صيام وقيام على صفحات الفايس بوك!
في الوقت الذي يغتنم فيه الكثير من الناس حلول شهر رمضان للتعبّد وقراءة القرآن وطرق كل أبواب الخير من أجل مضاعفة الأجر، هناك في الطرف الآخر تجد شباب وفتيات يقضون أيام صومهم في القبوع لساعات طويلة في المكالمات الهاتفية أو تصفح شبكات التواصل الاجتماعي بكل أنواعها ليلا ونهارا، من أجل قتل الوقت على حد تعبير الكثير منهم.
يقطعون اتصالهم بربهم ويبقون متصلين بعشاقهم
تجد الكثير منهم شباب وفتيات على حد سواء، يقضون ساعات طويلة متصلين بالمخلوق أكثر من اتصالهم بخالقهم في هذه الأيام المباركة، وكأن السنة بأكملها لا تكفيهم للتعبير عن مكنوناتهم وحواسهم تجاه الطرف الآخر، لذا تجد العديد منهم يبقى متصلا ويتمتم في هاتفه النقال في كل الأماكن، أكثر من تسبيحه في هذا الأيام، والعذر هو لقتل الوقت حتى يحين الإفطار، ثم يأتي الشوط الثاني من هذه المكالمات بعد ملئ البطون، ولا تنتهي هذه الاتصالات إلا عند إعلان السحور والافتراق على أمل اللقاء في اليوم الموالي بعد نوم طويل، والغريب أنه في هذا الشهر الكريم نجد أن كل متعاملون الهاتف النقال، يوفرون خدمة مجانية للاتصال تصل إلى حد البقاء لساعات طويلة في الاتصال، مقابل ثمن زهيد، وهو ما يغتنمه الكثير من الشباب، فهي فرصة لا تعوض حتى ولو كانت على حساب صومهم، يحدث هذا في كل مرة في هذا الشهر الكريم، ويقضي العديد منا يومهم في الحديث الذي لا يغني ولا يسمن من جوع، ويترك خير الذكر والاستغفار وقراءة القرآن.
يهجرون صفحات القرآن من أجل تصفح شبكات التواصل بكل أنواعها
لا يحلو للكثير منا التواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعي بكل أنواعها إلا في هذا الشهر الكريم، فتراهم يتصفحونها في كل الأوقات من دون كلل ولا ملل لأوقات طويلة ليلا ونهارا، ينقبون وينشرون كل ما يقع أمامهم من صور وغيرها، لا يسأمون الكلام بها والتواصل مع الكثير من أصدقائهم الذين يزيد عددهم في هذه الأيام من جراء التواصل المستمر من دون انقطاع في هذه الشبكات بكل أنواعها، على رغم من أن كل قصصهم وحكاياتهم لا تخرج من دائرة واحدة وهي يومياتهم في هذا الشهر وحكاية السهر والسمر وقصص أخرى أغلبها تافهة من دون هدف من ورائها، ماعدا مضيعة الوقت وترك المفيد من الأعمال، تاركين وراءهم في هذه الأيام المباركة تصفح الكتاب الكريم والتمعن فيه، التسبيح والذكر والصلاة المفروضة وكذا النافلة، وهي من خير الأعمال من أجل مضاعفة الأجر فيها، لأنها وعلى رغم من كل الظروف سواء التعب أم الإرهاق وغيرها التي يمر بها الإنسان، فإنها في الأخير تمر بسرعة حتى لا يصدق الواحد منا أنه صام في هذا الجو ويحدث هذا كل سنة.
الإدمان حتى في شهر الصيام
لقد أصبحت وسائل التكنولوجيا الحديثة إدمانا عند الكثير منا، بل تحولت اليوم بمثابة أكسجين يتنفسه العديد من الأشخاص، يصل الحال بالكثير منهم إلى ترك واجباته اليومية، والقبوع أمام هذه الشاشات أو التحدث في الهاتف لساعات طويلة وباستمرار، ولا يوقفهم عليها حتى دخول الشهر الكريم، الذي يوجب علينا ترك كل الأعمال الدنيوية والتوجه إلى أعمال الخير، خاصة في هذا الشهر الذي يضاعف فيه الأجر سواء عند القيام بالفرائض أم النوافل، كما تجب الهجرة من هذه الوسائل التي لا تمكن الفرد من الوصول إلى الهدف المنشود من هذه الشعيرة، التي أصبحت عند العديد منا مجرد الامتناع عن الأكل والشرب فقط، أما غيرها فلا، حتى ولو كان هذا يتعارض مع أسس الصوم الصحيح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق