سورة المرسلات - سورة 77 - عدد آياتها 50
سورة المرسلات - سورة 77 - عدد آياتها 50
|
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة المرسلات - تفسير السعدي
" والمرسلات عرفا "
أقسم الله تعالى بالرياح حين تهب متتابعة يقفو بعضها بعضا,
" فالعاصفات عصفا "
وبالرياح الشديدة الهبوب المهلكة,
" والناشرات نشرا "
وبالملائكة الموكلين بالسحب يسوقونها حيث شاء الله,
" فالفارقات فرقا "
والملائكة التي تنزل من عند الله بما يفرق بين الحق والباطل والحلال والحرام
" فالملقيات ذكرا "
وبالملائكة التي تتلقى الوحي من عند الله يتنزل به على أنبيائه;
" عذرا أو نذرا "
إعذارا من الله إلى خلقه إنذارا منه إليهم ; لئلا يكون لهم حجة.
" إنما توعدون لواقع "
إن الذي توعدون به من أمر يوم القيامة وما فيه من حساب وجزاء لنازل بكم لا محالة
" فإذا النجوم طمست "
فإذا النجوم طمست وذهب ضياؤها,
" وإذا السماء فرجت "
وإذا السماء تصدعت,
" وإذا الجبال نسفت "
وإذا الجبال تطايرت وتناثرت وصارت هباء تزروه الرياح,
" وإذا الرسل أقتت "
وإذا الرسل عين لهم وقت وأجل للفصل بينهم وبين الأمم,
" لأي يوم أجلت "
يقال: لأي يوم عظيم أخرت الرسل؟
" ليوم الفصل "
أخرت ليوم القضاء والفصل بين الخلائق.
" وما أدراك ما يوم الفصل "
وما أعلمك أيها الإنسان- أي شيء هو يوم الفصل وشدته وهوله؟
" ويل يومئذ للمكذبين "
هلاك عظيم في ذلك اليوم للمكذبين بهذا اليوم الموعود.
" ألم نهلك الأولين "
ألم نهلك السابقين من الأمم الماضية; بتكذيبهم للرسل كقوم نوح وعاد وثمود؟
" ثم نتبعهم الآخرين "
ثم نلحق بهم المتأخرين ممن كانوا مثلهم في التكذيب والعصيان
" كذلك نفعل بالمجرمين "
مثل ذلك الإهلاك الفظيع نفعل بهؤلاء المجرمين من كفار " مكة " . لتكذيهم الرسول صلى الله عليه وسلم.
" ويل يومئذ للمكذبين "
هلاك ودمار يوم القيامة لكل مكذب بالتوحيد والنبوة والبعث والحساب.
" ألم نخلقكم من ماء مهين "
ألم نخلقكم- يا معشر الكفار- من ماء ضعيف حقير وهو النطفة,
" فجعلناه في قرار مكين "
فجعلنا هذا الماء في مكان حصين, وهو رحم المرأة,
" إلى قدر معلوم "
إلى وقت محدود ومعلوم عند الله تعالى؟
" فقدرنا فنعم القادرون "
فقدرنا على خلقه وتصويره وإخراجه, فنعم القادرون نحن.
" ويل يومئذ للمكذبين "
هلاك ودمار يوم القيامة للمكذبين بقدرتنا.
" ألم نجعل الأرض كفاتا "
ألم نجمل هذه الأرض التي تعيشون عليها, تضم على ظهرها أحياء لا يحصون, وفي بطنها أمواتا لا يحصرون,
" وجعلنا فيها رواسي شامخات وأسقيناكم ماء فراتا "
وجعلنا فيها جبالا ثوابت عاليات لئلا تضطرب بكم, وأسقيناكم ماء عذبا سائغا؟
" ويل يومئذ للمكذبين "
هلاك ودمار يوم القيامة للمكذبين بهذه النعم.
" انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون "
يقال للكافرين يوم القيامة: صيروا إلى عذاب جهنم الذي كنتم به تكذبون في الدنيا,
" انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب "
سيروا, فاستظلوا بدخان جهنم يتفرع منه ثلاث قطع,
" لا ظليل ولا يغني من اللهب "
لا يظل ذلك الظل من حر ذلك اليوم, ولا يدفع من حر اللهب شيئا.
" إنها ترمي بشرر كالقصر "
إن جهنم تقذف من النار بشرر عظيم, كل شرارة منه كلبناء المشيد في العظم والارتفاع.
" كأنه جمالة صفر "
كأن شرر جهنم المتطاير منها إبل سود يميل لونها إلى الصفرة.
" ويل يومئذ للمكذبين "
هلاك ودمار يوم القيامة للمكذبين بوعيد الله.
" هذا يوم لا ينطقون "
هذا يوم القيمة الذي لا ينطقون فيه بكلام ينفعهم,
" ولا يؤذن لهم فيعتذرون "
ولا يكون لهم إذن في الكلام فيعتذرون لأنه لا عذر لهم.
" ويل يومئذ للمكذبين "
هلاك ودمار يومئذ للمكذبين بهذا اليوم وما فيه.
" هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين "
هذا يوم يفصل الله فيه بين الخلائق, ويتميز فيه الحق من الباطل, جمعناكم فيه يا معشر كفار هذه الأمة مع الكفار الأولين من الأمم الماضية,
" فإن كان لكم كيد فكيدون "
فإن كان لكم حيلة في الخلاص من العذاب فاحتالوا, وأنقذوا أنفسكم من بطش الله وانتقامه
" ويل يومئذ للمكذبين "
هلاك ودمار يوم القيامة للمكذبين بيوم القيامة.
" إن المتقين في ظلال وعيون "
إن الذين خافوا ربهم في الدنيا, واتقوا عذابه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه, هم يوم القيامة في ظلال الأشجار الوارفة وعيون الماء الجارية,
" وفواكه مما يشتهون "
وفواكه كثيرة مما تشتهيه أنفسهم يتنعمون.
" كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون "
يقال لهم: كلوا أكلا لذيذا, واشربوا شربا هنيئا, بسبب ما قدمتم في الدنيا من صالح الأعمال.
" إنا كذلك نجزي المحسنين "
إنا بمثل ذلك الجزاء العظيم نجزي أهل الإحسان في أعمالهم وطاعتهم لنا.
" ويل يومئذ للمكذبين "
هلاك ودمار يوم القيامة للمكذبين بنعيم الجنة.
" كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون "
يقال للكافرين: كلها من لذائذ الدنيا, واستمتعوا بشهواتها الفانية زمنا قليلا.
إنكم مجرمون بإشراككم بالله. " ويل يومئذ للمكذبين "
هلاك ودمار يوم القيمة للمكذبين بيوم الحساب والجزاء.
" وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون "
وإذا قيل لهؤلاء المشركين: صلوا لله, واخشعوا له, لا يخشعون ولا يصلون, بل يصرون على استكبارهم.
" ويل يومئذ للمكذبين "
هلاك ودمار يوم القيامة للمكذبين بآيات الله.
" فبأي حديث بعده يؤمنون "
فبأي كتاب وكلام بعد هذا القرآن المعجز الواضح يؤمنون إن لم يؤمنوا بالقرآن؟
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق