مقالة فلسفية مع ذكر المنهجية المتبعة مع امتحان تجريبي لطلاب البكالوريا ;أسئلة وأجوبة :
مقالة فلسفية: إشكالية تعدد الأذواق وتعارض الآراء في الحكم الجمالي
المقدمة
لطالما شكلت الظاهرة الجمالية مجالاً خصباً للتأمل الفلسفي، وإشكالية تعدد الأذواق وتعارض الآراء في الحكم الجمالي من أكثر الإشكاليات تعقيداً. فإذا كنا نلاحظ أن الناس يختلفون في تقييمهم للجمال، فهل يعني هذا أن الحكم الجمالي حكم ذاتي بحت؟ أم أن هناك معايير موضوعية للجمال؟ وهل يمكن أن نتحدث عن صحة أو خطأ في الأحكام الجمالية؟ هذه الأسئلة تضعنا أمام إشكالية محورية: إلى أي مدى يمكن اعتبار الحكم الجمالي حكماً ذاتياً يتعلق بالذوق الفردي، وإلى أي مدى يمكن أن يكون حكماً موضوعياً قابلاً للمناقشة العقلانية؟
العرض
المذهب الذاتي: الجمال متعلق بالذوق الفردي
يرى أنصار المذهب الذاتي، وعلى رأسهم ديفيد هيوم، أن الحكم الجمالي مرتبط بالذوق الفردي والخبرات الشخصية. فالجمال ليس صفة موضوعية في الأشياء، بل هو استجابة ذاتية تنبع من المشاعر والانفعالات الفردية. يقول هيوم: "الجمال ليس صفة في الأشياء ذاتها، إنه يوجد فقط في الذهن الذي يتأملها".
ويؤكد هذا المذهب أن تعدد الأذواق وتعارض الآراء الجمالية دليل على طبيعة الجمال الذاتية. فما يعتبره شخص ما جميلاً قد لا يكون كذلك في نظر شخص آخر، دون أن يكون أي منهما مخطئاً. فالحكم الجمالي يشبه الإحساس باللذة والألم، فهو تجربة شخصية لا يمكن نقضها أو إثباتها.
المذهب الموضوعي: معايير عالمية للجمال
في المقابل، يرى أنصار المذهب الموضوعي، مثل أفلاطون وكانط، أن هناك معايير موضوعية للجمال تتجاوز الذوق الفردي. فالجمال يتعلق بخصائص موضوعية في العمل الفني أو الظاهرة الطبيعية، كالتناسب والانسجام والتناسق.
ويؤكد أفلاطون أن الجمال الحقيقي هو جمال المثل، وهو جمال مطلق يتجاوز التصورات الذاتية. أما كانط فيميز بين "الجمال الحر" الذي يخضع للذوق، و"الجمال التابع" الذي يمكن الحكم عليه وفق معايير عقلية. ويقر كانط بأن الحكم الجمالي حكم ذاتي، لكنه يطالب بالذاتية القابلة للتعميم، أي أننا نحكم على الجميل كما ينبغي أن يحكم عليه الجميع.
التركيب: نحو نظرة تكاملية
يمكن التوفيق بين الموقفين من خلال اعتبار أن الحكم الجمالي يجمع بين العناصر الذاتية والموضوعية. فمن ناحية، لا يمكن إنكار الدور الذي تلعبه الذاتية في التقييم الجمالي، فالتجربة الجمالية مرتبطة بالخلفية الثقافية والتربية والظروف النفسية للفرد. ومن ناحية أخرى، لا يمكن إنكار وجود معايير موضوعية يتفق عليها البشر عبر الثقافات والحضارات المختلفة.
إن تعدد الأذواق لا يعني بالضرورة تعارضاً لا يمكن حله، بل يمكن أن يكون مصدراً لإثراء الحوار الجمالي. فمن خلال النقاش والحجج يمكن تقريب وجهات النظر والوصول إلى فهم أعمق للجمال.
الخاتمة
في الختام، يمكن القول إن إشكالية تعدد الأذواق وتعارض الآراء في الحكم الجمالي تكشف عن الطبيعة المركبة للتجربة الجمالية. فالجمال ليس مجرد انعكاس ذاتي للذوق الفردي، وليس مجرد تطبيق آلي للمعايير الموضوعية، بل هو حوار ديناميكي بين الذات والموضوع، بين الفردي والعام، بين العاطفي والعقلي. وهذا الحوار هو ما يجعل من الجمال تجربة إنسانية غنية ومتجددة، قادرة على تجاوز الاختلافات وتعميق أواصر التواصل بين البشر.
امتحان تجريبي لطلاب البكالوريا
الأسئلة:
السؤال 1: ضع علامة (✓) أمام الإجابة الصحيحة
يعتبر ديفيد هيوم من أنصار:
( ) المذهب الموضوعي في الجمال
(✓) المذهب الذاتي في الجمال
( ) المذهب الجمالي المتطرف
يرى أفلاطون أن الجمال الحقيقي هو:
( ) جمال الطبيعة
(✓) جمال المثل
( ) جمال الأعمال الفنية
السؤال 2: اشرح المصطلحات التالية
الحكم الجمالي: هو تقييم我們 نقدمه للظواهر أو الأعمال الفنية من حيث جمالها أو قبحها.
الذاتية القابلة للتعميم: مفهوم كانطي يعني أن الحكم الجمالي虽然是ذاتي، إلا أنه يحمل دعوة للآخرين للموافقة عليه.
السؤال 3: قارن بين المذهب الذاتي والموضوعي في الحكم الجمالي
| الوجه المقارنة | المذهب الذاتي | المذهب الموضوعي |
|---|---|---|
| الأساس | المشاعر والانفعالات الفردية | المعايير الموضوعية |
| الممثلون | ديفيد هيوم | أفلاطون، كانط |
| الموقف من تعدد الأذواق | دليل على طبيعة الجمال الذاتية | يمكن تخطيه بالمعايير الموضوعية |
السؤال 4: أنجز مقالة فلسفية قصيرة حول الإشكالية التالية
"هل يمكن اعتبار تعدد الأذواق دليلاً على ذاتية الحكم الجمالي؟"
المقدمة: يشكل تعدد الأذواق وتناقض الأحكام الجمالية ظاهرة ملحوظة تطرح إشكالية طبيعة الحكم الجمالي. فهل يعكس هذا التعدد الطابع الذاتي المحض للأحكام الجمالية؟
العرض:
الموقف الأول: نعم، تعدد الأذواق دليل على ذاتية الحكم الجمالي (حجج هيوم)
الموقف الثاني: لا، يمكن التغلب على تعدد الأذواق بالمعايير الموضوعية (حجج أفلاطون وكانط)
التركيب: الحكم الجمالي يجمع بين الذاتي والموضوعي
الخاتمة: تعدد الأذواق لا يثبت ذاتية مطلقة للحكم الجمالي، بل يكشف عن طبيعته المركبة التي تجمع بين الذاتي والموضوعي.
المنهجية المتبعة في إعداد المقالة والامتحان:
البنية المنطقية: اتباع منهجية المقال الفلسفي الكلاسيكية (مقدمة، عرض، خاتمة)
التحليل المفاهيمي: توضيح المصطلحات الأساسية وتحديد دلالاتها
المقارنة: عرض وجهات النظر المتعارضة ومناقشة حجج كل منها
التركيب: محاولة التوفيق بين المواقف المختلفة
التدرج البيداغوجي: تقديم الأسئلة من الأسهل إلى الأصعب
التنوع في صياغة الأسئلة: شملت الأسئلة الاختيار من متعدد، شرح المصطلحات، المقارنة، والإنتاج الكتابي
الربط بالنظريات الفلسفية: الاستشهاد بفلاسفة بارزين في مجال الجمال
الوضوح والدقة: استخدام لغة مفهومة مع الحفاظ على الدقة الفلسفية
هذه المنهجية تمكن الطالب من تطوير مهارات التفكير النقدي والتحليل الفلسفي، مع التدرب على منهجية الكتابة الفلسفية التي تطلب في امتحان البكالوريا.
