بعد قرون من هيمنته على مصادر المعرفة، بات الكتاب المطبوع يواجه منافسة الكتاب الاليكتروني المزود بتقنيات كبيرة، لكن أرقام بورصة اتحاد المكتبات الألمانية تظهر أن الألمان ما زالوا أوفياء للكتاب التقليدي المطبوع.
يرى العديد من الناشرين أن التقدم التكنولوجي الذي يعرفه سوق النشر سيؤثر سلباً على انتشار الكتاب المطبوع
في الآونة الأخيرة شهد عالم الكتاب نقلة تقنية كبيرة، فقد أصاب طرح جهاز أي باد القارئ للكتب في الأسواق الألمانية قبل أسابيع قليلة، عالم الكتاب المطبوع بالذهول. وعلى الرغم من أهمية هذه النقلة التقنية إلا أن يورغن هورباخ، أمين صندوق بورصة الكتب الخاصة باتحاد المكاتب الألمانية، لا يعتقد أن الكتاب الاليكتروني سيؤثر بشكل كبير على مستقبل الكتاب المطبوع، ويضيف هورباخ قائلاً: "لا أعتقد أن الكتاب الالكتروني سيتطور بشكل حيوي سريع".
ثورة في عالم الكتاب
جهاز أي باد القارئ للكتب
من جهته يرى ألكسندر سكيبيس، المدير التنفيذي لبورصة تجار الكتب الألمان في فرانكفورت، أن السرعة التي يسير بها هذا التطور وما سيؤول إليه في النهاية تبقى من الأمور غير الواضحة المعالم بعد. غير أن سكيبيس لا يشكك في أن الكتب الرقمية ستتزايد خلال السنوات المقبلة وستتزايد في ألمانيا نفسها. ويضيف في هذا السياق: "قطاع الكتب في ألمانيا مهيأ لهذا التطور"، لذلك أنشأ اتحاد دور النشر الألمانية موقعاً الكترونياً يضم نحو 24 ألف كتاب رقمي، وتشارك في الموقع معظم دور النشر الألمانية الكبيرة. كما بدأ الاتحاد مؤخراً محادثات مع شركة ابل بشأن آفاق التعاون لنشر الكتاب الرقمي.
"ظاهرة غير شعبية"
المزج بين فوائد التكنولوجيات الحديثة في مجال الكتب والاستمتاع بقرائة الكتب المطبوعة أصبح خياراً وارداً
وفاء للكتب التقليدي
على الرغم من التقدم الكبير للتكنولوجيا في كافة مجالات الحياة، إلا أن العديد من القراء ما زالوا يفضلون التردد على المكتبات والاستمتاع بقراءة الكتب الورقية
وتظهر هذه الأرقام أن الألمان ما يزالون أوفياء للكتاب والكتاب التقليدي بشكل خاص، مما يمنح قطاع النشر وقتاً للقيام بجهود داخل أروقة السياسة في برلين للحصول على مكاسب فيما يتعلق بحقوق النشر. ويرى سكيبيس أن هناك تحولاً في توجه الحكومة الألمانية بشأن الكتب الالكترونية وأن الساسة أدركوا أن الإنترنت لا يمكن أن يصبح منطقة بعيدة عن حكم القانون، وأنه من الضروري إلزام المواقع الالكترونية بلوائح تحمي حقوق الملكية الفكرية.
(ي.أ/ د ب أ)
مراجعة: عماد مبارك غانم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق