تفاجأ سكان حي 20 أوت بقسنطينة، صباح الجمعة، بإعلان من أستاذة ثانوي، وصفت نفسها بالإطار السابق في وزارة التربية، تمنح للمترشحين والمترشحات لمسابقة توظيف الأساتذة المبرمجة أواخر شهر أفريل الحالي، فرصة إعطائهم خطوطا عريضة، ودروس قد تكون مبرمجة في الاختبارات التي يرتقبها مئات الآلاف من الطامحين في العمل في الأطوار التعليمية الثلاثة.
وإذا كانت الأستاذة قد قامت بمحاولة استدراج المترشحين، فقد علمنا بأن أقساما موازية تم فتحها منذ بداية الأسبوع الماضي، في العديد من الولايات ومنها عنابة على وجه الخصوص، عاد فيها المئات من البطالين والممتهنين في وظائف أخرى إلى مقاعد الدراسة لمدة شهر واحد من أجل الاستعداد لمسابقة يمثل النجاح فيها حلما بالنسبة للكثيرين، وقد بلغ سعر الدروس الخصوصية المركّزة في عنابة حسب أحد المرشحين مليون سنتيم، وهو ثمن ما أسماه بالرسكلة أو معاودة إحياء الذاكرة التي افتقدت المعارف التي تلقتها في السابق، ولكن الدراسة الخصوصية تتم بشكل يومي، وقد فتحت هذه الأقسام السرية مباشرة بعد الانتهاء من التسجيلات الإلكترونية، على موقع الديوان الوطني للامتحانات، ومباشرة إيداع الملفات على مستوى مديريات التربية.
وهناك قام بعض الأساتذة بالترويج لهذه الدروس الخصوصية التي تقدم لأول مرة في تاريخ التعليم في الجزائر، والتي يزعم المشرفون عليها بأنهم يعلمون نوعية الأسئلة وطريقة طرحها بالنسبة للكتابي وحتى للشفاهي الذي سيكون عبارة عن ثقافة عامة تخص المادة التي سيمتحن فيها المترشح، وقالت مترشحة حاصلة على ليسانس في القانون للشروق اليومي، بأنها وجدت نفسها مجبرة على اقتحام الدروس الخصوصية، لأنها ترشحت في الأدب العربي ونوعية ما تلقاه لا يختلف عن برنامج النهائي وبعض دروس الأدب العربي الجامعية، وكانت سنوات دراستها في معهد الحقوق قد أنستها المقررات الأدبية، وهو نفس انشغال الحاصلين على ليسانس في العلوم السياسية والصحافة، كما أن تواجد العديد من الاختصاصات الجديدة التي تخص أكثر من سبعين مؤهلا، جعل البعض مرغما على معرفة نوعية الأسئلة بكل الطرق الممكنة، وحتى الطامحين في منصب في التعليم المتوسط، وجدوا بأن قبول 39 مؤهلا أو شهادة ليسانس ودراسات عليا في فروع مختلفة فرصة للنجاح عبر الدروس الخصوصية.
أما عن الأساتذة الذين يقدمون هذه الدروس، فغالبيتهم من الأساتذة الثانويين، وبعضهم سبق له وأن درّس في معاهد تكوين الأساتذة، حيث لن يخرج المقرّر - حسبهم - عن هذا المجال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق