39- مصطلحات أدبية
38- أضرب الخبر
الأمثلة:1- قال أبو الطيب:عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ ... وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُوَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها ... وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ2- قال السَريّ الرَّفاء:إنَّ البِناءَ إذا ما انهدَّ جانبُه... لم يأمَنِ الناسُ أنْ يَنهدَّ باقِيه3- قال الشريفُ الرضيّ:قَدْ يَبْلُغُ الرّجُلُ الجَبَانُ بِمَالِهِ ... مَا لَيسَ يَبلُغُهُ الشّجَاعُ المُعدِمُ4- قال النابِغَةُ الذبَيانِيُّ:ولَسْتَ بمُسْتَبْقٍ أَخاً لا تَلُمُّهُ ... على شَعَثٍ أَيُّ الرجالِ المُهَذَّبُ5- قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:وإني لحلوٌ تعتريني مرارة ٌ... وإني لتراكٌ لما لمْ أعوَّدِ6- قال تعالى على لسان زوليخا: " قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ." يوسف:327- قال لبيد:وَلَقَدْ عَلِمْتُ: لَتأْتِيَنَّ مَنِيَّتي .... إنَّ الْمَنَايَا لا تَطِيشُ سِهَامُها 8- قال شاعر:واللهِ إني لأَخو هِمَّةٍ … تسمو إلى المجد ولا تَفْتُر توضيح:تأمّل الأمثلة المسجّلة أعلاه تجد أخبارا مختلفة فالمثال1 لم يشتمل على أداة من أدوات التوكيد، وفي المثالين2 و3 و4 تجد الخبر مؤكّدا بأداة توكيد واحدة (إنّ) و (قد) و (الباء الزائدة) وفي المثالين5 و6 تجد مؤكّدين هما (إنّ واللّام) و (اللّام والنّون) أمّا في المثالين7و8 فتجد ثلاث مؤكّدات (قد واللّام والنّون) و (القسم وإنّ واللّام).
بعد هذا، قد تتساءل: ما السرُ في هذا الاختلاف؟ والجواب:الاختلاف هذا سببه اختلاف حال من خوطب بهذه الأخبار لأنّه كما هو معلوم يكون المخاطب خالي الذّهن من مضمون الخبر أو له دراية بالخبر لكنّها ممزوجة بالشّكّ أو منكرا للخبر. تذكّر:للخبر ثلاثة أضرب:1- إذا كان المخاطب خالي الذّهن من الحكم الذي يتضمّنه الخبر غير متردّد فيه ولا منكر له يُلقى إليه الخبر من غير توكيد لعدم حاجة المخاطب إلى ذلك ويسمّى هذا النّوع (الضّرب) من الخبر ابتدائيّا.2- إذا كان المخاطب شاكّا، متردّدا في الحكم الذي يتضمّنه الخبر طالبا الوصول إلى حقيقته يحسن إلقاء الخبر إليه مؤكّدا بأداة توكيد واحدة وذلك لإزالة هذا الشّكّ والتردّد ويسمّى هذا الضّرب من الخبر طلبيّا.3- إذا كان المخاطب منكرا للحكم الذي يتضمّنه الخبر يجب توكيد الخبر له بمؤكّدين أو أكثر حسب درجة الإنكار قوّة وضعفا وذلك لدفع هذا الإنكار وإقناعه بالتّسليم بالحكم ويسمّى هذا الضّرب من الخبر إنكاريّا.أدوات التّوكيد كثيرة أشهرها:إنَّ، وأنَّ، ولام الابتداءِ، وأحرفَ التنبيه، والقسم، ونونا التوكيد، والحروف الزائدة مثل الباء ومن والتكرار وقدْ وأمَّا الشرطية وإنما وضميرَ الفصل.أمثلة عن أضرب الخبر:1- كتبَ معاويةُ رضي الله عنه إلى أحد عماله فقال:لا ينبغي لَنَا أن نَسُوس الناسَ سياسةً واحدةً، لا نَلِينُ جميعاً فَيَمْرَح الناسُ في المَعْصِيَة، ولا نَشْتَدُّ جميعاَ فَنحْمِلَ الناسَ على المهالك، ولكنْ تكونُ أَنت للشِّدةِ والغِلْظَة، وأَكون أَنا لِلرأْفةِ والرحمةِ.2- قال أَبو تمام:ينالُ الفتى من عيشهِ وهو جاهلٌ ويُكْدِي الفَتَى في دَهْرِهِ وَهْوَ عَالِمٌولَوْ كانَتِ الأرزَاقُ تَجْري على الحِجَا هلكْنَ إذَنْ مِنْ جَهْلِهنَّ البَهَائِمُ3- قال الله تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا} الأحزاب:184- قال السَريّ الرَّفاء:إنَّ البِناءَ إذا ما انهدَّ جانبُه ...لالم يأمَنِ الناسُ أنْ يَنهدَّ باقِيه5- قال أَبو العباس السفاح:لأعْمِلَنَّ اللِّينَ حتَّى لا يَنْفَعِ إلا الشِّدةُ،، و لأكْرِمَنَّ الخاصة ما أَمِنْتُهم على العامة، لأغْمِدَنَّ سيفي حتى يَسُلَّه الحق، ولأعْطِينَّ حتى لا أرى للعطية موْضِعاً.6- قال الله تعالى: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ..} آل عمران:1867- قال الشاعر:واللهِ إني لأَخو هِمَّةٍ …تسمو إلى المجد و لا تَفْتُر |
12- المجاز المرسل
عرفنا في درس سابق أن الاستعارة من المجاز اللغوي وأن العلاقة المعتمدة فيها هي المشابهة بين المعنى المذكور والمعنىالمحذوف.
واليوم نعرف مجازا لغويا آخر وهو المجاز المرسل.1- قال المتنبيّ:له أيادٍ عليّ سَابِغة ... أُعَدّ منها وَلا أُعدِّدها2- قال تعالى:{وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاء رِزْقًا}غافر:133- قال شاعر:كم بعثنا الجيش جرّا .... رًا وأرسلنا العيُونَا4- قال تعالى على لسان نوح عليه السلام:{وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا}نوح:75- قال تعالى:{وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ}النساء:26- قال تعالى على لسان نوح عليه السلام:{إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا}نوح:277- قال ابن حمديس:لا أركب البحر إني ... أخـاف مـنه المعـاطـبطين أنا وهو ماء ... والطين في الماء ذائب8- قال تعالى:{إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ} الانفطار:13إيضاح:1- تأمل قول المتنبي تجد أنه لا يقصد الأيدي الحقيقية بل يريد بها النّعم التي تمنحها الأيادي،فكلمة أَياد هنا مجازٌ،ولكن ما العلاقة بين الأَيدي والنعم؟ بسهولة ستدرك أنها ليست المشابهة وكما عرفت فيما سبق أنّ لكل مجاز علاقة،والمعروف أَنَّ العرب لا يستعملون معنى مكان معنى آخر إِلا إذا وُجدت صلة وعلاقة بين المعنيين؟ ركّز جيّدا تدرك أَنَّ اليد هي التي تمنح النعمة فهي سببٌ فيها،فالعلاقة إِذًا السَّببية.2- وبملاحظة قوله تعالى:{ويُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السماءِ رزْقاً}؛تدرك أنّ الرزق لا ينزل من السماءِ وإنّما ينزل سببه وهو المطر،فالرزق مسَّببٌ عن المطر،فهو مجاز علاقته المُسبَّبية.3- وبالتفكير في كلمة العيون في البيت تجد أنّ الشاعر أطلق الجزء (العيون) وأراد الكل (الجواسيس) وذكر هذا الجزء لأهميته في عمل الجاسوس،فهذا مجاز علاقته الجزئية.4- أما في قوله تعالى:{جَعَلُوا أصَابِعَهُمْ في آذَانهمْ} فإنَّ الإنسان لا يستطيع أنْ يضع إِصبعَه كلها في أُذنه،ولكنّ الله أطلق الكل (الأصابع) وقصد الجزء (أطرافها) فهذا مجاز علاقته الكلية.5- وإذا تأمّلت قوله تعالى:{وآتُوا الْيتَامى أمْوَالَهم} تدرك أَنَّ الله لم يطلب منّا إعطاء المال لليتيم وهو صغير حتّى لا يضيّعه ولكنّه يقصد اليتيمَ الذي بلغ سنّ الرشد،والمقصود أعطوا المال إلى أصحابه البالغين الذين كانوا يتامى،فهذا مجاز فكلمة اليتامى هنا مجاز علاقته اعتبار ما كان.6- أما في قوله تعالى:{ولا يلِدُوا إِلاَّ فاجرا كفارا} فأنت تجد العكس فقد ذكر سيدنا نوح الولد باعتبار أنه عندما يكبر سيكون حسب تجربته مع قومه فاجرًا وكفارًا لأنك تعرف أن الولد يولد على الفطرة مؤمنا،فهذا مجاز علاقته اعتبار ما يكون.7- أَما البحر في بيت ابن حمديس فالمقصود منه هو السفينة التي تمشي في البحر،وبتفكير بسيط تجد أن الشاعر أُطلق المَحَلّ وأراد الحالَّ فيه،فهذا مجاز علاقته المحلية.8- وعكس ذلك في قوله تعالى:{إِنَّ الأَبْرارَ لَفِي نَعِيم} فإن النعيم لا يحُلّ فيه الأبرار بل يحلّن في محلّه وهو االجنّة،فالله أطلق الحالّ وأراد المحلّ فهذا مجاز علاقته الحالية.و كما رأيت فكلّ هذه المجازات اعتمدت على علاقة غير المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي،وهذا النوع من المجاز اللغوي يسمّى المجاز المرسل.تذكّر:تعريف المجاز المرسل:المجاز المرسل هو كلمة تستعمل في غير معناها الأصلي و تكون فيه العلاقة بين المعنى المذكور والمعنى المحذوف هي غير المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي.علاقات المجاز المرسل:للمجاز المرسل ثماني علاقات:1- السببية (المعنى المذكور سبب والمعنى المحذوف المقصود نتيجة له)مثال: يد الله فوق أيدينا. (المعنى المقصود هو قوة الله لأن اليد سبب في القوة)2- المُسَبَّبِية (المعنى المذكور نتيجة والمعنى المقصود المحذوف سبب له)مثال: شرب هذا الرجل الأذى. (ذكرت المُسَبَّب والنتيجة وهو الأذى وقصدت السبب وهو الخمر)3-الكلية (المعنى المذكور كل والمعنى المقصود المحذوف جزء منه)مثال:شربت ماء زمزم (ذكرت الكل وهو الماء وقصدت جزءا منه)4- الجزئية (المعنى المذكور جزء والمعنى المقصود المحذوف كل)مثال:طلب عمر يد فاطمة. (طلبها كلها وليس يدها فقط ولكن اليد ذكرت لأهميتها في عقد الزواج كأن تستعمل للإمضاء ووضع الخاتم..)5- المحلية (المعنى المذكور محل ومكان والمعنى المقصود المحذوف حالٌّ فيه)مثال:كيف وجدت بيتك؟ (ذكرت المكان وهو البيت وقصدت الذي يحل فيه وهو الزوجة)6-الحالِّية (المعنى المذكور حال في المعنى المقصود المحذوف)مثال: وإنّ الفُجّارَ لفي جَحيمٍ. (ذكر الجحيم وقصد به محله وهو جهنّم)7-اعتبار ما كان (المعنى المذكور هو الأصل والمعنى المحذوف حالة جديدة ناتجة عن الأصل)مثال:نحن في الجزائر نأكل القمح ونلبس الصوف. (نحن لا نأكل القمح بل الخبز الناتج عنه ولا نلبس الصوف بل الملابس المصنوعة منه).8- اعتبار مايكون (المعنى المحذوف هو الأصل والمعنى المذكور حالة جديدة ناتجة عن الأصل)مثال: أوقدْ لنا نارا لنتدفأ بها. (أوقد لنا حطبا ليصبح نارا)تدريبات على المجاز المرسل:عين المجاز المرسل وبين علاقته:قال تعالى: "واسأل القرية التي كنا فيها". وقال أيضا:"فليدع ناديه سندع الزبانية". وقال أيضا:"فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ". وقال أيضا:"فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ". وقال أيضا:"وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ". وقال أيضا:"فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ". نشرب القهوة في كل صباح.وما مِنْ يدٍ إلا يَدُ اللهِ فَوْقَها ... ولاَ ظَالم إِلاَّ سيُبْلى بأَظْلَمِ سكن الأمير عبد القادر دمشق.لا تكن أذنا تتقبل كل كلام.سرق اللص المنزل. |
37- الخبر وأغراضه
الأمثلة:
1- ولد رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يتيما وكفله جدّه عبد المطّلب ثم عمّه أبو طالب.
2- أنت تقوم كلّ يوم باكرا.
3- قال الله تعالى على لسان زكَريَّا عليه السلام: {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} مريم:4
4- قال إِبراهيم بن المهدي يخاطب المأمون:
أتَيْتُ جُرْماً شنيعاً …وأنْتَ لِلْعَفْوِ أهْلُ
فإنْ عفَوْتَ فَمَنْ … وإنْ قَتَلتَ فَعدْلُ
5- قال أبو العتاهية يرثيِ ولده علياّ:
بكيتُكَ يا عليٌ بدَمْع عيني… فَمَا أغنى البُكاء ُعليك شياً
وكانَتْ في حَيَاتك لي عِظاتٌ… وأنْتَ اليَومَ أوعَظُ مِنْكَ حَيا
6- قال عمرو بن كلثوم:
إِذَا بَلَغَ الفِطَامَ لَنَا صَبِيٌّ تَخِرُّ لَهُ الجَبَابِرُ سَاجِديْنَا
7- كتب طاهر بن الحسين إِلى العباس بن موسى الهادي وقد استبطأه في خراج ناحيته:
وَلَيْسَ أخُو الحاجاتِ مَنْ بات نائماً …ولَكنْ أَخُوها مَنْ يَبيتُ على وَجَلْ
8- قال النابغةِ في المديح:
فإِنَّكَ شَمْسٌ والمُلُوكُ كَواكِبٌ ... إِذا طَلَعَتْ لَمْ يَبْدُ مِنْهنَّ كَوْكَبُ
9- قال تعالى: "وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا." [الإسراء:81
إيضاح:
- تأمّل المثال الأَول تجد أنّه خبر، فما هو الخبر؟ لا شكّ أنّك تعرف أنّ كل خبر هو كلام يحتمل أن يكون صاحبه صادقا أو كاذبا، ولتعلمْ أنّ كلّ إنسان قد يكذب ما عدا من عصمه اللّه من الأنبياء والرّسل.
- قد يسألك سائل: كيف نحكم على خبر بالصّدق أو الكذب؟ والجواب بسيط: إن كان الخبر موافقا للواقع فصاحبه صادق وإن كان مخالفا للواقع فصاحبه كاذب.
- وقد يسألنا سائل آخر: هل للخبر فائدة؟ أقول له:نعم، إذا عدت إلى المثال1 تجد أنّ المتكلم يريد أن يفيد المخاطب بالحكم الذي تضمنه هذا الخبر (وهو معلومة جدية بالنسبة له)، ويسمىَّ هذا الحكم فائدة الخبر،لأنه يُفيده بما كان يجهله من هذه المعلومات عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
أمّا في المثال2 فلا يستفيد المخاطب من معلومة جديدة لأنّه يعرف أنّه يقوم باكرا،وقد تتساءل:ماذا أفاد هذا الخبر؟ أجيبك:إنّ المخاطب هنا استفاد شيئا جديدا هو أنّه ليس وحده من يعرف الخبر بل من كلّمه أيضا يعرفه، فالسامع في هذه الحال لم يستفد علماً بالخبر نفسِه، وإنما استفاد أنَّ المتكلم عالمٌ به، ويسمَّى ذلك لازمَ الفائدة.
تأمّل بقية الأمثلة تلاحظ أنّ الخبر فيها لا يهدف إلى فائدة الخبر ولا إلى لازم الفائدة، وإنما يدل على أغراض أدبية بلاغية يفهمها المتأمّل من سياق الكلام والحالة النفسية للمتكلّم.
- في المثال3 يصف زكريا عليه السلام حالَه ويُظهر ضعفه ونفاذ قوته
- في المثال4 يستعطف الشاعر المأمون ويطلب منه الرّحمة.
- في المثال5 يتحسر الشاعر ويُظهر الآسى والحزن على فقد ولده و فلذة كبده.
- في المثال6 يَفخَر الشّاعر بقومه، ويباهي بما لهم من البأس والقوة ومهابة النّاس لقبيلته.
- في المثال7 لا يقصد ابن الحسين الإِخبار. ولكنه يَحُثُّ عاملَه على النشاط و الجدِّ في جباية الخراج.
- في المثال8 يمدح النّابغة النّعمان بن المنذر بعد أن أعطاه الأمان.
تذكّر:
تعريف الخبر:
الخبر هو كل كلام يحتمل الصّدق أو الكذب ونحكم على صدق الخبر بموافقته للواقع وعلى كذبه بمخالفته لهذا الواقع بغض النّظر عن شخصية قائله.
توضيح: إن قلت:الرياضة مفيدة،فقد أثبتّ الفائدة للرّياضة وهذه الفائدة ثابتة سواء جهرت بها أو لم أجهر بها لأنّها محلّ اتّفاق بين النّاس ونصّ عليها رسول الله والعلماء والأطبّاء.
الغرض الأصلي لإلقاء الخبر:
الأصل في الخبر أن يُلقى لأحد غرضين:
1- إفادة المخاطب بالحكم الذي يتضمّنه الخبر (أي:تقديم معلومة جديدة له) ويسمّى هذا الحكم فائدة الخبر.
2- إفادة المخاطب بأنّه ليس وحده عالم بالخبر وإنّما المتكلّم هو أيضا عالم به ويسمّى هذا لازم الفائدة.
أغراض الخبر الأدبية البلاغيّة:
قد يخرج الخبر عن غرضه الأصليّ ليدلّ على أغراض أخرى أدبيّة بلاغية تفهم من سياق الكلام والحالة النّفسية لقائل الخبر.
من هذه الأغراض:الاسترحام، إِظهار الضعف والعجز،إظهار الفرح أوالحزن، التحسر،الفخر،الحثّ على السعي والجدّ،المدح، إظهار الشماتة، التّوبيخ، التّهديد، النّصح والإرشاد...
تدريبات على أغراض الخبر:
1- كان مُعاوِيةُ رضي الله عنه حَسَنَ السياسةِ و التَّدْبيرِ، يحْلَمُ في موضع الْحِلْم، وَيَشتَد في موضِعِ الشِّدَّة. (فائدة الخبر:إِفادة المخاطب الحكم الذي تضمنه الكلام)
2- لَقدْ أدَّبتَ بَنِيكَ باللين والرفقِ لا بالقَسْوَةِ والعِقاب.
(لازم الفائدة: إفادةُ المخاطب أنَّ المتكلم عالم بحاله في تهذيب بنيه)
3- تُوفيَ عُمَرُ بنُ الخطاب رَضي الله عنه سَنَةَ ثلاثٍ وعشرين من الهجرة.
(فائدة الخبر:إِفادة المخاطب الحكم الذي تضمنه الكلام)
4- قال أبو فِراس الحَمدَاني: ومكارمي عددُ النجومِ ومنزلي... مأوَى الكِرَامِ، وَمَنزِلُ الأضْيَافِ (الفخر)
5- قال أبو الطيب:وَمَا كُلّ هَاوٍ للجَميلِ بفاعِلٍ ... وَلا كُلّ فَعّالٍ لَهُ بِمُتَمِّم
(فائدة الخبر:إفادةُ المخاطب الحكم الذي تضمنه الكلام،فإنَّ أبا الطيب يريد أَن يبين لسامعيه ما يراه في بعض الناس من التقصير في أَعمال الخير)
6- وقال أيضا يَرثيِ أخت سيف الدّوْلة:
غدَرْتَ يا مَوْتُ كم أفنَيتَ من عدَدٍ... بمَنْ أصَبْتَ وكم أسكَتَّ من لجَبِ (إظهار الأَسى والحزن)
7- قال عوف بن محلم لعبد الله بن طاهر:
إِنَّ الثَّمانِينَ، وبُلِّغْتَها ... قد أَحْوَجَتْ سَمْعِي إِلى تُرْجُمانْ (إظهار الضعف والعجز)
8- قال أبو العلاء المعرِّي:
وَلِى منطِق لَم يرْضَ لي كُنْه منزلي ... عَلَى أنني بيْنَ السماكَينِ نازلُ (الفخر بالعقل واللسان)
9- قال تعالى: " لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ." الحشر:21،20 (ظهار الفرق)
أمثلة عن جمل خبرية :
1- مَنْ أَصْلَحَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ أَصْلَحَ اللهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ، وَمَنْ أَصْلَحَ أَمْرَ آخِرَتِهِ أَصْلَحَ اللهُ لَهُ أَمْرَ دُنْيَاهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ وَاعِظٌ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ حَافِظٌ.
2- إنكَ لتَكْظِمُ الغَيْط وتَحْلُمُ عندَ الغضبِ،و تَتَجاوزُ عند القُدْرة، وتَصْفحُ عن الزلة.
3- قال أبو فِراس الْحَمْدَاني:
إنّا إذَا اشْتَدّ الزّمَا ... نُ وَنَابَ خَطْبٌ وَادْلَهَم
ألفيتَ حولَ بيوتنا ... عُدَدَ الشّجَاعَة ِوَالكَرَمْ
لِلِقَا العِدَى بِيضُ السّيُو... فِ وَلِلنّدَى حُمْرُ النَّعَمْ
هَذَا وَهَذَا دَأبُنَا ... يودى دمٌ ويراقُ دمْ
4- قال الشاعر:
مَضَت الليالي البيضُ في زَمَن الصِّبا …وَأَتَى الْمَشِيبُ بِكَل يوْم أَسْودِ
5- قال مروانُ بْنُ أبي حَفْصَة من قصيدة طويلة يَرثي بها معْن بن زائدةَ:
مَضَى لِسَبِيلِهِ مَعْنٌ وأبْقَى ... مَحامِدَ لَنْ تَبِيدَ ولَنْ تُنالا
كَأَنَّ الشَّمْسَ يومَ أُصِيبَ مَعْنٌ ... مِن الإظْلامِ مُلْبَسَةٌ جلالا
هَوَى الجَبَلُ الذي كانَتْ نِزارٌ ... تَهُدُّ مِن العَدُوِّ به جِبالا
فإن يَعْلُ البِلادَ به خُشُوعٌ ... فقَدْ كانَتْ تَطُولُ به اخْتِيالا
أصَابَ الموْتُ يَوْمَ أصاب مَعْناً مِنَ الأحياء أكْرَمَهُمْ فَعالاَ
وكانَ النّاسُ كلُّهُمُ، لمَعْنٍ ... إلى أنْ زارَ حُفْرَتَهُ، عِيالا
6- قال أبو العتاهية قبل موته:
إلهي لا تعذبني فإني ... مقرٌّ بالذي قد كانَ مني
فما ليَ حيلةٌ إلا رجائي ... لعفوكَ إن عفوت وحُسْنَ ظني
وكمن مِنْ زَلْةٍٍ لي في الخطايا... وأنت عليَّ ذو فضل ومَنِّ
إذا فكرتُ في نَدَمي عليها ... عضضت أناملي وقَرَعْتُ سني
أجنُّ بزهرة الدنيا جنوناً ... وأقطعُ طولَ عمري بالتمني
ولو أنِّي صدقتُ الزهدَ عنها ... قلبتُ لأهلها ظهرَ المجنِّ
يظنُّ الناسُ بي خيراً وإني ... لَشَرُّ الناس إن لم تعف عني
7- قال أبو النواس أثناء مرض الموت:
دَبّ فيَّ الفَناءُ سُفْلاً وعُلْوَا ... وأراني أموتُ عُضْواً، فعُضْوَا
ليسَ مِنْ ساعَة ٍ مضَتْ ليَ إلاّ... نَقَصَتْني بِمرّها بيَ جُزْوَا
ذَهَبَتْ جدّتي بطاعة ِ نَفسِي ... وتذَكّرْتُ طاعَة َ للهِ نِضْوَا
لَهْفَ نَفْسي على لَيالٍ وأيّا... مٍ تَمَلّيتُهنّ لِعْباً ولَهْوَا
قد أسأنَا كلَّ الإساءَة ِ فاللّـ ... ـهُمّ صَفحاً عنّا وغفراً وعفْوَا
8- إنك إذا رأَيتَ في أَخيك عَيْباً لم تكتمْهُ
9- قال ابْن نُباتَةَ السعدي:
يفُوتُ ضَجِيعَ التُّرَّهاتِ طِلابُه ويدْنُو … إِلى الحاجَاتِ منْ بَات ساعيَا
10- قال الأمير أَبو الفَضْلِ عُبَيْدُ الله في وصف يوم ماطرٍ
دَهتنا السَّماءُ غَداة َ النّجابِ ... بغيمٍ على أُفقِه مُسبَلِ
فجاءَ برعدٍ له رَنّة ٌ... كَرنّة ِ ثَكلى ولمْ تُثكلِ
وثنّى بوبلٍ عَدَا طَورَهُ ... فعادَ وبالاً على المُمحلِ
وأشرفَ أصْحَابُنا من أذاهُ ... على خَطَرٍ هائلٍ مُعضلِ
فمنْ لابدٍ بفنَاءِ الجِدارِ ... وآوٍ إلى نَفَقٍ مُهمَلِ
ومن مُستجيرٍ يُنادي الغريقَ ... هناكَ ومن صائحٍ مُعولِ
وجادتْ علينا سَمَاءُ السُّقوفِ ... بدمعٍ من الوَجدِ لم يُهملِ
11- قال الجاحظ:
اَلمَشورةُ لِقَاح العقول، ورائِدُ الصواب. والمْسْتَشِيرُ عَلَى النجاح، واستنارة المرءِ برأي أَخيه من عَزم الأمور وحزْمِ التدبير.
12- قال المتنبي وهو مريض بالحمَّى:
أقَمْتُ بأرْضِ مِصرَ فَلا وَرَائي ... تَخُبُّ بيَ الرّكابُ وَلا أمَامي
وَمَلّنيَ الفِرَاشُ وَكانَ جَنبي... يَمَلُّ لِقَاءَهُ في كُلّ عامِ
13- إنّي أُصَاحِبُ حِلمي وَهْوَ بي كَرَمٌ ... وَلا أُصاحِبُ حِلمي وَهوَ بي جُبُنُ
وَلا أُقيمُ على مَالٍ أذِلُّ بِهِ ... وَلا ألَذُّ بِمَا عِرْضِي بِهِ دَرِنُ
14- قال يَحيَى البَرْمَكيُّ يُخَاطِبُ الخليفةَ هاَرُونَ الرَّشيد:
إن البرامكة الذِيـــ .... نَ رُمُوا لَدَيْك بداهيه
صُفْرُ الوُجوهِ عَلَيْهمُ ... خِلَع المَذَلَّةِ بَادِيَهْ
15- قال أَحد الأعراب يرْثي وَلدَهُ:
إذا ما دَعَوْتُ الصَّبْرَ بَعْدَكَ والبُكا ... أجابَ البُكا طَوْعاً ولَمْ يُجِبِ الصَّبْرُ
فإِنّ يَنْقطِعْ منكَ الرَّجاءُ فإِنَّه ... سَيْبقَى عليكَ الحُزْنَ ما بَقِيَ الدَّهْرُ
|
36- مقارنة بين الكناية والمجاز
1- الكناية لها معنيان:معنى ظاهر في الجملة ومعنى خفي والمعنى الخفي هو المقصود وكلا المعنيين صحيح ومقبول. أما المجاز فهو أن نستعمل معنى ونقصد معنى آخر. - الكناية تعطينا حقيقة مصحوبة بالدليل عليها.
توضيح:
- في الكناية لا نقصد المعنى الأصليِّ للّفْظ بل نقصد معنى آخَر يفهم من هذا اللفظ،وقد يكون المعنى الظاهر صحيحا ومقبولا ولكن ليس دائما،فقَدْ يُرَاد المعنيان معاً،وقَدْ تُهْمَلُ إرادةُ المعنَى الأصلي ويرادُ المعنَى الآخر فقط.
مثال:هذا الرجل كثيرُ الرَّمَادِ،أي: مضيافٌ جواد. - في هذا المثال أنا لا أقصد كثرة الرماد بل أقصد الجود والكرم.وهذا استعمله العرب قديما يوم كانوا يطبخون باستعمال الحطب. - إذا كان هذا الرجل يَطْبُخُ الطعامَ لضُيُوفِه الكثيرين بنار الحطب الّذي يُخَلّف رماداً،فالمعنيان صحيحان مقبولان (كثرة الرماد والكرم).
- وإذا كان يطبخ بالفرن الكهربائي أو الغازي فإن المعنى الخفي وحده هو المقصود.
- أمّا في المجاز فلا يصحّ معه إرادة المعنى الحقيقيّ للفظ، بل يتعيّن فيه إرادة المعنى المجازيّ فقط، مثال: انتصر الأسَدُ على خصمه بالضربة القاضية، فلفظ (الأسد) هنا مجاز عن الملاكم،ولا يصحّ أن يُرادَ به معناه الحقيقي وهو الحيوان المفترسُ المعروف والقرينة المانعة للمعنى الحقيقي هي الضربة القاضية،أما الكناية فلا قرينة فيها تمنع من إرادة المعنى الحقيقي. 2- في الكناية لا توجد قرينة تمنع إرادة المعنى الحقيقي الظاهر. - وفي المجاز بأنواعه توجد قرينة تمنع إرادة المعنى الظاهر وهذه القرينة تكون لفظية أو حالية. 3 - في الكناية توجد علاقة استلزام بين المعنى الظاهر والمعنى الخفي أي: إنّ الكناية مبنية على الانتقال من اللازم إلى الملزوم،والمجازمبني على الانتقال من الملزوم إلى اللازم.فإذا قلنا:هذا الرجل سيفه طويل،يستلزم ذلك طول قامته.ّ(طول السيف لازم وطول القامة ملزوم) وإذا قلنا:ركبنا البحر،يستلزم ذلك أننا ركبنا السفينة. (السفر عبر البحر ملزوم والسفينة لازم) - وفي المجاز المسمّى استعارة توجد علاقة مشابهة بين الطرف المذكور والطرف المحذوف. - وفي المجاز المرسل توجد علاقات ليس منها المشابهة بين الطرفين.
