تمثلُ، اليوم، وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أمام أعضاء لجنة التربية والتعليم العالي والشؤون الدينية بالغرفة السفلى للبرلمان، بهدف الاستماع إليها في قضايا القطاع، وعلى رأسها انطلاق ما أصبح يُعرف بـ"الجيل الثاني" من الإصلاحات، وجاء "استدعاء" بن غبريط لتوضيح توجهاتها التي تثير هذه الأيام جدلا واسعا في الساحة التربوية، بين شركاء المدرسة وكذا فعاليات المجتمع بشكل عام، حيث ينظر هؤلاء بعين الريبة إلى قراراتها، وطريقة تسييرها لملفّ الإصلاح التربوي.
وكشف مصطفى كحيليش، رئيس اللجنة البرلمانية لشؤون التربية والتعليم العالي والشؤون الدينية أنّ هذه الأخيرة قد استدعت وزيرة التربية نورية بن غبريط، حيث سيتمّ الاستماع إليها اليوم، بغرض إطلاع البرلمانيين بشكل مباشر على كافة التفاصيل المتعلقة بالتوجهات الإصلاحية التي تثير حفيظة الكثير من الجزائريين، موضّحا أمس في تصريح لـ"الشروق"، أنّ اللجنة ستبدي رأيها بكل وضوح في هذا الملفّ، بعد معرفة كل خبايا الموضوع من وزيرة القطاع.
وأضاف المتحدث أنّ متابعة رئيس وأعضاء اللجنة لقضية الإصلاح عبر وسائل الإعلام، قد ترك الانطباع لديهم بأن هناك أمورا ليست على ما يرام، تقتضي الاستيضاح والشرح، ما دفع بهم لطلب مقابلة بن غبريط لتبرير خياراتها وتفسير كل الانتقادات التي تلاحق عملها من طرف الشركاء والمراقبين لشؤون التربية في بلادنا.
هذا، وكانت اللجنة ذاتها قد اجتمعت أمس الأول بمجموعة من الخبراء في مسائل التربية والتعليم، وعلى رأسهم عبد القادر فضيل، عضو "اللجنة الوطنية لإصلاح المنظومة التربوية" في 2003، لفهم ما يجري في القطاع هذه الأيام، والاستنارة بآراء هؤلاء المختصّين قبل موعد المواجهة، ما يعني أن جلسة بن غبريط مع نوّاب الشعب لن تكون مجرد "لقاء تقنيا" في إطار المتابعة البرلمانية للشؤون القطاعية، بل ستشكل "محاكمة" ساخنة، لسيّدة طالما قدّمت نفسها في صورة "المرأة الحديدية" والعنيدة في الدفاع عن أفكارها منذ عرفها المتابعون لشؤون التربية، من خلال عضويتها في لجنة بن زاغو، لا سيما أنّ نوّابًا عن التكتل الأخضر قد توعّدوا سلفا بإسالة العرق البارد لها، ومواجهتها بكلّ الأدلة والبراهين على تنفيذها لمخطّطات وصفوها بـ"الفرنسية الهدّامة"!
وأثار إعلان بن غبريط عن الشروع في تجسيد "الجيل الثاني" من الإصلاحات، بداية من الموسم القادم، لغطا حادّا بين فريقها المساعد، وذلك التيّار المنافح عن "المدرسة الوطنية الأصيلة والمتفتحة"، خصوصا بعد تسرّب أخبار بشأن توافد العشرات من الخبراء الفرنسيين على الجزائر، والتحضير لندوة وطنية في الأيام القادمة، تسعى لبلورة توصيات في تجاه فرنسة تدريس المواد العلمية في المرحلة الثانوية، وهي توجّهات حرصت حاشية الوزيرة على التكتم عليها وتمريرها في هدوء، قبل أن تنفجر في ساحة الرأي العام، حيث تابعتها "الشروق" بشكل دوري، وتعقد اليوم "ندوة مفتوحة" بهذا الصدد، مع ثلّة من المهتمين والفاعلين في قطاع التربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق