا؟ بل هو كثير الكذب والتجبر.

" سيعلمون غدا من الكذاب الأشر "

سيرون عند نزول العذاب بهم في الدنيا ويوم القيمة من الكذاب المتجبر؟

" إنا مرسلو الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر "

إنا مخرجو الناقة التي سألوها من الصخرة; اختبارا لهم, فانتظر- يا صالح- ما يحل بهم من العذاب, واصطبر على دعوتك إياهم وأذاهم لك.

" ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر "

وأخبرهم أن السماء مقسوم بين قومك والناقة: للناقة يوم, ولهم يوم, كل شرب يحضره من كانت قسمته, ويحظر على من ليس بقسمة له.

" فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر "

فنادوا صاحبهم بالحض على عقرها, فتناول الناقة بيده, فنحرها فعاقبتهم,

" فكيف كان عذابي ونذر "

فكيف كان عقابي لهم على كفرهم, وإنذاري لمن عصى رسلي؟

" إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر "

إنا أرسلنا عليهم جبريل, فصاح بهم صيحة واحدة, فبادوا عن آخرهم, فكانوا كالزرع اليابس الذي يجعل حظارا على الإبل والمواشي.

" ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر "

ولقد سهلنا لفظ القرآن للتلاوة والحفظ, ومعانيه للفهم والتدبر لمن لم أراد أن يتذكر ويعتبر, فهل من متعظ به؟

" كذبت قوم لوط بالنذر "

كذبت قوم لوط بآيات الله التي أنذروا بها.

" إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر "

إنا أرسلنا عليهم حجاره إلا آل لوط, نجيناهم من العذاب في آخر الليل,

" نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر "

نعمة من عندنا عليهم, كما أثبنا لوطا وآله وانعمنا عليهم, فأنجيناهم من عذابنا, نثيب من لعن بنا وشكرنا.

" ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر "

ولقد خوف لوط قومه بأس الله وعذابه, فلم يسمعوا له, بل شكوا في ذلك, وكذبوه

" ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر "

ولقد طلبوا منه أن يفعلوا الفاحشة بضيوفه من الملائكة, فطمسنا أعينهم فلم يبصروا شيئا, فذوقوا عذابي وإنذاري الذي أنذركم به لوط عليه السلام-

" ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر "

ولقد جاءهم وقت الصباح عذاب دائم استقر فيهم حتى يفضي بهم إلى عذاب الآخرة, وذلك العذاب هو رجمهم بالحجارة وقلب قراهم وجعل أعلاها أسفلها,

" فذوقوا عذابي ونذر "

فذوقوا عذابي الذي أنزلته بكم , لكفركم وتكذيبكم, إنذاري الذي أنذركم به لوط عليه السلام

" ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر "

ولقد سهلنا لفظ القرآن للتلاوة والحفظ, ومعانيه للفهم والتدبر لمن أردد أن يذكر, فهل من متعظ به؟

" ولقد جاء آل فرعون النذر "

ولقد جاء أتباع فرعون وقومه إنذارنا بالعقوبة لهم على كفرهم.

" كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر "

كذبوا بأدلتنا كلها الدالة على وحدانيتنا ومجتمع أنبيائنا, فعاقبناهم بالعذاب عقوبة عزيز لا يغالب, مقتدر على ما يشاء.

" أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر "

أكفاركم- يا معشر قرش- خير من الذين تقلع ذكرهم ممن هلكوا بسبب تكذيبهم, أم لكم براءة من عقب الله في الكتب المنزلة على الأنبياء بالسلامة من العقوبة؟

" أم يقولون نحن جميع منتصر "

بل أيقول كفار " مكة " : نحن أولو حزم ورأي وأمرنا مجتمع, فنحن جماعة منتصرة لا يغلبنا من أرادنا بسوء؟

" سيهزم الجمع ويولون الدبر "

سيهزم جمع كفار " مكة " أمام المؤمنين, ويولون الأدبار, وقد حدث هذا يوم " بدر " .

" بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر "

والساعة موعدهم الذي يجازون فيه بما يستحقون, والساعة أعظم وأقسى مما لحقهم من العذاب يوم " بدر " .

" إن المجرمين في ضلال وسعر "

إن المجرمين في تيه عن الحق وعناء وعذاب.

" يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر "

يوم يجرون في النار على وجوههم, ويقال لهم: ذوقوا شدة عذاب جهنم.

" إنا كل شيء خلقناه بقدر "

إنا كل شيء خلقناه بمقدار قدرناه وقضيناه, وسبق علمنا به.
" وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ "
وما أمرنا للشيء إذا أردناه إلا أن نقول قوله واحدة وهي " كن " , فيكون.
كلمح البصر, لا يتأخر طرفة عين.

" ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر "

ولقد أهلكنا أشباهكم في الكفر من الأمم الخالية, فهل من متعظ بما حل بهم من النكال والعذاب

" وكل شيء فعلوه في الزبر "

وكل شيء فعله أشباهكم الماضون من خير أو شر مكتوب في الكتب التي كتبتها الحفظة.

" وكل صغير وكبير مستطر "

وكل صغير وكبير من أعمالهم مسطر في صحائفهم, وسيجازون به.

" إن المتقين في جنات ونهر "

إن المتقين في بساتين عظيمة, وأنهار واسعة يوم القيامة.

" في مقعد صدق عند مليك مقتدر "

في مجلس حق, لا لغو فيه ولا تأثيم عند الله الملك العظيم, الخالق للأشياء كلها, المقدر على كل شيء تبارك وتعالى.

سورة الرحمن - سورة 55 - عدد آياتها 78

سورة الرحمن - سورة 55 - عدد آياتها 78


سورة الرحمن..كاملة 1/1..الشيخ مشارى بن راشد العفاسى

سورة الرحمن - سورة 55 - عدد آياتها 78
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. الرَّحْمَنُ
  2. عَلَّمَ الْقُرْآنَ
  3. خَلَقَ الإِنسَانَ
  4. عَلَّمَهُ الْبَيَانَ
  5. الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ
  6. وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ
  7. وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ
  8. أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ
  9. وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ
  10. وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ
  11. فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ
  12. وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ
  13. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  14. خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ
  15. وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ
  16. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  17. رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ
  18. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  19. مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ
  20. بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لّا يَبْغِيَانِ
  21. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  22. يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ
  23. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  24. وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ
  25. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  26. كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ
  27. وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ
  28. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  29. يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ
  30. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  31. سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ
  32. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  33. يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ
  34. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  35. يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ
  36. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  37. فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ
  38. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  39. فَيَوْمَئِذٍ لّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلا جَانٌّ
  40. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  41. يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ
  42. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  43. هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ
  44. يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ
  45. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  46. وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ
  47. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  48. ذَوَاتَا أَفْنَانٍ
  49. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  50. فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ
  51. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  52. فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ
  53. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  54. مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ
  55. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  56. فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ
  57. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  58. كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ
  59. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  60. هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ
  61. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  62. وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ
  63. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  64. مُدْهَامَّتَانِ
  65. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  66. فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ
  67. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  68. فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ
  69. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  70. فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ
  71. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  72. حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ
  73. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  74. لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ
  75. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  76. مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ
  77. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
  78. تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ

سورة الرحمن - تفسير السعدي



" الرحمن "

الرحمن علم الإنسان القرآن بتيسير تلاوته وحفظه وفهم معانيه.

" خلق الإنسان "

خلق الإنسان,

" علمه البيان "

علمه البيان عما في نفسه تمييزا له عن غيره.

" الشمس والقمر بحسبان "

الشمس والقمر يجريان متعاقبين بحساب متقن, لا يختلف ولا يضطرب.

" والنجم والشجر يسجدان "

والنجم الذي في السماء وأشجار الأرض, تعرف ربها وتسجد له, وتنقاد لما سخرها له من مصالح عباده ومنافعهم.

" والسماء رفعها ووضع الميزان "

والسماء رفعها فوق الأرض, يوضع في الأرض العدل الذي أمر به وشرعه لعباده

" ألا تطغوا في الميزان "

لئلا تعتدوا وتخونوا من وزنتم له,

" وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان "

وأقيموا الوزن بالعدل, ولا تنقصوا الميزان إذا وزنتم للناس.

" والأرض وضعها للأنام "

والأرض وضعها ومهدها, ليستقر عليها الخلق.

" فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام "

فيها فاكهة, النخل ذات الأوعية التي يكون منها الثمر,

" والحب ذو العصف والريحان "

وفيها الحب ذو القشرة رزقا لكم ولأنعامكم, وفيها كل نبت طيب الرائحة.

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما الدينيه والدنيوية- يا معشر الجن والإنس- تكذبان؟ وما أحسن جواب الجن حين تلا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم هذه السورة, فكلما مر بهذه الآية, قالوا: " لا شيء من آلائك ربنا نكذب, فلك الحمد " , وهكذا ينبغي للعبد إذا تليت عليه نعم الله وآلاؤه, أن يقر بها, ويشكر الله ويحمده عليها.

" خلق الإنسان من صلصال كالفخار "

خلق أبا الإنسان, وهو آدم من طين يابس كالفخار,

" وخلق الجان من مارج من نار "

وخلق إبليس, وهو من الجن من لهب النار المختلط بعضه ببعض.

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما- يا معشر الإنس والجن- تكذبان؟

" رب المشرقين ورب المغربين "

هو سبحانه وتعالى رب مشرقي الشمس في الثناء والصيف؟ ورب مغربيها فيهما, فالجميع تحت تدبيره وربوبيته.

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟

" مرج البحرين يلتقيان "

خلط الله ماء البحرين - العذب والملح- يلتقيان.

" بينهما برزخ لا يبغيان "

بينهما حاجز, فلا يطغى أحدهما على الآخر, ويذهب بخصائصه, بل يبقى العذب عذبا, والملح ملحا مع تلاقيهما.

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟

" يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان "

يخرج من البحرين بقدرة الله اللؤلؤ والمرجان.

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان تكذبان؟

" وله الجواري المنشآت في البحر كالأعلام "

وله سبحانه وتعالى السفن الضخمة التي تجري في البحر بمنافع الناس, رافعة قلاعها وأشرعتها كالجبال.

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟

" كل من عليها فان "

كل من على وجه الأرض من الخلق هالك,

" ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام "

ويبقى وجه ربك ذو العظمة والكبرياء والفضل والجود.
وفي الآية إثبات صفة الوجه لله تعالى بما يليق به سبحانه, دون تشبيه ولا تكييف

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما -أيها الثقلان- تكذبان؟

" يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن "

يسأله من في السموات والأرض حاجاتهم, فلا غش لأحد منهم عنه سبحانه.
كل يوم هو في شان : يعز ويذل, ويعطي ويمنع.

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما -أيها الثقلان- تكذبان؟

" سنفرغ لكم أيها الثقلان "

سنفرع لحسابكم ومجازاتكم بأعمالكما التي عملتموهما في الدنيا, أيها الثقلان- الإنس والجن-, فنعاقب أهل المعاصي, ونثيب أهل الطاعة.

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان تكذبان؟

" يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان "

يا معشر الجن والإنس, إن قدرتم على النفاذ من أمر الله وحكمه هاربين من أقطار السموات والأرض فافعلوا, ولستم قادرين على ذلك إلا بقوة وحجة, وأمر من الله تعالى (وأنى لكم ذلك وأنتم لا تملكون لأنفسكم نفعا ولا ضرا؟).

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما - أيها الثقلان- تكذبان؟

" يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران "

يرسل عليكم لهب من نار, ونحاس مذاب يصب على رؤسكم, فلا ينصر بعضكم بعضا معشر الجن والإنس

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟

" فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان "

فإذا انشقت السماء وتفطرت يوم القيامة, فكانت حمراء كلون الورد, وكالزيت المغلي والرصاص المذاب من شدة الأمر وهول يوم القيامة.

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان تكذبان؟

" فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان "

ففي ذلك اليوم لا تسأل الملائكة المجرمين من الإنس والجن عن ذنوبهم.

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما -أيها الثقلان- تكذبان؟

" يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام "

تعرف الملائكة المجرمين بعلامتهم, فتأخذهم بمقدمة رؤوسهم وبأقدامهم, فترميهم في النار.

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟

" هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون "

يقال لهؤلاء المجرمين تحقيرا لهم: هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون في الدنيا:

" يطوفون بينها وبين حميم آن "

تارة يعذبون في الجحيم, وتارة يسقون من الحميم, وهو شراب بلغ منتهى الحرارة, لقطع الأمعاء والأحشاء.

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟

" ولمن خاف مقام ربه جنتان "

ولمن اتقى الله من عباده من الإنس والجن, فخاف مقامه بين يديه, فأطاعه, وترك معاصيه, جنتان

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟

" ذواتا أفنان "

الجنتان ذواتا أغصان نضرة من الفواكه والثمار.

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما -أيها الثقلان- تكذبان؟

" فيهما عينان تجريان "

في هاتين الجنتين عينان من الماء تجريان خلالهما.

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما -أيها الثقلان- تكذبان؟

" فيهما من كل فاكهة زوجان "

في هاتين الجنتين من كل نوع من الفواكه صنفان.

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما -أيها الثقلان- تكذبان؟

" متكئين على فرش بطائنها من إستبرق وجنى الجنتين دان "

وللذين خافوا مقام ربهم جنتان يتنعمون فيهما, متكئين على فرش مبطنة من غليظ الديباج, وثمر الجتين قريب إليهم.

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟

" فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان "

في هذه الفرش زوجات قاصرات أبصارهن على أزواجهن, لا ينظرن إلى غيرهم متعلقات بهم, لم يطأهن إنس قبلهم ولا جان.

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟

" كأنهن الياقوت والمرجان "

كان هؤلاء الزوجات من الحور الياقوت والمرجان في صفائهن وجمالهن.

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبآي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان

" هل جزاء الإحسان إلا الإحسان "

هل جزاء من أحسن بعمله في الدنيا إلا الإحسان إليه بالجنة في الآخرة

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبآي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان

" ومن دونهما جنتان "

ومن دون الجنتين السابقتين جنتان أخريان.

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما يا أيها الثقلان- تكذبان؟

" مدهامتان "

هاتان الجنتان خضراوان, قد اشتدت خضرتهما حتى مالت إلى السواد

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟

" فيهما عينان نضاختان "

فيهما عينان فوارتان بالماء لا تنقطعان.

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟

" فيهما فاكهة ونخل ورمان "

في هاتين الجنتين أنواع الفواكه ونخل ورمان.

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما أيها الثقلان- تكذبان؟

" فيهن خيرات حسان "

في هذه الجنان الأربع زوجات طيبات الأخلاق حسان الوجوه.

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟

" حور مقصورات في الخيام "

حور مستورات مصونات في الخيام.

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما - أيها الثقلان- تكذبان؟

" لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان "

لم يطأ هؤلاء الحور إنس قبل أزواجهن ولا جان.

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما -أيها الثقلان- تكذبان؟

" متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان "

متكئين على وسائد ذوات أغطية خضر وفرش حسان

" فبأي آلاء ربكما تكذبان "

فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟

" تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام "

تكاثرت بركة اسم ربك وكثر خيره, في الجلال الباهر, والمجد الكامل, والإكرام لأوليائه.
  1. سورة الرحمن - عروس القرآن للباحث المهندس علي منصور كيالي - اسرار و اعجاز القرأن الكريم والاسلام

    • il y a 2 ans
    • 11 879 vues
    بسم الله الرحمن الرحيم ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين بسم الله الرحمن الرحيم...
  2. مع د.زغلول النجار - الإعجاز العلمي في سورة الرحمن | حياه اف ام Hayat FM

    • il y a 8 mois
    • 468 vues
    حياة اف ام .. إذاعة منوعة بطابع ملتزم وهادف تبث من خلال الإف إم على 104.7 في عمان والزرقاء وعلى 94.7 في إربد وعلى...
  3. الاعجاز العلمى فى سورة الرحمن - الاعجاز العلمي

    • il y a 2 ans
    • 690 vues
    في هدا المقط نسلط الضوء على الاعجاز العلمي في القران الكريم وبالضبط في سورة الرحمان لا تنسونا من صالح دعوات