. .

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

السعادة والواجب في الفلسفة الأخلاقية


 مقالة فلسفية مع ذكر المنهجية المتبعة مع امتحان تجريبي لطلاب البكالوريا ;أسئلة وأجوبة :

إشكالية العلاقة بين السعادة والواجب (بين النزوع والالتزام).

مقالة فلسفية: إشكالية العلاقة بين السعادة والواجب

مقدمة:

تشكل العلاقة بين السعادة والواجب إحدى الإشكاليات المركزية في الفلسفة الأخلاقية، حيث تطرح مسألة التوفيق بين نزوع الفطرى نحو السعادة والتزامه الأخلاقي بالواجب. فهل يمكن التوفيق بين السعادة والواجب؟ أم أن العلاقة بينهما علاقة تناقض وتعارض؟ وأيهما ينبغي أن يكون الأساس في الحياة الأخلاقية: السعادة كغاية أم الواجب كمبدأ؟

المنهجية المتبعة:

ستتبع هذه المقالة المنهج الجدلي الذي يقوم على طرح الأطروحات المختلفة وتحليلها ونقدها، للوصول إلى تركيب يحاول التوفيق بينها. وسيتم تقسيم العرض إلى ثلاثة محاور رئيسية:
1- الأطروحة النزوعية التي ترى أولوية السعادة
2- الأطروحة الالتزامية التي تؤكد أولوية الواجب
3- محاولات التوفيق بين الموقفين

العرض:

المحور الأول: أولوية السعادة كغاية أخلاقية

تمثل المدرسة النفعية أبرز المدافعين عن أولوية السعادة في الحياة الأخلاقية، حيث يرى فلاسفتها مثل جيرمي بنثام وجون ستيوارت ميل أن السعادة هي الخير الأسمى والغاية التي يتطلع إليها جميع البشر. فالفعل الأخلاقي هو الذي يحقق أكبر قدر من السعادة لأكبر عدد من الناس.

ويؤكد أرسطو في "الأخلاق النيقوماخية" أن السعادة هي الغاية القصوى التي ينشدها الإنسان، وهي لا تُطلب لشيء beyondها، بل تُطلب لذاتها. والسعادة عنده ليست متعة آنية، بل هي حياة الفضيلة والعقل وفقاً للطبيعة الإنسانية.

المحور الثاني: أولوية الواجب كمبدأ أخلاقي

في المقابل، يرفض كانط جعل السعادة أساساً للأخلاق، معتبراً أن الواجب هو الأساس الوحيد للأخلاق. فالأخلاق الكانطية تقوم على فكرة الواجب من أجل الواجب، دون اعتبار للعواقب أو النتائج. ويُعرِّف كانط الواجب بأنه "ضرورة فعل احتراماً للقانون الأخلاقي".

ويؤكد كانط أن الفعل الأخلاقي هو الذي يقوم على الإرادة الخيرة التي تلتزم بالواجب انطلاقاً من الشعور بالمسؤولية الأخلاقية، وليس بدافع الرغبة في تحقيق السعادة. فالمبدأ الأخلاقي يجب أن يكون كونياً وقابلاً للتعميم على جميع الكائنات العاقلة.

المحور الثالث: محاولات التوفيق بين السعادة والواجب

يحاول العديد من الفلاسفة التوفيق بين السعادة والواجب، فالفيلسوف الفرنسي ألان يرى أن "السعادة واجب أخلاقي"، معتبراً أن السعادة ليست مجرد نزوع طبيعي، بل هي ثمرة جهد أخلاقي وإرادي.

كما يرى بعض الفلاسفة المعاصرين أن التمييز الحاد بين السعادة والواجب هو تمييز مصطنع، فالإنسان يمكن أن يجد سعادته الحقيقية في الالتزام الأخلاقي، والقيام بالواجب يمكن أن يكون مصدراً للرضا والسعادة العميقة.

الخاتمة:

تبين من خلال التحليل أن العلاقة بين السعادة والواجب علاقة معقدة، لا يمكن حسمها لصالح أحدهما بشكل مطلق. فإذا كان الواجب يمنح الفعل الأخلاقي صبغة الكونية والضرورة، فإن السعادة تمنحه الدافع الإنساني والغائية. وقد يكون التوفيق الأمثل هو اعتبار السعادة غاية والواجب وسيلة، على أن تُفهم السعادة ليس كمتعة آنية، بل كتحقق للإنسانية في أسمى صورها من خلال الحياة الأخلاقية الفاضلة.


امتحان تجريبي لطلاب البكالوريا

الأسئلة:

السؤال الأول: عرف مفهومي السعادة والواجب كما وردا في المقالة.

السؤال الثاني: ما الفرق بين موقف كانط وموقف النفعيين من العلاقة بين السعادة والواجب؟

السؤال الثالث: كيف حاول ألان التوفيق بين السعادة والواجب؟

السؤال الرابع: في رأيك، هل يمكن اعتبار السعادة واجباً أخلاقياً؟ علل إجابتك.

الإجابات النموذجية:

الإجابة على السؤال الأول:

  • السعادة: حسب أرسطو هي الغاية القصوى التي ينشدها الإنسان، وهي حياة الفضيلة والعقل وفقاً للطبيعة الإنسانية.

  • الواجب: حسب كانط هو ضرورة فعل احتراماً للقانون الأخلاقي، وهو الأساس الوحيد للأخلاق.

الإجابة على السؤال الثاني:

  • النفعيون: يرون أن السعادة هي الأساس الأخلاقي، والفعل الأخلاقي هو الذي يحقق السعادة لأكبر عدد من الناس.

  • كانط: يرفض جعل السعادة أساساً للأخلاق، ويعتبر الواجب هو الأساس الوحيد، والفعل الأخلاقي هو الذي يقوم على الإرادة الخيرة التي تلتزم بالواجب لذاته.

الإجابة على السؤال الثالث:
حاول ألان التوفيق بين السعادة والواجب من خلال قوله إن "السعادة واجب أخلاقي"، معتبراً أن السعادة ليست مجرد نزوع طبيعي، بل هي ثمرة جهد أخلاقي وإرادي.

الإجابة على السؤال الرابع:
(إجابة شخصية يمكن أن تختلف حسب رأي الطالب، ولكن ينبغي أن تكون مبررة ومنطقية، مثلاً:)
نعم، يمكن اعتبار السعادة واجباً أخلاقياً إذا فهمناها كمشروع وجودي وأخلاقي، حيث يسعى الإنسان لتحقيق ذاته بشكل كامل من خلال العيش الأخلاقي، مما يمنحه سعادة حقيقية تختلف عن المتع الآنية.

عن الكاتب

aggouni mohamed

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

.