4- في الاستعارة لا يذكر المستعار له،وفي الكناية لا يذكر المكنّى عنه.
5- الاستعارة لفظها صريح،والصريح هو ما دل عليه ظاهر لفظه،والكناية ضد الصريح لأنها عدول عن ظاهر اللفظ.
6- الكناية تفسّرعلى جانبي الحقيقة والمجاز،والاستعارة لا تكون إلا مجازاً.
7- قد تستعمل الكناية للدلالة عل أننا خرجنا من العموم إلى الخصوص،فإذا قلنا:هذا الرجل كريم فهو ينطبق على كل كريم،أما إذا قلنا هذا الرجل كثير الرماد،فهي دلالة على كثرة الكرم وهي لاتنطبق على كل كريم.
تطبيقات:
إذا قلت: "هذا الرجل ناعم الكفين"،فأنا أقصد معنى خفيا وهو أنه لايعمل إذ لو كان يعمل لكانت كفاه خشنتين ولكن يجوز أيضا إرادة المعنى الحقيقي الظاهر في الجملة وهو نعومة الكفين.أمّا إذا قلت: " أنا أفرّ من الرّحمة "،فأنا أقصد المطر ولا أقصد الرّحمة الحقيقية فلا أحد عاقلا يفرّ منها.
انتبه إلى قول سيدنا يوسف:" إني أراني أعصر خمرا". ماذا قصد؟ هل الخمر يعصر؟كلا،وإنما قصد معنى آخر هو أنه يعصر العنب الذي يتحول إلى خمر فهو ذكر الخمر وقصد ماسيكون بعد هذا العصر وهذه العلاقة بين العنب والخمر هي اعتبار مايكون (العنب يكون خمرا بعد عصره). فهذا مجاز مرسل.- أما إذا قلت: هذا الرجل شرب بنت العنب.لن يجد السامع صعوبة في فهم قولي وسيعرف أني قصدت الخمر الذي يأتي من العنب وفي هذه الحالة المعنى المذكور في الجملة لم أقصده لذاته بل قصدت معنى آخر هو الخمر ويمكن أن يكون المعنى المذكور مقبولا أيضا لأن الخمر هي بنت العنب وبنت العنب هي الخمر. فهذه كناية |
34- كيف نميز بين المشبه والمشبه به عند شرح الاستعارة؟
لاحظ هذا المثال الأول:تبكي السماء في الشتاء.
1- في هذا المثال الفعل (تبكي) لم يسند لفاعله الحقيقي (الإنسان) وبالتالي فهو مستعمل مجازا للدلالة على معنى آخر غير إنزال الدموع ولو بحثنا عن العلاقة بين الإنسان والأرض لوجدناها المشابهة بينهما فنقول:شبهنا السماء بالإنسان فذكرنا المشبه (السماء) وحذفنا المشبه به (الإنسان) ورمزنا له بأحد خصائصه (البكاء) فهذه استعارة مكنية.
2- في هذا المثال لدينا:مجاز لغوي (تبكي) + مشبه (السماء) = استعارة مكنية
3- في هذا المثال تبكي السماء معناه تمطر.
لاحظ هذا المثال الثاني:أسقط الأسد خصمه على الحلبة.
1- (الأسد) لفظ لم يستعمل للدلالة على معناه الحقيقي (حيوان معين) لأن الأسد لا يقف على الحلبة وبالتالي فهو مستعمل مجازا للدلالة على معنى آخر (الملاكم) ولو بحثنا عن العلاقة بين الأسد والملاكم لوجدناها المشابهة بينهما في القوة والشجاعة فنقول:شبهنا الملاكم بالأسد فذكرنا المشبه به (الأسد) وحذفنا المشبه (الملاكم) ورمزنا له بأحد خصائصه (الحلبة) فهذه استعارة تصريحية.
2- في هذا المثال لدينا:مجاز لغوي (الأسد) + مشبه به (الأسد) = استعارة تصريحية
كيف نميز المشبه من المشبه به عند شرح الاستعارة:
1- في قولنا:شبهنا السماء بالإنسان:
- شبهنا السماء (السماء مفعول به وهو المشبه)
- بالإنسان (الإنسان اسم مجرور وهو المشبه به) لاحظوا اقتران المشبه به بحرف الباء وهي نفس الباء التي نجدها في قولنا (مشبه به).
2- في قولنا:شبهنا الملاكم بالأسد:
- شبهنا الملاكم (الملاكم مفعول به وهو المشبه)
- بالأسد (الأسد اسم مجرور وهو المشبه به) لاحظوا اقتران المشبه به بحرف الباء وهي نفس الباء التي نجدها في قولنا (مشبه به).
تنبيه: حتى نعبر تعبيرا صحيحا أثناء إجراء (شرح) الاستعارة نبحث عن الطرف الذي يوجد فيه وجه الشبه أقوى وأوضح وذلك الطرف هو المشبه به وعلى ضوء هذا نقول:شبه كذا بكذا،بحيث يكون في كذا الأولى وجه الشبه ضعيفا وفي كذا الثانية وجه الشبه قويا وواضحا.
|
33- الفرق بين المجاز المرسل والمجاز العقلي
الفرق بين المجاز المرسل والمجاز العقلي:1- الفرق بينهما في العلاقات:أ- فالمجاز المرسل علاقاته هي: السببية،المُسبَّبية،الجزئية،الكلية،الحالية،المحلية،اعتبار ماكان،اعتبار ما يكون.ب- والمجاز العقلي علاقاته هي:السببية،الزمانية،المكانية،المصدرية،الفاعلية،المفعولية.2- المجاز المرسل هو أن نذكر معنى ونقصد معنى آخر .
3- المجاز العقلي أساسه الإسناد وهو أن نسد فعلا أو ما يقوم مقامه إلى غير صاحبه.مثال:1) أنبت اللهُ الأزهار.2) أنبت الماء الأزهار.في المثال الأول أسندنا الفعل (أَنْبَتَ) إلى الله وهو إسناد حقيقي لأنه الفاعل الأصلي أو الحقيقي.في المثال الثاني أسندنا الفعل (أَنْبَتَ) إلى الماء وهو إسناد مجازي، لأنّ الذّي ينبت الأزهار هو الله وما الماء إلا سبب.علاقات المجاز العقلي:1- السببيّة:إذا أسند الفعل أو ما يقوم مقامه إلى السبب الذي أدّى إليه.مثال: أهلك الظلم الناس. توضيح:أسندنا الفعل (أهلك) إلى الظلم وهو لم يُهلك الناسَ حقيقة بل هو السببُ في الهلاك والفاعل الحقيقي هو الله،فالمجاز عقلي علاقته السببيّة.2- الزمانيّة:إذا أسند الفعل أو ما يقوم مقامه إلى الزمن الذي وقع فيه.مثال:قال تعالى:"كَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً". المزمل:17توضيح:أسندنا الفعل (يجعل) إلى يوم وهو ليس الفاعل الحقيقي بل هو الظرف الزمني الذي وقع فيه الفعل،والفاعل الحقيقي هو أهوال ذلك اليوم،فالمجاز عقلي علاقته الزمانية.3-المكانيّة: إذا أسند الفعل أو ما يقوم مقامه إلى المكان الذي وقع فيه.مثال:احتفلت مدينتنا بحصول فريقها على البطولة.توضيح:أسندنا الفعل (احتفل) إلى المدينة وهي ليست الفاعل الحقيقي بل هي الظرف المكاني الذي وقع فيه الفعل ،والفاعل الحقيقي هو سكان المدينة،فالمجاز عقلي علاقته المكانية.4-المصدريّة: إذا أسند الفعل أو ما يقوم مقامه إلى مصدره وهو ليس الفاعل الحقيقي.مثال:الله جلَّ جلاله. توضيح:أسندنا الفعل (جل) إلى مصدره والتقدير:جلَّ اللهُ،حيث أسندنا الفعل إلى مصدره بدل إسناده إلى الفاعل الحقيقي وهو الله،فالعلاقة مصدرية، فالمجاز عقلي علاقته المصدرية. 5- المفعولية:إذا أسند الفعل إلى اسم المفعول وقصدت اسم الفاعل. مثال: قال تعالى:" وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً". الإسراء:45توضيح:المقصود:....حجابا ساترا،فالحجاب في أصله ساترٌ لا مستور،وهنا أسندنا الفعل إلى اسم المفعول بدل اسم الفاعل،فالعبارة مجازٌ عقليّ، علاقته المفعولية.6-الفاعليّة: إذا أسند الفعل إلى اسم الفاعل وقصدت اسم المفعول. مثال:هذا مكانٌ آمنٌ.توضيح:ليس المقصود هو أمن المكان بل أمن الجالس فيه،لأن المقصود:مكان مأمون،وهنا أسندنا الفعل إلى اسم الفاعل بدل اسم المفعول،فالعبارة مجازٌ عقليّ، علاقته الفاعلية.قرائن المجاز العقلي: القرينة اللفظيّة: تُذكرُ في الكلام قرينة المجاز العقلي ذكراً لفظياً،مثال: بَنَت بلديتنا مستشفى بديعا بفضل خبرة البنائين والمهندسين الذين اختارهم المقاول.القرينة العقليّة: يذكر الدافع النفسي أو المعنوي إلى فعل الحدث،مثال:حبي لك دفعني لزيارتك. فالحب ليس في الحقيقة فاعلاً،بل هو الدافعُ النفسي للزيارة،وهذا شيء يدرك بالعقل.القرينة المدركة بالعادة:يذكر من كلف الفاعل بالقيام بالفعل،مثال:أنشأ رئيس الدولة مشاريع سكنية ضخمة،فالرّئيس ليس في الحقيقة فاعلاً،بل هو مَنْ أمر بذلك وأشرف عليه،وهذا شيء يدرك بالعادة.القرينة الحالية: إذا عرفنا أن الفاعل لا يستطيع القيام بالفعل،مثال:كتب الوالد رسالة إلى ابنه،فإنْ كانت حالة الوالد معروفةً بأنّه مكفوف مثلاً،عرفْنا بأنه أَمَرَ مَنْ يكتبها لَهُ. |
32- الفرق بين التشبيه والاستعارة والمجاز اللغوي
1- التشبيه يجب أن يتوفر فيه على الأقل ركنان:المشبه والمشبه به،أما أداة التشبيه ووجه الشبه فيمكن ذكرهما أو حذفهما أو ذكر أحهما وحذف الآخر.
2- الاستعارة يجب أن يتوفر فيها أحد طرفي التشبيه (المشبه أو المشبه به) ويكون مرفوقا بقرينة دالة على الطرف المحذوف. - الاستعارة هي مجاز لغوي علاقته المشابهة. - كل استعارة هي مجاز لغوي وليس كل مجاز لغوي استعارة. 3- المجازهو لفظ استعمل للدلالة على معنى لم يوضع له في الأصل وهوأنواع: - مجاز لغوي علاقته المشابهة هو الاستعارة. - مجاز لغوي علاقته غيرالمشابهة هو المجاز المرسل. - المجاز العقلي وهو إسناد فعل لغير فاعله الحقيقي. |
31- الفرق بين الاستعارة والمجاز اللغوي
1- المجاز اللغوي هو أن تستعمل كلمة للدلالة على معنى غير معناها الأصلي.
2- المجاز نوعان:مجاز لغوي ومجاز عقلي. 3- المجاز اللغوي نوعان:استعارة ومجاز مرسل. 4- في الاستعارة تكون العلاقة بين المعنى المذكور والمعنى المحذوف هي المشابهة. 5- في المجاز المرسل تكون العلاقة بين المعنى المذكور والمعنى المحذوف هي غيرالمشابهة. 6- للمجاز المرسل ثماني علاقات. 7- في المجاز العقلي يسند الحدث إلى غير صاحبه،مثال:بنى أبو جعفر المنصور مدينة بغداد.المقصود أنه أمر ببنائها وأشرف على ذلك البناء. |
30- مقارنة بين النص الأدبي والنص العلمي
الأدب فن جميل قوامه الألفاظ، والأدب هو التعبير المثير عن حقائق الحياة، ولكن ما نوع هذا التأثير ؟ إذا طالعت أثراً فنياً وشعرت بعدئذ أنه حرك مشاعرك العليا وتفكيرك المرتفع فأنت أمام فن رفيع، فإذا لم يحرك إلا المبتذل من مشاعرك والتافه من تفكيرك فأنت أمام فن رخيص .النص العلمي: الشمس
الشمس نجم متوسط الحجم إذا قيست بالشموس الأخرى ومع أنها تكبر الأرض بمليون وثلاثمائة ألف مرة وتبعد عنها مائة وخمسين مليون كيلو متر فهناك نجوم يزيد حجمها عن حجم الشمس والأرض مع المسافة بينهما، وأما عن حرارتها فهي تصل إلى عشرين مليون درجة مئوية في مركزها فإن ألقيت الأرض بكاملها في جوف الشمس لتبخرت في زمن قصير، وتنتج الشمس من الطاقة في كل ثانية ما يعادل إحراق ألفي مليار طن من الفحم الحجري، وتفقد الشمس كل يوم من كتلتها ما يعادل ثلاثمائة وستين ألف مليون طن، ولو انطفأت الشمس فجأةً لغرقت الأرض في ظلام دامس ولهبطت درجة حرارتها إلى ثلاثمائة وخمسين درجة تحت الصفر وانعدام الدفء والنور كافيان لقتل كل مظهر من مظاهر الحياة على سطح الأرض وعندئذ تتحول الأرض إلى قبر جليدي هائل .
قدري حافظ طوقان
النص الأدبي: الشمس
سل الشمس من رفعها ناراً ونصبها مناراً وضربها ديـناراً
ومن علقها في الجو ساعةً يدب عقرباها إلى قيام الساعـة ومن الذي آتاها معراجها وهداها أدراجها وأحلها أبراجها
ونقل في سماء الدنيا سراجها
الزمان هو شبه الفصول ومتشعب فروعه وأصوله وكتابه بأجزائه وفصوله ولد على ظهرها ولعب في حجرها وشاب في طاعتها وبرها لولاها ما اتسقت أيامهم ولا انتظمت شهوره وأعوامه ولا اختلف نوره وظلامه ذهب الأصيل من مناجمها والشفق يسيل من محاجمها .تحطمت القرون على قرنها ولم يعلُ تطاول السنين بسنها ولم ينفذ تقادم لمحة حسنها .
أحمد شوقي
مقارنة بين النص العلمي والنص الأدبي:
من خلال هذه الموازنة نكتشف خصائص كل منهما حتى يسهل علينا التمييز بينهما.
1- النص العلمي يغذي عقولنا والنص الأدبي يثير مشاعرنا .
2- النص العلمي يخاطب العقل والنص الأدبي يخاطب القلب والوجدان.
3- النص العلمي يقدم لنا حقائق علميةً والنص الأدبي يحرك عواطفنا ولا يقدم لنا حقائق جديدة.
4- النص العلمي ينتج فينا قناعةً تجاه الموضوع والنص الأدبي ينتج فينا موقفاً من الموضوع .
5- النص العلمي لا يخضع لعاطفة كاتبه بل هو يركز على تقديم الحقائق ويدعمها بالأدلة والبراهين والتَجَارِب أما النص الأدبي فهو يخضع للعاطفة ولكنها عاطفة مستمدة من أفكار.
6- قد يحرك فينا النص العلمي مشاعر الإعجاب بالحقيقة العلمية أو الخوف منها.
7- النص العلمي يتناول المواضيع التي تتوافق مع مبادىء العقل مثل السبب والمسبَّب والغاية والوسيلة وعدم التناقض وثبات الحقائق العلمية في كل زمان ومكان.
8- الأسلوب العلمي هو القالب المناسب للأفكار والأسلوب الأدبي هو القالب المناسب للمشاعر فإذا أردت أن تقنعنا بفكرة أو قضية فتكلم أو فاكتب بأسلوب علمي وإذا أردت أن تثير مشاعرنا لتدفعنا إلى اتخاذ موقف معين وسلوك معين فتكلم أو اكتب بأسلوب أدبي.
9- النص العلمي لا يهتم بالصور البيانية والمحسنات البديعية والأساليب الإنشائية إلا ما جاء منها عفويا بدون تكلف واصطناع والنص الأدبي أساس جماله الصور والمحسنات وأساليب الإنشاء.
10- النص العلمي فيه تحديد (يستعمل المصطلحات العلمية والعلاقات الرياضية أي يسمي الأشياء بأسمائها) وفيه دقة (يستعمل الكلمة لمعناها الأصلي) وفيه استقصاء (يهتم بذكر التفاصيل والجزئيات) وفي النص الأدبي تفخيم ومبالغة وتعميم وتركيز على مواطن الجمال.
11- النص العلمي يستعمل الألفاظ والتراكيب السهلة الواضحة والنص الأدبي يستعمل الألفاظ والتراكيب المنسقة الجزلة الموحية ذات الجرس الموسيقي
12- النص العلمي لا تتكرر فيه الأفكار لأنه يعتمد على الأسلوب المباشر والنص الأدبي يمكن أن يحدث ذلك لأنه قد يعتمد على أساليب مختلفة. 13- النص العلمي لا يختلف عليه اثنان فالحقيقة واحدة والنص الأدبي معرض لذلك بحكم اختلاف تفسير كل قارىء لأن الأدب فن والفن ذاتي نسبي وليس حقيقة مطلقة..خلاصة:
1- النص العلمي مظهر من مظاهر العقل والنص الأدبي مظهر من مظاهر العاطفة.
2- النص العلمي أساسه محتوى الموضوع والنص الأدبي أساسه شكل الموضوع.
|