مُختصون يُؤكدون أن "اللاعقاب" وغياب الرقابة وراء استفحاله
الغش.. ماركة جزائرية بامتياز
تحوّل الغش في السنوات الأخيرة من حالات معزولة ونادرة إلى القاسم المُشترك بين مختلف الفئات: تجار، أساتذة، تلاميذ، أولياء، انتهاء بالسلطة التي أصبحت تُشجع عليه عبر سياسة “اللاعقاب” التي تنتهجها. وأكد أئمة وجمعيات ومُختصون لـ”الخبر” أن الظاهرة تفشت بشكل غريب وخطير استدعى معه دق ناقوس الخطر، وأن الغش صار الصناعة الوحيدة الناجحة والرائجة بين الجزائريين.
تلاميذ وأولياؤهم يتفاعلون مع تسريب مواضيع البكالوريا
"راقبوا الغش الأكبر"!
تلاميذ وأولياؤهم يتفاعلون مع تسريب مواضيع البكالوريا
"راقبوا الغش الأكبر"!
“لبلاد كُلها مغشوشة.. علاش غير أنا؟!” هكذا فضل مترشح لاجتياز امتحان نهاية التعليم الثانوي أن يرد على نصيحتنا له عبر موقع التواصل الاجتماعي بأن يعتمد على نفسه، ولا يستعين بالمواضيع المُسربة، وهي ردّة فعل تُوصف بـ”العادية” في زمن لم يعد فيه الغش استثناء!
فضحت حادثة تسرب مواضيع امتحانات نهاية التعليم الثانوي “البكالوريا” مدى انخراط فئات مُختلفة من المجتمع في الغش! فالتلاميذ تجاوبوا بشكل كبير مع صفحات موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” من خلال عدد الإعجابات التي تجاوزت مئات الآلاف، إضافة إلى التعليقات المُشجعة على نشر أكبر عدد من المواضيع المُسرّبة.
لكن الغش لم يتوقف عند التلاميذ بل تجاوزه إلى الأولياء الذين تفاعلوا مع أبنائهم، بل وشجعوهم على النقل والغش حتى أن بعضهم استعمل تقنية الجيل الثالث للتواصل مع ابنه الممتحن داخل مركز الامتحان، أما الأساتذة فأكد الكثير من التلاميذ أن بعضهم تجاوب مع التلاميذ في القسم عبر السماح لهم باستعمال الهاتف أو التواصل فيما بينهم.
وللتوصل إلى “عقيدة” التلاميذ الذين شاركوا في الغِش، حاولنا التواصل معهم عبر صفحة “الفايسبوك” مباشرة بعد إعلان وزارة التربية عن إعادة إجراء بعض المواد. ومباشرة بعد دخولنا إلى أحد المواقع التي “تورّطت” في التسريب لاحظنا العدد الرهيب من تعليقات الزائرين المطالبين بمحاولة نشر المواضيع الجديدة، وحاولنا أن ندخل في حوار مع بعضهم بصفتنا أستاذا يُحاول نصيحتهم، غير أننا لاقينا انتقادات كبيرة، بل وشتائم من طرف المعنيين، حيث علق علينا أحدهم بالقول: “البلاد كلها مغشوشة”، قبل أن يضيف: “لست أول ولا آخر من يغش”. أما آخر فقال “إن إطارات الوِزارة كلهم تحصّلوا على وظائفهم بـ”المعريفة” فلماذا يقع اللوم على التلميذ؟!”.
من خِلال بعض التعاليق وتبادل الحديث مع بعض التلاميذ أدركنا أن العلة أعمق من مجرد محاولات غش معزولة، خاصة عندما قال أحد المعلقين: “حتى الأساتذة اتضح أنهم ساهموا في تسريب الأسئلة، والوزيرة أيضا قالت إنهم دخلوا بالمحسوبية، فلماذا يطالنا اللوم دون سوانا؟!”.
ولدى التعمق في نفس المواقع، يتضح أن التلاميذ ليسوا وحدهم المسيرين أو الزائرين لها، حيث إن العديد من الطلبة الجامعيين عبروا عما أسموه “تجندهم للتسريب ومساعدة التلاميذ على النجاح في البكالوريا”. بل أكثر من ذلك، فإن أساتذة جامعيين وفي المؤسسات التربوية كانوا يعالجون المواضيع المسربة وينشرونها عبر “الفايسبوك” كـ”خدمة مجانية للتلاميذ”، مثلما قالوا.
فضحت حادثة تسرب مواضيع امتحانات نهاية التعليم الثانوي “البكالوريا” مدى انخراط فئات مُختلفة من المجتمع في الغش! فالتلاميذ تجاوبوا بشكل كبير مع صفحات موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” من خلال عدد الإعجابات التي تجاوزت مئات الآلاف، إضافة إلى التعليقات المُشجعة على نشر أكبر عدد من المواضيع المُسرّبة.
لكن الغش لم يتوقف عند التلاميذ بل تجاوزه إلى الأولياء الذين تفاعلوا مع أبنائهم، بل وشجعوهم على النقل والغش حتى أن بعضهم استعمل تقنية الجيل الثالث للتواصل مع ابنه الممتحن داخل مركز الامتحان، أما الأساتذة فأكد الكثير من التلاميذ أن بعضهم تجاوب مع التلاميذ في القسم عبر السماح لهم باستعمال الهاتف أو التواصل فيما بينهم.
وللتوصل إلى “عقيدة” التلاميذ الذين شاركوا في الغِش، حاولنا التواصل معهم عبر صفحة “الفايسبوك” مباشرة بعد إعلان وزارة التربية عن إعادة إجراء بعض المواد. ومباشرة بعد دخولنا إلى أحد المواقع التي “تورّطت” في التسريب لاحظنا العدد الرهيب من تعليقات الزائرين المطالبين بمحاولة نشر المواضيع الجديدة، وحاولنا أن ندخل في حوار مع بعضهم بصفتنا أستاذا يُحاول نصيحتهم، غير أننا لاقينا انتقادات كبيرة، بل وشتائم من طرف المعنيين، حيث علق علينا أحدهم بالقول: “البلاد كلها مغشوشة”، قبل أن يضيف: “لست أول ولا آخر من يغش”. أما آخر فقال “إن إطارات الوِزارة كلهم تحصّلوا على وظائفهم بـ”المعريفة” فلماذا يقع اللوم على التلميذ؟!”.
من خِلال بعض التعاليق وتبادل الحديث مع بعض التلاميذ أدركنا أن العلة أعمق من مجرد محاولات غش معزولة، خاصة عندما قال أحد المعلقين: “حتى الأساتذة اتضح أنهم ساهموا في تسريب الأسئلة، والوزيرة أيضا قالت إنهم دخلوا بالمحسوبية، فلماذا يطالنا اللوم دون سوانا؟!”.
ولدى التعمق في نفس المواقع، يتضح أن التلاميذ ليسوا وحدهم المسيرين أو الزائرين لها، حيث إن العديد من الطلبة الجامعيين عبروا عما أسموه “تجندهم للتسريب ومساعدة التلاميذ على النجاح في البكالوريا”. بل أكثر من ذلك، فإن أساتذة جامعيين وفي المؤسسات التربوية كانوا يعالجون المواضيع المسربة وينشرونها عبر “الفايسبوك” كـ”خدمة مجانية للتلاميذ”، مثلما قالوا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق