الاثنين، 4 أبريل 2016

صعوبات تعلم الرياضيات العجز الرياضي النمائي






صعوبات تعلم الرياضيات العجز الرياضي النمائي

 تقسم الرياضيات إلى فرعين: 

1. الفرع الأول:
رياضيات الأعداد، الحساب، الجبر والتحليلات العددية.

2. الفرع الثاني:
رياضيات المكان، الهندسة الطبولوجية، الهندسة الإسقاطية والهندسة الإقليدسية. وغالبا ما يركز هذا الفرع على العلاقات المكانية أكثر من التركيز على الأعداد.

وسعى عدد كبير من العلماء إلى تقديم تعريف واضح للرياضيات، فيرى بادين أن تعريف الرياضيات يختلف باختلاف المراحل التعليمية، ففى المرحلة الابتدائية يترادف مصطلح الرياضيات مع مصطلح الحساب. في حين تشتمل الرياضيات في مرحلة ما بعد الابتدائية على الجبر والهندسة وحساب المثلثات. أما كول وكول فيعرف الرياضيات بأنها “القدرة على استخدام الاستنتاجات التجريدية والرموز”.

وتعنى صعوبات التعلم بوجه عام وفقا للقانون التشريعي للأفراد ذوى صعوبات التعلم، اضطراب في عملية أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية المتضمنة في فهم واستخدام اللغة المكتوبة أو المنطوقة، التي تعبر عن نفسها في نقص القدرة على الاستماع، الحديث، القراءة، الكتابة، التهجي، أو حتى في إجراء العمليات الحسابية. ويشتمل المصطلح على الأطفال الذين يعانون من الصعوبات الإدراكية، تلف المخ، الاختلال الوظيفي للمخ الأدنى، صعوبات القراءة، والحبسة النمائية. ولا ينطبق هذا المصطلح على الأطفال الذين يعانون من مشكلات تعلم تنتج في المقام الأول من الاضطرابات البصرية، السمعية أو الحركية، التخلف العقلي، أو الاضطراب الانفعالية، أو من الحرمان الاقتصادي، الثقافي، البيئي.

وتعد صعوبة تعلم الرياضيات أو صعوبات الحساب أو العسر أو العجز الرياضي أو العجز الرياضي النمائي الديسكلكوليا النمائية أو اللاحسابية أو اكلكوليا أو الاضطراب الحسابي النمائي مفاهيم أو معاني واحدة تشير إلى صعوبة بالغة في المهارات الحسابية أو صعوبة بالغة في أداء العمليات الحسابية والاستنتاجات الرياضية، والإخفاق على الأداء على المهام الرياضية أو صعوبة تذكر الحقائق الحسابية من الذاكرة طويلة المدى وصعوبة حل المسائل الحسابية البسيطة والمعقدة أو صعوبة اكتساب المهارات الترتيبية والكاردينالية أو صعوبة في معارف العدد الكمية والعملياتية أو صعوبة بالغة في فهم واستخدام الرموز أو العمليات الضرورية اللازمة للنجاح في الرياضيات أو مصطلح نفسي وطبي يشير إلى صعوبة تعلم الرياضيات بوجه عام وصعوبة بالغة في إنتاج العمليات الحسابية الفعالة، الدقيقة بوجه خاص أو صعوبة تعلم الجداول الحسابية، إجراء العمليات مثل الجمع والطرح والضرب والقسمة، أو عدم القدرة على تكوين مفهوم العدد وقراءة وكتابة الأعداد بطريقة صحيحة أو صعوبة التعرف على الرموز الرياضية، تذكر الأعداد، عد الأشياء مع تحصيل أكاديمي ضعيف في القراءة و التهجي أو صعوبة فهم بعض المفاهيم الرياضية مثل مفهوم التناظر الأحادي أو اضطرابات قدرة الأطفال على معالجة العدد أو حبسة مصحوبة بعدم القدرة على حل أبسط المسائل الرياضية.

أما كورسين فيميز في قاموسه بين ثلاثة مصطلحات مرتبطة بصعوبة تعلم الرياضيات هي:

أ- الديسكلكوليا ويعرفها بأنها صعوبة في إجراء المسائل أو العمليات الرياضية البسيطة مثل 2+2=4، وتظهر عند الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في الفص الجدارى.

ب- اكلكوليا فهو شكل من أشكال الحبسة فقدان القدرة على الكلام نتيجة لأذى أصاب الدماغ وتتميز بعدم القدرة على إجراء العمليات الرياضية البسيطة. وترتبط بإصابات المخ، الأمراض العقلية، أو الاضطرابات المبكرة في تعلم الرياضيات. وفى بعض الحالات يكون الفرد غير قادر على قراءة وكتابة الأعداد.

ت- اللاحسابية فتعنى أيضا شكل من أشكال الحبسة يتميز بعدم القدرة على العد واستخدام العدد.

ويؤكد كوسك أن العجز الرياضي النمائي هو “اضطراب بنائي للقدرات الرياضية ناتج عن اختلال هذه المراكز في المخ”. ويحدد رورك وكونوى ثلاثة خصائص لهذا التعريف هي:

1. العجز الرياضي النمائي يتضمن اضطراباً في القدرات الرياضية، مع وجود مستوى متوسط أو أعلى من المتوسط في القدرة العقلية العامة.

2. يحدد العجز الرياضي النمائي من خلال العلاقة بين القدرة الرياضية الحالية للطفل، والقدرات الرياضية المعيارية للأطفال ممن هم في مثل سنه.

3. يختلف العجز الرياضي النمائي عند الأطفال اختلافا واضحا عنه عند الراشدين.

وقد صنف كوسك ستة أنماط فرعية للعجز الرياضي النمائي تنتشر عن الأطفال والراشدين هي:

1. العجز الرياضي النمائي اللفظي وفيه تضطرب القدرة على تسمية المصطلحات والعلاقات والرموز الرياضية.

2. العجز الرياضي النمائي القرائي وفيه تضطرب القدرة على قراءة الرموز والإشارات الرياضية.

3. العجز الرياضي النمائي الكتابي وفيه يجد الطفل صعوبة في كتابة الأعداد والرموز العمليائية.

4. العجز الرياضي النمائي الإجرائي وفيه يجد الطفل صعوبة في إجراء العمليات الحسابية مثل الجمع والطرح والضرب والقسمة.

5. العجز الرياضي النمائي الترتيبي يجد الأطفال الذين يعانون هذا الاضطراب صعوبة بالغة في وضع الأشياء وفق ترتيب معين على أساس حجمها أو مقدارها. وبالتالي يصعب عليه تحديد ما إذا كانت إحدى المجموعتين تحتوى على عدد من العناصر أكبر من أو أقل من أو يساوى عدد العناصر في المجموعة الأخرى.

6. العجز الرياضي النمائي الفكري التكويني ويعنى عدم القدرة على فهم الأفكار الرياضية والعلاقات الخاصة بالحساب العقلي.

فعلى الرغم من أن هؤلاء الأطفال قادرون على قراءة وكتابة الأعداد فإنهم غير قادرين على فهم ما يكتبون أو ينطقون. فعلى سبيل المثال، يعجز الطفل الذى يعانى هذا النوع من الاضطراب عن فهم أن العدد (9) نصف العدد (18)، أو أنه ناتج ضرب العددين (3×3) على الرغم من أنه يقرأ العدد بصورة صحيحة كذلك يجد الطفل الذي يعانى عجزا رياضيا نمائيا علاقيا صعوبة في فهم علاقات أكبر من وأقل من. فيصعب عليه معرفة ما إذا كان العدد (1) أكبر من، أو أقل من، أو يساوى العدد 10.

أما بادين فيضيف الديسكلكوليا إلى:

1. الديسكلكوليا النمائية، وتنشأ نتيجة لقصور أو اضطراب بعض العمليات المعرفية مثل الانتباه، الإدراك، الذاكرة، التصور البصري المكاني، ومعالجة المعلومات.

2. الديسكلكوليا المكتسبة، وتنشأ نتيجة تلف أحد نصفي المخ أو كليهما ومن ثم فقد صنفت الديسكلكوليا النمائية والمكتسبة إلى ثلاثة أنواع من وجه نظر نيوروسيكولوجية هى:

– صعوبة قراءة الأعداد وكتابتها:
تتضمن صعوبة في قراءة الأعداد وكتابتها، مع سلامة المهارة في الجوانب الأخرى من المعالجة الحسابية. وترتبط دائما مع اضطرا بات في نصف المخ الأيسر كما ترتبط أحيانا مع الحبسة الكلامية وتحدث أحيانا عند الأطفال. وعلى الرغم من أنها نادرة الحدوث نسبيا بالمقارنة باللاحسابية والكلكوليا المكانية. فعندما فحص بادين أداء 50 من الأطفال يعانون من صعوبات الحساب على مجموعة متنوعة من مقاييس التحصيل والقدرة. وعلى الرغم من أن بعض الأطفال يعجزون أحيانا عن قراءة الأعداد أو رموز العمليات. فقد اتضح أن هذه الأخطاء ناتجة عن قصور الانتباه أكثر من كونها ناجمة عن فقدان القدرة الأساسية على قراءة الأعداد.

– الأكيكوليا المكانية:
وتتميز بصعوبات التحليلات المكانية للمعلومات العددية. وغالبا ما ترتبط بضمور في الأجزاء الخلفية من الفص الخلفي الأيمن. كما يجد الأطفال الذين يعانون اكلكوليا المكانية صعوبة في اصطفاف الأعداد في مسائل الحساب متعددة الأعمدة، حذف الأعداد، تدوير العدد، عدم القدرة على قراءة رموز العمليات الحسابية، وصعوبة قيمة المكان والكسور العشرية. مع سلامة في قراءة الأعداد وكتابتها وإجراء العمليات الحسابية البسيطة وتذكر الحقائق الرياضية.

وفى مجموعة من الدراسات أجراها رورك ومساعديه متعلقة بطب الأطفال فحص نمط الأداء على المقاييس النيوروسيكولوجية للأطفال ذوى صعوبات تعلم الحساب والقراءة معا والأطفال ذوى صعوبات الحساب فقط، وقد أوضحت نتائج دراساته أن أداء الأطفال ذوي صعوبات القراءة والحساب أو الاثنين معاً يرتبط مع الاختلال الوظيفي للمخ الأيسر مع وجود صعوبة لفظية عامة للمشكلات الأساسية في القراءة والحساب معا. وعلى العكس من ذلك، فقد أوضح الأطفال الذين يعانون من صعوبات في الحساب فقط نمطا من الصعوبات البصرية المكانية مرتبط مع الاختلال الوظيفي للمخ الأيمن.

– اللاحسابية:
تحدث من وجهة نظر بادين في مرحلة الرشد، تتميز بصعوبة بالغة في استدعاء الحقائق الحسابية الأساسية من الذاكرة طويلة المدى. ويبدو أنها مرتبطة مع ضمور في الأجزاء الخلفية من المخ الأيسر مع سلامة القدرة على قراءة الأعداد وكتابتها، التمثيل المكاني للمعلومات العددية، وفهم المفاهيم الحسابية. وعلى الرغم من أن هؤلاء المرضى غالبا ما يجدون صعوبة في العمليات المتضمنة تسلسل العدد (على سبيل المثال، إجراء الحساب العشري). كذلك يعانى الأطفال ذوو هذا الاضطراب انفصالا بين تذكر الحقائق واستخدام القواعد، وأحيانا يعانون من بعض الصعوبات اللفظية وأحيانا أخرى لا يعانون تلك الصعوبات. وبوجه عام تقترح الدراسات الخاصة باللاحسابية عند الراشدين وجود صعوبتين متميزتين، هما صعوبة استرجاع الحقيقة والصعوبة الإجرائية. أما الأطفال الذين يعانون من اللاحسابية، فعلى الرغم من أنهم يظهرون أحيانا ارتباكاً في إجراء العمليات الحسابية، فإن صعوبة استرجاع الحقيقة هي الصعوبة الأكثر انتشارا بين هؤلاء الأطفال.
وعلى نحو أكثر حداثة، أوضحت تمبل وماك كلوسكي وجود تشابهات كمية ملحوظة بين الأطفال الذين يعانون من العجز الرياضي النمائي والأطفال الذين يعانون من العجز الرياضي المكتسب، أما الفروق الكيفية بينهما فهى وثيقة الصلة بالمنحى النيوروسيكولوجى لدراسة مهارات أداء الرياضيات عند الأطفال الذين يعانون من صعوبات في تعلم الرياضيات.

وفقا للدليل التشخيصي الإحصائي الثالث المعدل للأمراض النفسية والعقلية يعرف العجز الرياضي النمائي بأنه “عجز ملحوظ للمهارات الحسابية مع نقص في الاستجابة للإجراءات العلاجية والتربوية.

د. خالد زيادة (مدرس علم النفس بكلية الآداب جامعة المنوفية)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق