لم تكد تمر الأيام الأولى لشهر رمضان الكريم حتى سجلت مصالح الأمن عدة جرائم قتل بشعة أغلبها حدث بين الأقارب، بالإضافة إلى حوادث مرور مميتة ومريعة، جعلت نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك، تويتر" يصفون هذا الأسبوع بـ"الدامي" ويطلقون حملات لتفعيل عقوبة الإعدام ضد مرتكبي جرائم القتل التي يهتز لها عرش الرحمان، ويطالبون بمعاقبة المتسببين في حصد أرواح الأبرياء في الطرقات يوميا.
وبالموازاة مع الحملة التي أطلقها نشطاء الفايسبوك للحد من الجرائم التي أفقدت شهر الصيام قدسيته، وحولته من شهر عبادة وطلب الرحمة والغفران إلى شهر للمعاناة والنرفزة والعصبية والسلوكيات المشينة، فقد دق المحامي المعتمد لدى المحكمة العليا إبراهيم بهلولي، ناقوس الخطر بخصوص تنامي جرائم القتل البشعة والتي طفت إلى السطح مع الأيام الأولى لشهر رمضان، مشيرا إلى أن الأسباب وراء هذه الجرائم تبقى
نفسها كل سنة، وكثيرا ما تنحصر في الجانب المادي، خاصة بين العائلة الواحدة، وقد تكون بسبب انعدام الوازع الديني، وكذا حالات الغضب والعصبية التي يتسم بها الجزائريون في رمضان، ليؤكد أن المشكل يبقى في عدم تطبيق عقوبة الإعدام والقصاص في حق المجرمين، ما جعل ـ حسبه - جرائم القتل في تزياد وتصبح شيئا فشيئا واقعا في المجتمع.
وأكد المحامي بهلولي على أن ترسانة القوانين والتشريعات التي تزخر بها المنظومة القانونية الجزائرية، وحتى تلك التي يجري التحضير لها بالموازاة مع تعديل الدستور، لا تكفي وحدها للحد من هذه الظاهرة وردع المجرمين، لافتا إلى أن الحديث عن تطبيق الإعدام وتفعيله في هذا الظرف صعب جدا، خاصة أن الجزائر تعيش بين نارين، من جهة مطالبة المجتمع المدني والحقوقيين بتفعيل عقوبة الإعدام والقصاص في حق مرتكبي الجرائم البشعة والتي انتشرت بشكل رهيب في السنوات الأخيرة، ومن جهة أخرى مصادقة الجزائر على الاتفاقيات التي تجرم تنفيذ حكم الإعدام والتزامها بها، ليضيف المحامي بأن كرامة الإنسان والحفاظ على حريته ليست فقط للقاتل، متسائلا عن حق المقتول وأفراد عائلته الذي ضاع -حسبه- بغياب القصاص.
من جهته، اعتبر الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة جلول حجيمي بأن القصاص وتطبيق حكم الإعدام ضد المجرمين هو الحل للحد من هذه الجرائم، متأسفا لارتباط شهر رمضان بالنرفزة وجرائم القتل في وقت هو الشهر الخاص بالعبادة ومحو الذنوب، ليؤكد على أن اغلب الجرائم التي تحصل بين الأقارب أساسها المشاحنات والأحقاد الدفينة، وما الصيام إلا سبب ثانوي فيها، وأضاف حجيمي بأن المخدرات والتدخين وما يسببه نقصها في جسم الصائم، هي سبب رئيس في عديد حالات القتل وكذا المشاجرات، مطالبا بتوفير مراكز نفسية واجتماعية وصحية لعلاج المدمنين، وتجنيد خطب الجمعة للتوعية والنهي عن ارتكاب الجرائم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق