الأحد، 24 يوليو 2016

أسلوبُ النداء

أسلوبُ النداء 


 أولاً :  أسلوبُ النداء :
هو طريقةُ تُتَّبعُ لاستدعاءِ شخصٍ , أو تَنْبيههِ لأًمر يُريد المُتَكلِّمُ ، أنْ يُخبرَهُ بهِ . عن طريقِ استعمالِ أدواتٍِ تُسمى أدواتِ النداءِ في تراكيبٍ مَخصوصةٍ , يَتفِقُ كلُ منها  مَعَ الغَرَضِ الذي يُريدُ المتكلمُ أن يلفتَ انتباهَ المخاطب إليه .
تَعريفُ المنادى : اسمٌ منصوبُ ـ في الغالب ـ وقد يكونُ مَبْنياً في بعض الحالاتِ ، يُذْكَرُ بعد أداةٍ من أدواتِ النداء , استدعاءً لتنبيه المخَاطَبِ .

 ثانياً :  حروفُ النداء :
الحروفُ المستعملةُ في النداءِ سبعةٌ أََ ، أيْ ، يا ، أيا ، هيا ، وا  ، حيثُ يُستعْمَلُ أ و أيْ لنداءِ القريبِ ، مثل :
أعادلُ ساعدني في رَفْعِ الصُندوقِ .
أيْ خليلُ ، رُدَّ عَلى الهاتِف .
وتُستعمل (يالِكُلِّ منادى، بعيداً كانَ أو قريباً أو متوسط القُرْبِ والبُعدِ، كما تُستعملُ في الاستغاثة ـ كما سنرىـ.
يا عمادَ الدين توَقفْ .
وتستعمل أيا ، هيا و ( وا لنداء البعيد .
مثل : أيا إبراهيمُ ، تعالَ .هيا سليمُ ، هل أتمَمْتَ وَصْلَ الكهرباءِ إلى المشترك!

كما تُسْتَعْمَلُ (واللنُدبةِ ـ وسيأتي الحديثُ عنها ـ
وا عبدَ الرحمن، هل وَجَدَتَ المِحفَظَةَ .
 ثالثاً :  أقسامُ المنادى :
المنادى خمسةُ أقسامٍ هيَ :
1. اسمُ العَلَمِ مثل : يا سعادْ ، يا مصطفى .
2. النَّكِرَة المقصودَةُ : وتعني نِداءَ مَنْ لا تَعْرِفُ اسمَهُ ، بِدلالَةِ صِفتِهِ أو وَظيفَتِهِ مثل : يا شُرطيُّ ، ويا سائِقُ .
3. النّكرة غيرُ المقصودَةِ : وتعني نداءَ من لا تَعْرِفُ اسمَهُ ، ولا صِفَتَهُ ، مثلُ قولِ شخصٍ عَلِقَ في مِصْعَد أيا سامعاً ساعدني !
4. المنادى المُضافُ مثل : يا عبدَ الرحمنِ ، و يا راكِبَ الدَّراجَةِ .
5. المنادى الشبيهُ بالمضافُ* ، مثل : يا مُتْقِناً عَمَلَهُ , وَفَقّكَ اللهُ !

 رابعاً :  أحكامُ المنادى :
حكمُ المنادى أنْ يكونُ منصوباً لَفْظاً أو مَحَلاً .
ـ وَيُنصبُ المنادى ، إذا كان نَكِرَة غيرَ مقصودَةٍ مثل : يا سامعاً ساعدني ،  أو إذا كانَ مضافاً . مثل : يا ابن الكرامِ
لا تَتَسرَّعْ . أو إذا كان شبيهاً بالمضاف مثل : يا حَسَناً خُلُقُهُ تَقَدّمْ !

ويكون مبنياً في محل نَصْبٍ إذا :
ـ كان اسماً مَعْرِفةً ـ عَلماً ـ ، مثل : يا فاطمةُ أكملي الرسالةَ .
ـ كان المنادى نَكِرَة غيرَ مقصودةٍ . مثل : يا غلامُ ماذا تبيعُ ؟
ويُبنى هذان النوعان من المنادى ، على الحركةِ التي يُرفَعانِ بها ، ففي قولنا : يا فاطمةُ ، ويا غلامُ ، يُبنى المنادى على الضمةِ في محل نصْبٍ . وفي قولنا : يا موسى ويا فتى ، يُبنى على ضمةٍ مقدرةٍ على الألف في محل نصب.
وفي قولنا : يا بائعان ، يُبنى المنادى على الألف ، في محل نصب .
             يا بائعون : يُبنى المنادى على الواو ، في محل نصب .
             يا بائعاتُ : يُبنى المنادى على الضمة ، في محل نصب .
خامساً :  أحكامُ تابع المنادى :
إذا كان المُنادى مَبنياً ، فتابِعُهُ على أربعَةِ أشكالٍ :
1. ما يَجِبُ رَفْعُهُ مَعْرباً تبعاً للفْظ المُنادى . وهو ما يتبعُ ( أيّ وأية واسم الإشارة ) . مثل : يا أيُّها الرجلُ . ويا أيَّتُها الفتاةُ ويا هذا الرّجُلُ ، ويا هذه الفتاةُ .
2. إذا كانَ المنادى معرباً منصوباً ، فتابِعُهُ مُعْرَبٌ منصوبٌ . مثل : ياذا الكرمِ وذا العقلِ . 

 سادساً :  المنادى المضاف إلى ياء المتكلم :
المنادى المضافُ إلى ياءِ المتَكَلِّم ، على ثلاثة أشكالٍ :
1. اسمٌ صحيحُ الآخِرِ .
2. اسمٌ مُعْتَلُّ الآخِرِ .
3. اسمٌ فاعلٍ أو اسمُ مفعولٍ ومبالغَةُ اسمِ الفاعِلِ .

1. الاسمُ الصحيحُ الآخِرِ ـ غير أبٍ وأمٍ ـ غالباً ما تُحذَفُ منه ياءُ المُتَكَلِّمُ ، ويُكتفى بكسرَةٍ قَبْلَها ، مثل قوله تعالى : "يا عبادِ فاتقون"ويجوزُ إثباتُ الياءِ ساكنةً أو مفتوحةً , مثل قوله تعالى : "يا عباديْ لا خوفُ عليكم"  . وقوله : "يا عباديَ الذين أسرفوا على أنفسهم" .
ويجوزُ قَلْبُ الكسرةِ فتحةً ، والياءِ ألفاً . كقوله تعالى "يا حسرتا على ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللهِ" 
2. إذا كان المضافُ إلى ( الياء ) مُعْتَلَّ الآخِرِ .
 وَجَبَ اثباتُ الياء ،مفتوحةً فقط , مثل : يا فتايَ ، يا محاميَّ .

3. إذا كان المضافُ اسمَ فاعلِ أو أَحَدَ مُبالغاته أو اسمَ مفعولٍ وكانَ صحيحَ الآخِرِ .
وَجَبَ اثباتُ الياءِ ساكنةً أو مفتوحةً . مثل : يا سائليْ ، يا مُلهِميَ .
أما إذا كان المضافُ إلى الياءِ كلمة أب أو أم , جَازَ فيه ما جاز في المنادى الصحيح الآخِرِ . فنقول : يا أبِ ويا أمِّ ،يا أبي ويا أمي ، يا أبيَ ويا أميَ ، يا أبا ويا أُمّا .
كما يَجوزُ حَذفُ ياءِ المتكلِّمِ والتعويضُ عنها بتاءِ التأنيث مكسورةً أو مفتوحةً . مثل :
يا أبتِ ويا أُمّتِ ويا أبَتَ ويا أُمّتَ .
أما إذا كان المنادى مضافاً إلى ما أُضيفَ إلى ياءِ المتكلمِ . فالياء ثابتةٌ لا غير . مثل : يا ابنَ خالي .

 سابعاً :  المُنادى المرَخَّمُ :
يُقْصَدُ بالتّرخيمِ : حَذْفُ آخِرِ المنادى للتخفيف , مثل يا فاطمُ في نداء ( فاطمة ) ويا حارِ في نداء ( حارث ) .
وما يجوُز ترخيمُهُ من الأسماء نوعان :
الأول : العَلَمُ المختومُ بتاءِ التأنيث . مثل : يا فاطمُ ، يا هِبَ ، يا حَمزَ ، ويا جاريَ . في ترخيم . فاطمة ، وهبة ، وحمزة ، وجارية.
الثاني : العَلَمُ المُذَكَّرُ والمؤنثُ : غيرُ المرَكَبِ ، والزائد على ثلاثةِ حروفٍ مثل : يا جَعْفُ ، يا سعا ، يا منصو . في ترخيم جعفر، وسعاد ، ومنصور .

ويجوزُ في نُطْقِ الاسمِ المرَخَّمِ وجهان :
الأول : أن نُبقي على حركَةِ الحرفِ الأخيرِ، بعد الحذف على أصلها من كسرة أو ضمة أو فتحة. مثل : يا حارِ ، ويا فاطمَ ، ويا جعفُ .
ويُسمي النحويون هذا الاستعمال لُغَةَ من يَنْتَظِرُ ، أي يَنْتَظِرُ نُطْقَ الحرف المحذوف الأخيرِ ، ليضع عليه علامة البناء
ـ الضمة ـ .
والثاني : أن نُحَرِّكَ الحرفَ الاخير ـ بعد الحذفِ ـ بالضمة ، فنقول يا حارُ ، يا فاطمُ ، يا جَعْفُ. ويسمونها لُغة من
لا يَنْتَظِرُ . أي من لا ينتظر نُطقَ الحرفِ المحذوفِ من الاسمِ ليَضَعَ عليه علامة البناء ـ الضمة ـ .
 ثامناً :  تراكيب الاستغاثة في النداء :
الاستغاثةُ : نداءُ من يُعين في دَفْعِ البلاءِ والشِدَةِ . مثل : يا لَلأقْوِياءِ للضُّعفاءِ من الظَّلمِ .
فالاقوياءُ مُستغاثٌ بهم ، والضُعفاءُ مستغاثٌ لهم ، ومن الظَُّلْمِ مستغاثٌ منه . وأداة الاستغاثة : الياء .

ولا يُسْتَعْمَلُ للاستغاثَة من أحرف النداءِ , إلا ( يا ) ولا يجوزُ حَذْفُها ، ولا حَذْفُ المستغاثِ . أما المستغاثُ له فيجوزُ حَذفُهُ . مثل :يالَلّهِ . وتكون لام الجرِّ الزائدةُ في المستغاثِ به مفتوحةً دائماً .

وللمنادى المستغاثُ به ثلاثةُ وجوهٍ :  
1. الجَرُّ بلامٍ زائدةٍ واجبةِ الفتحِ مثل : يا للهِ لِلمظلومين .

2. أن يُزادَ في آخِرِهُ ألفُ توكيدٍ للاستغاثة مثل : يا أغنياءا  .

3. أن يُنادى نداءً عادياً : يا أغنياءُ .

 تاسعاً :  المنادى المُتَعَجَّبُ منه :
يُعامَلُ المنادى المتَعجَّبُ منه مُعاملةَ المنادى المستغاثِ . نقولُ : في التعجبِ من كَثْرَةِ الماءِ يا للماءِ ! يا ماءا ! يا ماءُ ! ونقول في التعجب من الذَّلِ : يا لَلذلِّ ، يا ذلا ، يا ذلُّ . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق