الاثنين، 7 ديسمبر 2015

اكتشاف الموهوبين في مجال العلوم

اكتشاف الموهوبين في مجال العلوم
بقلم :   محمد بن العقيل   2015.12.06. 24 /2 /1437  
الدول تتنافس وتتفاخر في وقتنا الحاضر بما تملكه من قوى بشرية أعدّت من خلال نظام تربوي تعليمي متميز، وبقدر تميّز عمليات النظام التعليمي تكون النواتج البشرية، التي غالبًا ما تتضمن نسبة من الموهوبين في مجال أو أكثر من مجالات الحياة المختلفة.
لذا تهتم المجتمعات الحديثة باكتشاف الموهوبين في مراحل مبكرة من عمرهم، وتسعى لإنشاء الجهات والبرامج والمشاريع اللازمة لرعايتهم، فالموهوبون كما قيل «موارد اقتصادية» تتطلب حسن الإدارة والاستثمار.
وقد اهتمت المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ باتخاذ خطوات جادة لاكتشاف ورعاية الموهوبين واستثمار قدراتهم المتنوعة، مما دعا إلى وضع السياسات والخطط التي تهدف إلى استثمار المواهب البشرية، ولعل وجود الإدارة العامة للموهوبين في وزارة التعليم، ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»، وتخصيص جائزة باسم خادم الحرمين الشريفين لتكريم المخترعين والموهوبين، وإنشاء بعض العمادات ومراكز الموهوبين في بعض الجامعات السعودية، خير شاهد على ترجمة تلك السياسات والخطط إلى ممارسات حقيقية ملموسة على أرض الواقع.
يؤمن الجميع بأهمية اكتشاف الموهوبين في كافة المجالات المختلفة، والإيمان يكون أكبر وأعمق فيما يخص اكتشافهم في مجال العلوم، ليس تجاهلاً أو تقليلاً للعلوم الأخرى، بل انطلاقًا من أهمية العلوم في حياتنا المعاصرة، ودورها في دفع عجلة التقدم والتطور في المجتمعات البشرية.
وسعيًا لاكتشاف الموهوبين في مجال العلوم ينبغي أولاً تعريفهم وتحديدهم ولو بشكل موجز، فالموهوبون في العلوم هم: من لهم مستوى أداء وإنتاج يفوق أقرانهم، ليس فقط في درجات التحصيل الدراسي وحجم المعلومات، إنما أيضًا في مهاراتهم وميولهم واتجاهاتهم الإيجابية نحو العلوم، ودافعيتهم الكبيرة على دراسة العلوم والتعمق والتشعب فيها.
من جانب آخر يواجه العديد من معلمي العلوم في المدارس صعوبة كبيرة في تمييز واكتشاف الموهوبين في مجال العلوم، فكيف يمكنهم تمييز القدرات الفائقة في العلوم لدى طلابهم؟
إن ملاحظة الخصائص المميزة للموهوبين في العلوم من قبل المعلمين أمر يعدّ بالغ الأهمية، وخطوة رئيسة في سبيل اكتشافهم وتقديم الرعاية المناسبة لهم، فتلك الخصائص قد تشكّل منطلقًا للنظر في الاستعدادات العامة للطلاب الدالة على نجاحهم وتميزهم المستقبلي في مواد العلوم، وربما تميزهم في تعليمهم الجامعي في أحد التخصصات العلمية، وسوف نستعرض بعض هذه الخصائص التي ذكرت في أدبيات مجال تعليم العلوم، ونوجزها بتصرف في القائمة أدناه، مع أهمية استحضار أنه لا يشترط توافرها جميعًا في الطالب الموهوب، وإنما توافر عدد من الخصائص في طالب ما قد يكون مؤشرًا جيدًا لوجود الموهبة العلمية لديه، ومن خصائص الموهوبين في العلوم ما يلي:
إن دور معلم العلوم كبير ومهم في اكتشاف الموهوبين في المجال العلمي، وتعدّ ملاحظاته وسيلة مهمة لتشخيص الموهوبين وتمييزهم عن بقية الطلاب، وقد تتعرض هذه الملاحظات للخطأ إذا لم تعتمد على التكرار في مواقف تعليمية مختلفة وعبر فترة زمنية ليست قصيرة.
وحتى يتمكن معلم العلوم من تلمس خصائص الموهوبين الآنفة الذكر بين طلابه عليه أن يوفر أنشطة علمية إثرائية تحقق التفاعل الإيجابي بينه وبين طلابه، وبين الطلاب أنفسهم والبيئة المحيطة بهم، بمعنى أن نستخدم الأنشطة العلمية الإثرائية وسيلة للكشف عن الموهوبين في مجال العلوم كما هي وسيلة لرعايتهم، فكلما عاش الطلاب خبرات ومواقف تعليمية مباشرة أظهروا العديد من الخصائص السلوكية التي من الممكن تلمسها وتدوينها والاستعانة بها للكشف عن مواهبهم في مجال العلوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق