الخميس، 21 يوليو 2016

الطبيعة فی الشعر الجاهلي

الطبيعة فی الشعر الجاهلي


الشعرقديم في فطرة العرب و«ليس شعرالجاهلية مطلق الكلام الموزون، ولكنه مع وزنه ينبغي أن يكون ممتازا في تركيبه وتأليف ألفاظه ،فإذاعارضته بالمنثور من كلامهم رجح برونق العبارة والاختصارفي الدلالةوإستجماع الغرض من الكلام،حتى يصح أن يقال فيه إنه إحساس ناطق» [1] والشعر عندالعرب مادة وفيرة ومجال واسع لظهورهذاالاحساس والمعرفة والتصوير لمظاهرالطبيعة وقد کانت الطبيعة من أهم مصادر الإبداع الفني ويثبت لنا بالنص الناصع والدليل القاطع أن الشعراءالعرب إستلهموا بيئة الجاهلية من المياه والامطار والانهار والبحار والبساتين و...في قصائدهم وعرضوهامعارض شتى في أشعارهم ،مع إفتنانهم في الاستلهام والعرض وصوروا فيها مظاهرهاالواسعةالمتنوعةوأشكال إصطناع العرب لها في حياتهم. والبیئة في العصر الجاهلي کانت غنية بمظاهر الطبيعة، التي ألهمت کثيراً من الشعراء بسحرها وأسلوبهاوجمالها، حتی صارت مصدرا أساسيا، استقی وإستفاد منه الشاعر الجاهلي کثيرا من ابداعه وفنه.والأشعار الجاهلية زخرت بصور الطبيعة التی أضفی عليها الشعراء من إبداعهم وفنهم، فأنتجوا صورا فنية غاية فی الدقة والإبداع، فصارت الطبيعة بذلک ملهما للشاعر الجاهلي، ومادة حية وجاهزة يحصل من خلالها إبداعه وفنه.وعلى هذا تحسب الطبيعة من أهم المصادر التي استقي الشعراء الجاهليون إبداعاتهم، وهی تمثل مصدر الإلهام الأهم، الذي اعترف معظم الشعراء بفضله علیهم ، وقد کانت الطبيعة من أهم مصادر الإبداع الفني، فی بعض عصور الأدب. وقد تمثل إعجاب النقاد القدماء بإستلهامات وإبداعات الجاهليين فی مناح عدة مثلت الطبيعة أهمها، فقد إحتسبوا إمرأ القیس أشعر الشعراء لأنه«أول من لطف المعاني، واستوقف علی الطلول، ووصف النساء بالظباء والمها والبیض، وشبه الخیل بالعقبان والعصی... » [2] 94وتشبيه الظعن المرتحلة في الصحراء بالسفن العظام السائرة في البحر وتشبيه إمتلاكهم للشعر والنثر وبراعتهم فيهما بمهارة الحوت الذي يسبح في البحروهم تارة يصورون الرحلة البحرية التجارية ،أوالرحلة البحرية التاريخيةوتارة أخرى كانوا يشبهون المحبوبة في روعتها وجمالها ومنعتها بالدرة النفيسة فالطلول، والظباء، والمها والخیل والعقبان، کلها من مظاهر الطبیعة الجاهلیة، التی أبدع الشاعر فی وصفها، واستوحی منها صوره والجمال إبداعه مع ملاحظة أنهم جميعا يشتركون في صفتي الايجازوالاطالة ومنهم من أوجزه وركزه ،ومنهم من أطاله وفصلّه ، و يقول امرؤ القيس فی وصف الطلل:
«لمن طللٌ أبصرتُه فشجاني
کخط زبور في عسیب يماني» [3].
ويقول: «ألا عِم صباحا أيها الطَلل البالي
وهَل يعمن من کان فی العصر الخالي» [4].
ويقول في تشبيه الظعن المرتحلة في الصحراء بالسفن العظام السائرة في البحر: «
بعينّي ظعن الحيّ لمّا تحّملوا
لدى جانب الأفلاج من جنب تيمرا
فشبهتهم في الآل لما تكمشوا
حدائق دوم أو سفينا مقيّرا » [5].
والطبيعة من العوامل التي تثير قريحة المبدع ، وتحثه علی الإبداع، يروي ابن قتيبة«أنه لم يستدع شارد الشعر بمثل الماء الجاري، والشرف العالي،والمکان الخضرالخالي» [6].وقد أکثر الشعراء الجاهليون من ذکر النبات، وکثرة الماء فی أشعارهم ، وکان الشاعر الجاهلي يبدأ قصيدته بالأطلال، ويذکر الرحلة التي يصف من خلالها کل ما يراه فی طريقه،وکأن هذه الرحلة کانت وسيلته للخلوة والاندماج مع الطبيعة لإتمام عملية الإبداع بأحسن صورها. ، یصف المنخل الیشکري لهوه مع امرأة مستوحیا صوره من الطبیعة الحیة، من مطر ، وطیور، وظباء فیقول:
« ولقد دخلت علی الفتاة
الخدر في اليوم المطير
فدفعتها فتدافعت
مشي القطاة إلى الغدير
ولثتمتها فتنفست
کتنفس الظّبي البهير» [7].
وقد قيل لشاعر: «کيف تصنع إذا عسر عليک قول الشعر. قال: أطوف فی الرباع المخلية، والرياض المعشبة، فيسهل علی أرصنه، وسيرع إلی أحسنه » [8]. [ ولعل الشعراء الجاهليين أکثر تطوافا من شعراءالعصورالتالية، وقد ظهر هذا واضحا فی أشعارهم فوصفوا کل مظاهر الطبيعة.
يقول أوس بن حجر فی وصف السحاب: «
دان مسفّ فويق الأرض هيدبه يکاد
يدفعه من قام بالراح
ينزع جلد الحصی أجش مبترکّ
کأنه فاحص أولاعب داح» [9].
وقال الأعشی فی وصف الریاض: «
ما روضة من رياض الحزن معشبة
خضراءُ جاد عليها مسبل هطل
يضاحک الشمس منها کوکب شرق
مؤزر بعميم النّبت مکتهل» [10].
نرى فی الأبيات السابقة لأوس بن حجر وللأعشی، أن الطبيعة قد بعثت الحياة فی کل کلمة نظمها الشاعران، وکونت عناصر الطبيعة علاقات متشابکة انتجت مشاهد طبيعية متقنة، فی بيتي أوس بن حجر تمتزج صورة السحاب مع صورة الراح، ثم تخرج صورة المطر الغزير الذي يبتلع کل شيء أمامه ،کما تبتلع المدحاة التي يلعب بها الطفل علی الأرض کل شيء أمامها، ثم إن کل کلمة إستخدمها الشاعر في الابيات توحي بوجود الطبيعة، وسيطرتها علی ذهن الشاعر تماما فی أثناء النظم. أما الأعشی فهويبني في بيتیه علاقات أکثر حيویة بين عناصر الطبيعة، فالروضة الخضراء التي يصفها، علی علاقة طيبة مع الامطار التي تجود عليها من خيرها دائما، مما يزيدها عشبا وخضرة، وهي تضاحک الشمس التي منحتها النضارة والنمووالاخضرار، والأعشی فی کل هذا يتحدث عن جارية أحبها وليس عن الطبیعة، ولکن الطبيعة کانت ملهمه الأساسي لتشکيل هذه الصور والتعبير عن مشاعره.
وقال عبيد بن الأبرص في تشبيه المهارة الفنية بمهارة الحوت في السباحة :
« سل الشعراء هل سبحوا كسبحي 
بحور الشعر أوغاصوا مغاصي
لساني بالنثير و بالقوافي
وبالأسجاع أمهر في الغياص
من الحوت الذي في لج بحر
يجيد السبح في لجج المغاصي» [11].
الشاعر يفخر على الشعراء والخطباء بتمكنه من القول البليغ ،وتصرفه فيه وإجادته له مشبها امتلاكه بالحوت الذي يعوم في البحر .
وقال بشر بن أبي حازم ألأسدي يصف الرحلة البحرية التجارية والتاريخية : «
أجالد صفهم ولقد أراني
على قرواء تسجد للرياح
 
معبدة السقائف ذات دسر
مضبرة جوانبها رداح
 
يمر الموج تحت مشجرات
يلين الماء بالخشب الصحاح
 
ونحن على جوانبها قعود
نغض الطرف كالإبل القماح
 
فطابت ريحهن وهنّ جون
جآجئهن في لجج ملاح » [12].
يصف الشاعر رحلة بحرية تجارية في سفينة كبيرة ولهذه الابيات قيمة تاريخية قيمّةوكثيرة لأنها تبين لنا الطريقة التي كان العرب يصنعون بها سفينتهم والوسائل التي كانوا يعتمدون عليها في صناعتهم وأيضاً صلاتهم التجارية ببلاد الهند وماكانوا يجلبون منها من البضائع.
وقد وفق الشعراء فی استغلال مظاهر الطبيعة حسب حالتهم النفسية التی يعيشونها، ففی حزنهم وفرحهم يندمج إبداعهم مع الطبيعة، يقول الملك الضليل امرؤ القيس معبرا عن حزنه يوم فراق أحبته:
«
کأني غداة البين يوم تحملوا
لدی سمرات الحي ناقف حنظل» [13].
«وناقف الحنظلة ينقفها بظفره، فإن صوتت علم أنها مدرکة،فإجتناها، فعينه تدمع لحدة الحنظل، وشدة رائحته،کما تدمع عينا من يدوف الخردل، فشبه نفسه حين بکی بناقف الحنظل» [14]. وربّما کان للحنظل في البيئة الجاهلية، استخدامات أوسمات لها أبعاد أخری فی فکرهم، سيکون البيت أکثر دلالة ووضوحا إن أمکن معرفتها.وفی بيت آخر، يعبر امرؤ القيس عن جزعه لطول الليل، فيخرج بصورة جديدة للنجوم:
«
فيا لک من ليل کأن نجومه
بأمراس کتان إلی صُم جندل » [15].
وفی صورة جميلة لطول الليل،يصور سوید بن أبي کاهل اليشکري النجوم بإنسان يعرج ويغمز فی المشي، فيحتاج إلی من يجره جرا لشدة بطئه:
«
يسحب الليل نجوما ظلعا
فتواليها بطيئات التّبع» [16].
وتستغل الخنساءصورة الفيض للتعبير عن حزنها الشديد لمقتل أخيها صخر: «
کأن عيني لذکراه إذا خطرت 
فيض يسيل علی الخدين مدرار» [17].
ويعبر الأعشی بطريقة مشابهة عن هجران المحبوبة فيقول: «
من ديار بالهضب هضب القليب
فاض ماء الشؤون فيض الغروب
 
أخلفتني به قتيلة ميعا
دي وکانت للوعد غير کذوب
 
ظبية من ظباء بطن خساف
أم طفل بالجو غير ربيب» [18].
ويصف أمرؤ القيس مغامراته ولهوه باستحضار منظر فقاقيع الماء فيقول:
«
سموت إليها بعدما نام أهلها
سموحباب الماء حالا علی حال » [19].
ويبدومن هذه الأبيات القليلة، أن قدرة الشاعر الجاهلي علی تطويع مظاهر الطبيعة فی إبداعه واسعة ليس لها حدود، حيث يحسن استغلال صورة الطبيعة حسب موقفه النفسي وحسب طبيعة الأحداث، فينتج صورا بديعة، تکاد تکون لوحات فنية أبدع فی رسمها،وأضفی خبراته عليها.
ومن الموضوعات كثرة وشيوعا في الشعرالجاهلي وكان مأخوذا من الطبيعة ،تشبيه المحبوبة في حسنهاوجمالها بالدرة ووصف إستخراج الدر من البحر، يقول إمرؤالقيس :
« خدلجة رودة رخصة
 
كدرة لج بأيدي الخول»
 [20].
ويقول قيس بن الحطيم: «
كأنها درة أحاط بها ال
غواص يجلوعن وجهها الصدف» [21].
 
ويقول النابغة الذبياني: «
أودرة صدفية غواصها
بهيج متى يرها يهل ويسجد» [22].
والشاعر الجاهلي يشبه صاحبته بالدرة التي إستخرجهاالغواص من أعماق البحر غير أنه توسع في تصوير إستعداده وفنه فهذه الابيات تنبئنا بمن كانوا يحترفون الغوص على اللؤلؤ من العرب وغير العرب ومن خلاله الشاعر يظهر براعته في تصوير إبداعه ويستعين بها في بيانه أكثرجمالا وحسنا والطبيعة من العوامل التي تثير قريحة المبدع ، وتحثه علی الإبداع.
وقد مثلت الطبيعة للإنسان الجاهلي مظهرا آخرا،يختلف عن کونها مصدرا للإلهام والجمال، وتمثل هذا المظهر فی کون الطبيعة قوة خارقة، عبدها بکافة مظاهرها،فيما عرف بالديانة الطوطمية، فعبدالجاهلي الأرض والقمر والشمس والنجوم والحيوان،مما يعزز فی نفس الشاعر من قيمة الطبيعة، لتمثل مصدرا يستقي منه صوره وإبداعه.ولا بد لهذه العلاقة بين الشاعر الجاهلي والطبيعة، عن تنعکس فی إبداعه ، وأن تظهر بعض طقوس تلک العبادات وملامحها فی الشعر، حتی وإن ضاعت معظم الأشعار الجاهلية، التی احتوت ملامح هذه العبادة عند انتشار الإسلام.
إن الدارس يری إهتماما واضحا من الشاعر الجاهلی، بکثير من مظاهر الطبيعة، حتی إن تناول هذه المظاهر، قد أخذ نسقا معينا التزم به معظم الشعراء الجاهليين، کالمقدمة الطللية والرحلة، والإسهاب فی وصف بعض الحيوانات، کالناقة والفرس وقصص الثور المختلفة وصورة المطر، وأجرام السماء؛ فکان اتصال الشاعر الجاهلي بهذه المظاهر کبيرا فی إبداعه حتی شکلت الطبيعة مصدرا إبداعيا خاصا يمکن من خلال الربط بين عناصره المختلفة أن نتوصل إلی أسرار جديدة فی هذه الإبداع الشعري المتميز، وسيأتي فی الفصل الثاني من هذا البحث بعض التفصيل حول حضور هذه العبادات والمعتقدات، وکيفية وصولها إلی الشعر الجاهلي.
إحتل وصف الناقة موقعا متميزا فی معظم القصائد الجاهلية فبعد المقدمة الطللية والغزلية يخوض الشاعر فی مرحلة وصف الرحلة بکل ما يحيط بها من مظاهر الطبيعة، ويتخلل ذلک وصف دقيق للناقة التی أعجب الإنسان الجاهلي بقوتها وصبرها، فزاد من إهتمامه بها ويبدو»أن ذلک الذی يفوق الوصف ربما يکون من رسوبيات التقديس الديني ومعتقداته الأسطورية» [23].» فقد کانت الناقة من الحيوانات الطوطمية التی عبدها القدماء وقد ورد أن جماعة الشاعر زيد الخيل وهم من طيء کانوا يتعبدون لجمل أسود، وکذلک کانت بعض قبائل إياد تتبرک بالناقة» [24].
فظل حضورها فی القصائد الجاهلية أمرا تقلیديا يکاد يشمل معظم القصائد الجاهلية.يعد طرفة بن العبد أشهر من وصف الناقة فی العصر الجاهلي، حيث تعرض للناقة فی معلقته،ووصفهاوصفا دقيقا، علی غرار ما کان الشعراء يصفون المرأة بدقة وعناية، فهي »الناقة الکاملة، أي الناقلة ألتی لا يمکن أن نجدها فی أي ناقة طبيعية، ولکننا نجدها فی النوق کلها، فهي قائمة في تصور الشاعر، إنها تجريد شعري لمفهوم الناقة المثال » [25].التي رسمت فی ذهن الشاعر الجاهلي ، بإعتباره حيوانا له قداسته، وحضوره الخاص عند الجاهليين، فکانت الناقة مصدرا خصبا، استقی منه الشاعر الجاهلي صورا فنية متميزه، يقول طرفة بن العبد: «
وإني لأمضي عند إحتضاره
بعوجاء مرقال تروح وتغتدي
آمون کألوالح الإران نصأتها
علی لاحب کأنه ظهر برجد
 
جمالية وجناء تردي کأنها
سفنجة تبري لأزعر أربد
 
تربعت القفين فی الشول ترتعي
حدائق مولي الأسرة أغيد
 
لها مرفقان أفتلان کأنها تمرُّ
بسلمي دالج متشدّد
 
کقنطرة الرّومي أقسم ربها
لتکتنفن حتی تشاد بقرمد» [26].
إن ناقة طرفة التي يمضي عليها همومه،ناقة متزنة أمون لا يخاف الشاعر عثارها، وهي منبسطة الظهر والعظام کألواح التابوت،ثم إن هذه الناقة تشبه الجمل فی متانة الخلق واکتناز اللحم، وهی تعدوکالنعامة تعرض لظليم قليل الشعر،أی أنها فائقة السرعة،وقد رعت هذه الناقة أيام الربيع بين نوق جفت عروقها وقلت ألبانها، ممايشجعها علی الرعي والانسجام مع بقية النوق، وکان ذلک الرعي في واد کثيرالأمطار والخصب أي في مکان قد حظي بجميع نعم الطبيعة، ولهذه الناقة مرفقان أفتلان قويان بائنان عن جنبيها فکأنها تمر مع دلوين يحملها ناقل المياه؛ ولا تختلف ضخامة هذه الناقة عن قنطرة الرومي الضخمة،وفی کل الأبيات السابقة يلحظ القاریء سمة المثالية والتميز التی أضفاها الشاعر علی ناقته.
وقال متمم بن نويرة: «
ولقد قطعت الوصل يوم خلاجه
وأخوالصريمة فی الأُمور المزمع
 
بمجدة عنس کأن سراتها
فدن تطيف به النبيط مرفّع
 
قاظت أثال إلی الملأ وتربعت
بالحزن عازبة تسنّ وتودع» [27].
 
وقال الحادرة فی وصف ناقته: «
ومطيّة حملت رحل مطيّة
حرج تتمّ من العثار بدعدع
 
فتری بحيث توکأت ثفناتها
أثرا کمفتحص القطا للمضجع» [28].
وقال ثعلبة بن صعير المازني: «
وإذا خليلک لم يدم لک وصله
فأقطع لبانته بحرف ضامر
 
تضحي إذا دقَّ المطي کأنّها
فدن ابن حيّة شاده بالآجر» [29].
ونلاحظ أن الشعراء يکررون وصف الناقة بالبناء الضخم الشاهق، وربما يتشابه هذا الوصف مع وصف الفرس بالهيکل کما سيتضح،وفي هذا محاولة ناجحة لإضفاء سمة الرهبة والقوة عليها.
وقد حظي الفرس بالمکانة نفسها في الإبداع الشعری الجاهلي، فأبدع الشعراء فی وصفه کما أبدعوا فی وصف الناقة، وقد إقترن وصفه بوصف مظاهر الطبيعة المتنوعة، وتکرر وصفه بالهيکل فی شعر امریء القيس، ومن ذلک قوله: «
وقد أغتدي والطير فی وکناتها 
بمنجرد قيد الأوابد هيکل» [30].
ويقول فی بيت آخر: «
علی هيکل يعطيک قبل سؤاله 
أفانين جري غير کز و لا وان» [31].
والهيکل فی الفکرالقديم يطلق علی النجوم والکواکب، حيث سميت بالهياکل وعبدها القدماء،ودلت لفظة الهيکل علی المعابد، والمعبد بناء ضخم يضفي علی الفرس هيبة کبيرة،کهيبة الناقة المشبهة بالبناء الضخم،وتتأکد هذه الهيبة بالقدرات الهائلة، التی أضفاها امرؤ القيس علی فرسه، فهوقيد للوحوش، خارق السرعة فی البيت الأول، وهولا ينتظر حثه علی الجري السريع فی البيت الثاني، بل إن أمرأ القيس بحث عن فرس مثال فشکله من مجموعة حيوانات وأبدع صورة شعرية حظيت بإعجاب النقاد والدارسين ، يقول:
«
له أيطلا ظبي وساقا نعامة 
وإرخاءُ سرحان وتقريبُ تتتفُل» [32].
ويبالغ الشعراء فی وصف العناية بالفرس،فهويسقی باللبن الخالص،وليس من بقاياه، ولا يعاد عليه شرب ما شرب منه سابقا، کما يحافظ علی غطائه باستمرار ، يقول متمم بن نويرة: «
فله ضريب الشَّول إلا سؤره 
والجلّ فهومربّب لا يخلع» [33].
ويمثل الفرس أساس عملية الصيد عند الجاهليين، لذا أصروا علی تأکيد هذه الحقيقة بإلحاق صفات القوة والسرعة والسيطرة به، فکما وجدناهُ قيدالأوابد عند إمرِئ القيس نجده صقرا يحسن الانقضاض علی فريسته فلا تفلت منه عند الحارث بن حلزة اليشکري: «
ومدامة قرعتها بمدامة
وظباء محنية ذعرت بسمحج
 
فکأنّهن لآلئ و کأنّه
صقر يلوذ حمامه بالعوسج
 
صقر يصيد بظفره وجناحه
فإذا أصاب حمامة لم تدرج» [34].
ونلاحظ فی هذه الأبيات ،إن الشاعر لم یکتف بتشبيه الفرس بالصقر،»إنما ذکر الظفر والجناح لتأکيدالمعنی الذي أراده،وفی صورة الفرس صاحب الجناح» [35].
نلمح فرسا أسطوريا یکثر الحديث عن أمثاله فی القصص الخرافية الأسطورية، التی سبغت الطبيعة وکائناتها بقوی خارقة، ليس من الغريب أن ينعکس صداها فی الإبداع الشعري.والفرس يرافق الشاعر فی بطولاته ومغامراته، کما کانت الناقة ترافقه فی رحلاته، وتتشابه لوحات الفرس فی الشعر الجاهلی بشکل ملاحظ،فکثيرا ما يوصف بالکميت، وهوکالعقاب أوالنسر فی الإنقضاض علی الفريسة، وهوکامل الخلق خال من العيوب، قال الکلحبة العرني فی وصف فرسه: « 
إذا تمضيهم عادت عليهم
وقيدها الرماح فما تريم
تعادى من قوائمها ثلاث
بتحجيل و قائمة بهيم
كميت غير محلفة ولكن
كلون الصرف عل به الاديم» [36].
وقال سلمة بن الخرشب الأنماري فی وصف فرسه: «
من المتلفتات بجانبيها
إذا ما بلّ محزمها الحميم
 
تعوذُّ بالرقی من غير خبل
وتعقد فی قلائدها التّميم
 
وتمکننا إذا نحن اقتنصنا
من الشّحّاج أسعله الجميم
 
هويََّ عقاب عردة أشأزتها
بذي الضّمران عکرشة دروم» [37].
 
وقال المزرِّّد بن ضرار الذبياني: «
وسلهبة جرداء باق مريسُها
موثّقة مثل الحراوة حائل
 
کميت عبنّاة السّراة نمی بها
إلی نسب الخليل الصريح وجافل» [38].
و«کان للثورحضور کبير فی الشعر الجاهلي کاد يتفوق علی شعر الناقة والخيل فی لوحاته القتالية مع الکلاب التي أبدع الشعراء الجاهليون فی وصفها، وقد تکررت لوحات الثور فی کثير من القصائد الجاهلية، وأخذت نسقا متشابها عند معظم الشعراء» [39]. ؛أوس بن حجر،الدیوان،ص،43]].و73و71؛بشربن أبي حازم،الدیوان،ص51]].
و» مثل الثور أحد الحيوانات الطوطمية ألتي عبدها الإنسان القديم، فمثل رمز الخصب عند بعض الأمم کألسومريين، الذين حظي الثور عندهم بالقداسة والتبجيل بإعتباره إله القوة والخصب، وکان إسمه أنليل، وکذلک عند الساميين الشماليين نجد بعلا، أی السيد والرب والإله الثور رمز الخصب والمطر» [40].
وربما کانت هذه المکانة سببا فی هذا الحضور القوي، حتی شبه الشعراء الشعراء الناقة به وأرادوا أن تکون مثله فی القوة فهولا يجد مشقة فی البحث عن الخصب والمرعی، فقد أطاع له النبات المروي بأول المطر، هذه هي صورته عندالنابغة الذبياني، الذي لم ينس أن يعرض لمعرکته مع کلاب الصيد، يقول النابغة الذبياني: «
کأنما الرّحل منها فوق ذی جدد
ذبَّ الرّياد إلی الأشباح نظّار
 
مجرّس وحد جأب أطاع له
نبات غيث من الوسمي مبکار
 
باتت له ليلة شهباء تسفعه
بحاصب ذات إشعان وأمطار
 
وبات ضيفا لأرطاة وألجأه
مع الظّلام إليها وابل سار
 
حتی إذا ما انجلت ظلماء ليلته
وأسفر الصبّح عنه أي إسفار
 
أهوی له قانص يسعی بأکلبه
عاري الأشاجع من قنّاص أنمار
 
يسعی بغضف براها فهي طاوية
طول ارتحال بها منه وتسيار
 
حتی إذا الثّور بعدالنفر أمکنه
أشلی وأرسل غضفا کلّها ضار
 
فکر محميّة من أن يفرّ کما
کرّ المحامي حفاظا خشية العار
 
فشکّ بالروق منه صدر أولّها
شک المشاعب أعشاراً بأعشار
 
ثم إنثنی بعد للثاني فأقصده
بذات ثغر بعيد القعر نعار
 
وأثبت الثالث الباقي بنافذة
من باسل عالم بالطّعن کرّار» [41].
وجديربالملاحظة ،أن» الثور الوحشي الهائل،الذی کرره الشعراء الجاهليون، له نظير فی السماء...ويقال إن کل الشعوب تقريبا، قد شاهدت صيادا، أومحاربا في هذه المجموعة » [42].
ونعلم أيضا أن من المجموعات النجمية فی السماء مجموعة الکلب، وقد ارتبطت عقيدة الجاهليين بما عرف بالتنجيم وعبادة الاجرام السماوية، مما يشکل أثرا فی بروز صورة الثور فی الشعر الجاهلي، ونلحظ أن الأسلوب القصصي الوصفي واضح فی هذه الصور،وقد تشابه الشعراء فی عرضهم لها، يقول الأعشی فی أبيات تحاکي أبيات النابغة: «
کأن کوري وميسادي وميثرتي
کسوتها أسفع الخدّين عبعابا
 
ألجأه قطر و شفّان لمرتکم
من الأميل عليه البغر إکثابا
 
وباتَ فی دف أرطاة يلوذ بها
يجري الرّباب علی متنيه تسکابا
 
حتی إذا ذرّ قرن الشّمس أوکربت
أحسن من ثعل بالفجر کلابا
 
يشلي عطافا و مجدولا وسلهبة
وذا القلادة محصوفاً و کسابا
 
فانصاع لا يأتلي شدّ ا بخذرفة
تری له من يقين الخوف إهذابا
 
وهنَّ منتصلات کلّها ثقف
تخالُهُنَّ وقد أرهقن نشابا
 
لأیا يجاهدها لا يأتلي طلبا
حتی إذا علقه بعد الونی ثابا
 
فکرّ ذوحربة تحمي مقاتله
إذا نحا لکلاها روقه صابا» [43].
لاحظ الجاحظ من خلال تتبعه هذه القصص الشعرية: نوع من التقاليد المتبعة فی صورة الثور والکلاب فقال: «من عادة الشعراء إذا کان الشعر مرثية، أوموعظة، أن تکون الکلاب التي تقتل بقر الوحش،وإذا کان الشعر مديحا،وقال کانت ناقتي بقرة من صفتها کذا، أن تکون الکلاب هی المقتولة». [44]. ، ولا یمکن بطبیعة الحال أن نتتبع مقولة الجاحظ هذه بشکل دقیق لعلمنا أن الشعر الجاهلي قد ضاع منه الکثیر،مع ثقتنابأن الجاحظ بحکم قربه من العصر الجاهلي إذا ما قورن بنا ، قد بنی مقولته بعد دراسته لأشعار کثیرة لم تصلنا، ولکننا نعلم من مقتولته أن الشاعر الجاهلی کان يتعامل مع ظواهر الطبیعة والثور الوحشي ، حسب قواعد الثابتة ترتبط بفکرهم وثقافتهم، ونلمح فی مرثیة الشاعرالمخضرم أبی ذؤیب الهذلی لأبنائه الخمسه أن الکلاب کانت سببا فی جعل الصیاد یتمکن من الثور الذی قاتل الکلاب بضراوة فتمکن منها حینا، وصرعته حینا حتی حسم الصیاد المعرکة بضربة نافذة، یقول أبوذؤیب الهذلي: «
والدهر لا یبقی علی حدثانه
شبب أفزته الکلاب مروّع
 
ویعوذ بالأرطی إذا ما شفّه
قطر وراحته بلیل زعزع
 
یرمي بعینیه الغیوب وطرفه
مغض یصدّق طرفه ما یسمع
 
فغدا یشرّق متنه فبدا له
أولی سوابقها قریبا توزع
 
ینهشنه ویذبّهن ویحتمي
عبل الشوی بالطّرتین موّلع
 
فصرعنه تحت الغبار وجنبه
متترّب ولکل جنب مصرع
 
حتی إذا إرتدت وأقصد عصبة
منها وقام شریدها یتضرّع
 
فبدا له ربّ الکلاب بکفّه
بیض رهاف ریشهنّ مقزع
 
فرمی لینقذ فرّها فهوی له
سهم فأنفذ طرتّیه المنزع» [45].
ویظهر فی الأبیات، کیف أضفی أبوذؤیب سمات القوة والبسالة علی الثور، مع أنه قتل في النهایة، وفي هذا التکرار لصورة الثورالقوي المقاتل الذی تشبهه الناقة، وفیما یحمله هذا الحیوان من قداسة عندالمجتمعات القدیمة، یمکن أن نقول إن هذه الصور قد ارتبطت بمعتقدات دینیة أسطوریة کان لها أثر مهم في عملیة الإبداع الشعري و»للمطر مظهر إبداعي متمیز فی الشعر الجاهلي، فهومصدر الخصب والنماء، وأحد مظاهر الطبیعة التی بهرت الجاهلیین، بإعتباره سببا من أسباب الحیاة والخصب، فبرع الشاعر الجاهلي فی استغلاله مصدرا لإبداعه الشعري، فإستقی منه الصور بدقة متناهیة أثارت فکر المتلقي الجاهلي، خاصة أن الشاعر قد یکون ممثلا للساحر صانع المطر فی عصور سبقت العصر الجاهلي » [46].فالصورة الشعریة التی رسمها الشعراء للمطر تحمل فی ثنایاها صور الخصب والحیاة والانبعاث، ویبدوالشاعر فیها مناجیا مبتهلا من أجل نزول المطر وبث الحیاة علی الأرض.نجد امرأ القیس من أهم الشعراء الذین رسموا صورة المطر بکافة جوانبها، وفی أحد أبیاته نراه یربط بین المطر جالب الخصب وبین حلب الناقة التی کانت أحد رموز الخصب فی العصر الجاهلي، فیقول:
« 
فلمّا تدلی من أعالي طمیّة 
أبسّت به ریح الصّبا فتحلّبا» [47].
ویبدوإمرؤ القیس فی إحدی قصائده مسؤلا عن توزیع المطر فهویتحدث بشکل مباشر عن انتظار هذا المطر مع أصحابه بعد أن طلب العون والمساعدة ثمّ إنه سقی به من أراد حتی ولوکان بعیدا عنه: «
أعني علی برق أراه ومیضّ
یضیء حبیّا في شماریخ بیض
 
قعدت له وصحبتي بین ضارج
وبین تلاع یثلث فالعریض
 
فأضحی یسحّ الماء من کلّ فیقة
یحوز الضّباب فی صفاصف بیض
 
فأسقي به أختي ضعیفة إذ نأت
وإذ بعد المزار غیر القریض» [48].
وفی معلقته ، یکرر إمرؤ القیس مثل هذه الصورة، یجعل فیها الأشجار الضخمة تکب علی أذقانها في صورة تشبه صورة السجود للآلهة شکرا وتعظیما: «
أصاح تری برقا أریک ومیضه
کلمح الیدین في حبّي مکلّل
 
قعدت له وصحبتي بین ضارج
وبین العذیب بعد ما متأمّل
 
فأضحی یسحّ الماء حول کتیفة
یکبّ علی الأذقان دوح الکنهبل » [49].
فامرؤ القیس متأمل، منتظر کعادته سقوط المطر، الذي»یسبب حیاة الأشجار، والنبات والإنسان فیکب الشجر الضخم علی الأذقان عند نزوله، والکب هوخرور الشيء علی وجهه » [50].
قال تعالی» إن الذین أوتوا العلم من قبله إذا یتلی علیهم یخرون للأذقان سجدا » [51].
،»الخرور هوالمرتبط بالانکباب علی الأذقان فیؤدي دلالات الخضوع والخشوع والرهبة أمام القوة الخالقة الخارقة، المحییة والممیتة، المانحة الحیاة الأبدیة... فتخر رموز العظمة الطبیعیة ممثلة فی دوح الکنهبل سجدا، ساترة وجوهها فی الأرض لا تقوی علی النظر إلیه » [52]. وهذا یقوم المبدع الجاهلي بنقل المظهر الطبیعي إلی عالم الفن ممتزجا مع عالم الفکر والمعتقد الجاهلي المترسب فی ذهنه، حیث استغل الطبیعة بکل ما تحمله من جمال فی إمداد إبداعه الشعري بإلأفکار والصور،فهذا الشعر لیس نقلا حرفیا للطبیعة البدویة الجاهلیة کما صوره کثیر من النقاد، بل نجد الشاعر الجاهلي یحول الطبیعة إلی وحدات إبداعیة متماسکة ومتصلة تشکل فنا ممزوجا بفکر الجاهلي ومعتقده.یتحدث الحادرة عن المطر ویشبه نزوله بعملیة حلب الناقة، فهذا المطر أدرته ریح الصبا، وهذا المطر یهطل من غیمة شدیدة الوقع علی الأرض حتی تقشر وجهها وتتغلغل فی ثنایاها لتبعث الخصب والنمو، ثم یجري الماء فی أصول الشجر ، لبعث الحیاة والنمو، یقول الحادرة: «
کغریض ساریة أدرته الصبّا
من ماء أسجر طیّب المستنقع
 
ظلم البطاح به انهلال حریصة
فصفا النّطاف بها بعید المقلع
 
لعب السیّول به فأصبح ماؤه
غللا تقطّع فی أصول الخروع» [53].
وفی إستعارة لفظة أدرته المستعملة لحلب الناقه للدلالة علی المطرما یجعل من «السماء ناقة أسطوریة عظیمة والسحب أضرعها التي تدر اللبن» [54].وریاح الصبا التي هي من مظاهر الطبیعة تقوم بعملیة الحلب، وفي الفکر الجاهلي القدیم نلمح «ارتباط الدر اللبن بالدر المطر المعبر عن نظرة الإنسان إلی الغیث المحیى ، فتتأکد دلالات الإخصاب المطابقة بین سماء مانحة الغیث وناقة مطفلة مخصبة ممتلئة الضروع باللبن، والأرض والناس أطفالها الرضع المنتظرون أن تجود لهم بشراب الحیاة...إنها إبداع یصهر رموزا، ویولد دلالات، ویبعث في العمل الشعري طقوسا وأساطیر تحله موقعه فی سیاق ثقافي یتجدد به ویجدده، ویکتسب منه معناه ویکسبه معاني إضافیة جدیدة » [55].
فالشاعر یستوعب الطبیعة الجاهلیة بمظاهرها المختلفة فى فنه الإبداعي الشعري بما فیها من رموز ودلالات دینیة وإعتقادیة کان لها ارتباطها الوثیق بالإنسان القدیم، وتغلغلت فی الفکر الجاهلي المتأخر حتی العصور الإسلامیة الأولی.
نتيجةالبحث : مظاهر الطبیعة والبيئة الجاهلیة، من ماءونبات ونجوم وریاح ومطروبحر وأشجار وحیوان، کلها تمثل للشاعر الجاهلي مصدرا یستقي منه إبداعه وفنه وتشبيهه، ویحمل مکانة خاصة لایمکن له أن یتجاهلها فی عمله الإبداعي، مما جعل لها أثرا واضحا جلیا فیه ، وبدا کل ما فیها عندالشاعر الجاهلی بصورة المظهر المثال، فناقته ناقة مثال، وفرسه فرس مثال حتی المطر عندالجاهلي مطر مثال، وکل شاعر یسعی فی إبداعه إلى رسم هذه الصورة المثال، حتی تتشابه اللوحات الإبداعیة لمظاهر الطبیعة بشکل جلي، وبهذا شکلت الطبیعةالجاهلیة مصدرا أساسیا، إستقی منه الشعراء الجاهلیون إبداعاتهم، بکل ما حملته مظاهر الطبیعة من صور جمالیة موحیة، ومکانة دینیة وعقیدة راسخة.وكل من يرجع إلى الشعرالجاهلي ويطيل البحث والغورفيه يرى أن به تصويراواسعا متنوعاوبديعاً لمظاهرالطبيعة ويخلص إلى أن الشعراءالجاهليين أفادوا منها فوائد كثيرة في معانيهم وصورهم وإبداعهم وفنونهم مع التنويع في الأخذ والإفتنان في العرض ولكن تصويرهم لمظاهرالحياة والطبيعة وعنايتهم بوصف كل صغيرة وكبيرة وكل جامدة ومتحركة من مظاهرها فيها صار أسوة حسنة لمن تبعهم في هذا المضمار ولايعدل بحق في فنونهم ووصفهم وإبداعهم وكثرتهم وشتى أغراضهم، الأشعارالتي أنشدت طوال الدهر في عصور الادب العديدة ومن أهمها شعر عصرالحديث من الأدب .

المصادر

  1. القرآن الکریم.
  2. الرافعي ،مصطفى صادق ،تأريخ آداب العرب ،بيروت ،دارالكتاب العربي،2008 م، الجزء الثالث
  3. القیروانى، ابن رشیق، العمدة في محاسن الشعروآدابه ،مصر،1955م،الجزء الاول
  4. إمرؤالقیس،الدیوان،بیروت ،دارصادر،1958م
  5. إبن قتیبه،ابومحمّد عبدالله بن مسلم،الشعر والشعراء،القاهرة، دارالمعارف، 1995م
  6. الأصمعی،ابوسعیدعبدالملک،الأصمعیات،القاهرة، دارالمعارف، 1993م
  7. أوس بن حجر، الدیوان،بیروت،دارصادر،1967م
  8. الأعشی،الدیوان، دارصادر،1960م
  9. عبيد بن الأبرص الأسدي ،الديوان،مكتبة البابي الحلبي بمصر،1957م
  10. بشر بن أبي حازم ألأسدي،الديوان،دمشق،1960م
  11. المفضل الضبي،المفضّلیات،القاهرة،دارالمعارف،1964م
  12. الخنساء،الدیوان،بیروت،دارالاندلس،1968م
  13. قيس بن الحطيم، الدیوان،مصر،دارالعروبه،1962م
  14. السقا ،مصطفى،مختارالشعرالجاهلي،مكتبة البابي الحلبي بمصر،1948م
  15. علي ،جواد،المفصّل فی تاریخ العرب قبل الإسلام،بیروت،دارالعلم للملایین،1983م
  16. خنسة،وفیق،قراءة إضافیة فی معلّقة طرفة بن العبد، مجلة المعرفة، 1994م، عدد 64
  17. طرفة بن العبد،الدیوان،بیروت،دارصعب،1980م
  18. الحادرة،الدیوان،بیروت،دارصادر،1980م
  19. الطفیل الغنوي،الدیوان،دارالکتاب الجدیدة،1968م
  20. أحمد،عبدالفتاح محمّد،المنهج الأسطوري فی تفسیرالشعر جاهلي،لاتا
  21. النابغة الذبیاني،الدیوان،تحقيق كرم البستاني،بيروت،لاتا
  22. عبدالرحمن،نصرت،الصورة الفنیة فی الشعر الجاهلي فی ضوء النقد الحدیث،لاتا
  23. الجاحظ، عمر بن بحر،الحیوان،الجزءالثاني، مكتبة البابي الحلبي بمصر،1938م
  24. دیوان الهذلیین،الجزءالاول،،لاتا
  25. الزوزني،شرح الملعقات السبع،بیروت،مکتبة المعارف،1988م
  26. عوض،ریتا،بنیة القصیدة الجاهلیة،الصورة الشعریة لدی امرؤالقیس، بیروت، دارالأدب،1998م
12

حواشي

[1الرافعي، 2000، ج3، ص17-16
[2القيرواني، 1995، ج1، ص
[3إمرؤالقيس،الديوان، 1958، ص170
[4نفس المصدر، ص139
[5نفس المصدر، ص56
[6ابن قتيبه،1995 ، ص38
[7الأصمعي،1993 ، ص60
[8ابن قتيبه،1995 ، ص28
[9اوس بن حجر، الديوان، 1967، ص15
[10الأعشى، الديوان،1960، ص150
[11عبيد بن ألابرص ألأسدي ، الديوان،1957، ص76
[12بشر بن أبي حازم ألأسدي ، الديوان،1960، ص47
[13إمرؤالقيس،الديوان، 1958، ص30
[14ابن قتيبه،1995 ، ص64
[15إمرؤالقيس،الديوان، 1958، ص49
[16ألمفضل الضبي، 1964، ص192
[17الخنساء،الديوان، 1968، ص49
[18الأعشى، الديوان،1960، ص27
[19إمرؤالقيس،الديوان، 1958، ص141
[20نفس المصدر، ص298
[21قيس بن الحطيم، الديوان،1962، ص60
[22السقا، مصطفى،1948، ص184
[23علي، جواد، 1983، ج1، ص518
[24نفس المصدر ،ج1، ص518
[25خنسه، وفيق،مجلة المعرفة 1994م، عدد64، ص89
[26طرفة بن العبد، الديوان،1980، ص34
[27ألمفضل الضبي، 1964، ص49
[28الحادرة، الديوان،1980، ص62-66
[29ألمفضل الضبي، 1964، ص129
[30إمرؤالقيس،الديوان، 1958، ص51
[31نفس المصدر ، ص147
[32نفس المصدر ، ص55
[33ألمفضل الضبي، 1964، ص52
[34نفس المصدر ، ص256
[35الطفيل الغنوي،الديوان، 1968، ص43
[36ألمفضل الضبي، 1964، ص33
[37نفس المصدر ، ص39
[38نفس المصدر ، ص97
[39انظر:لبید بن ربیعة،الدیوان ،ص51
[40احمد ،عبدالفتاح محمد ،لاتا ، ص150
[41النابغة الذبياني، الديوان، لاتا ، ص51
[42عبدالرحمن، نصرت ،لاتا ، ص138
[43الأعشى، الديوان،1960، ص17
[44الجاحظ،عمروبن بحر،1938م، ج2، ص242
[45ديوان الهذليين،لاتا، ج1، ص10
[46عبدالرحمن، نصرت ،لاتا ، ص72
[47إمرؤالقيس،الديوان، 1958، ص75
[48نفس المصدر ، ص126
[49نفس المصدر ، ص61
[50ألزوزني، 1988، ص56
[51القرآن الكريم ،سورة الإسراء، آية107
[52عوض ،ريتا،1998م،ص228
[53الحادرة، الديوان،1980، ص47
[54عوض ،ريتا،1998م،ص228
[55نفس المصدر ، ص228

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق