- طوابير طويلة أمام الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية بزيغود يوسف
- مسعود بوديبة: تصريحات الوزيرة تغطية لفشلها وتأخر الدراسة إلى أكتوبر
ضرب بعض الأساتذة والمعلمين بتعليمات وزيرة التربية عرض الحائط، بعد ما طالبوا التلاميذ بجلب الكتب المدرسية حتى يتمكنوا من مباشرة البرنامج الدراسي بداية من اليوم الثالث من الدخول، وهو ما جعل أولياءهم يعلنون حالة الطوارئ بالتنقل لنقاط بيع الديوان الوطني للكتب المدرسية لتأمين ما يحتاجه أبناءهم وإنقاذهم من شبح العقوبات أو الطرد من القسم.
وكانت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، قد أكدت خلال افتتاحها لمعرض الكتاب المدرسي برياض الفتح، عشية الدخول المدرسي، شروع الأساتذة والمعلمين في العمل بالكتاب بعد 15 يوم من بدء الدراسة، فالفترة الحالية لتشخيص المكتسبات ومعلومات التلميذ، وقد تم طبع أزيد من 65 مليون كتاب مما يعني الوفرة على حد قولها وسيتمكن الجميع من الحصول على كتبهم.
هذه التطمينات شجعت الأولياء على البحث بهدوء عن كتب لأبنائهم المتمدرسين، لكن الفرحة لم تدم طويلا بعد ما طالبهم الأساتذة بجلب الكتب بداية من أول أمس الأحد، واعتبروا الأمر ضروري حتى يباشروا البرنامج خصوصا بالنسبة لأقسام شهادات البكالوريا، التعليم الأساسي، الابتدائي.
ودفعت طلبات الأساتذة الأولياء لخوض رحلة ماراطونية للعثور على الكتاب المدرسي، وهو ما دفعنا للتنقل لنقطة البيع التابعة للديوان الوطني للمطبوعات المدرسية بشارع زيغود يوسف، وهناك قدم الأولياء مبكرا قبيل الساعة السابعة صباحا، لحجز دورهم في الطابور الطويل، بانتظار أن يفتح أبوابه وبمرور الوقت كانت الأعداد تتزايد، ومن خلال دردشتنا معهم علمنا أن بعض الأولياء قد تغيبوا خصيصا كي يتمكنوا من شراء الكتب لأبنائهم.
بيع الكتب بالوساطة وفوضى وسط الأولياء في نقاط البيع
يحكي لنا أحد أولياء التلاميذ عن مدرسة ابنه، والتي هددت بمنعهم من الدخول إلى الأقسام الدراسية إن لم يجلبوا معهم كتبا، ومع أن المدرسة لا يتوفر بها كتب، لكنها طلبت منهم تدبر أمرهم، وهو ما أجبره على التغيب عن وظيفته والقدوم إلى نقطة البيع هذه لعله يظفر بطلبه، فابنه يرفض الذهاب لحين حصوله على الكتب.
وبالرغم من أن عملية البيع يفترض أن تنطلق على الساعة الثامنة صباحا، لكن مر الوقت وتجاوزت الساعة الثامنة بكثير، والأبواب مازالت موصدة والجميع ينتظر، صف للنساء وآخر للرجال تحت أشعة الشمس الحارقة، لتأتي ساعة الفرج، وبمجرد ما بدأت عملية البيع حتى بدأت الشجارات والأصوات تتعالى محتجة عن أصحاب الواسطة "المعريفة"، فقد قدموا مباشرة ودون الوقوف في الطابور ليدخلوا مباشرة ويشتروا الكتب، الأمر الذي دفع بأحد الأولياء وهو كبير في السن ومصاب بالسكري لإبعاد صاحب "المعريفة" بالقوة باستعمال الأيدي والاحتجاج بصوت مرتفع.
كتب مفقودة وتلاميذ يلجأون إلى نسخ الكتب
وأكد لنا الأولياء الذين تمكنوا من الشراء من نقص بعض المواد، فالكتب ليست كاملة في جميع الأطوار، وعليهم تدبر أمرهم سواء بأخرى مستعملة أو صنع نسخ طبق الأصل عنها، فالمهم بالنسبة إليهم حماية أبنائهم من الطرد من الأقسام الذي بات يهددهم به المدرسون.
وفي هذا السياق، اعتبر رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، بن زينة علي، قرار المدرسين بالصائب، فهم مطالبون بالشروع في تطبيق المنهاج والبرامج الدراسية ولا بد من الكتب، بل يستحيل عليهم انتظار 15 يوما للشروع في العمل، فكان يجدر على الوزارة تأخير الدخول لحين تحضير الكتب.
من جهته، أوضح المكلف بالإعلام بـ"الكناباست"، مسعود بوديبة، بأن تصريح الوزيرة لتأخير استعمال الكتب لحين مرور 15 يوما عن الدخول المدرسي تغطية للفشل والعجز عن توفيرها في حينها ووقتها، ليضيف بأن الكتاب المدرسي والنشاطات وسيلة عمل ضرورية للتلميذ والأستاذ، ويلجأ إليها هذا الأخير في ظل غياب دليل الأستاذ.
وكشف المتحدث جهل الأساتذة بمحتويات الكتب المدرسية الجديدة لعدم استفادتهم من تكوين قبلي أو متخصص، معتبرا مدة 15 يوما التي حددتها الوزيرة دليل على تأخير الدخول إلى مطلع شهر أكتوبر القادم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق