ازدادت حالة الأساتذة المتعاقدين المرابطين بمدينة بودواو التابعة لولاية بومرداس، وعلى بعد كيلومترات من العاصمة، سوءا، خاصة في ظل الأمطار الغزيرة التي تهاطلت عليهم صبيحة أمس، ما عرّض البعض منهم إلى حالات الأنفلونزا في ظل ضعف المناعة التي أصابت أجسادهم التي بدأت تتأثر بفعل الجوع والبرد والمبيت في الشارع، وهو ما أدى إلى نقل 6 منهم إلى المستشفى من قبل الحماية المدنية.
دق المتتبعون لاحتجاج الأساتذة المتعاقدين الذين استمرت حركتهم الاحتجاجية منذ أسابيع، ناقوس الخطر، وذلك بسبب تردي الحالة الصحية للمحتجين، الذين نقل البعض منهم إلى العيادات الطبية وتسجيل حالات إغماء وسطهم، وما يثير المخاوف برودة الطقس التي شهدتها بودواو أمس، ما يدفع إلى التخوف على حالتهم الصحية، ووصول البعض لما لا تحمد عقباه في ظل الجوع الذي بدأ يؤثر على الجهاز المناعي لأجسادهم.
..هي حالة الأساتذة الذين وقفت مسيرتهم على مشارف العاصمة، حيث أمضوا ليلة الاثنين إلى الثلاثاء مفترشين الأرصفة وسط التراب والغبار والفئران التي استأنست بوجود بشر ينامون على الأرض، والتحفوا بأغطية جاد بها سكان بودواو عليهم، فيما فتح صاحب محل حلاقة بابه لهؤلاء لقضاء حاجتهم البيولوجية بمرحاض محله.
ومع بداية تساقط الأمطار صبيحة أمس، اشترك العشرات من الشبان لشراء أمتار من البلاستيك الذي قد يقيهم ولو قليلا من الأمطار والبلل، في وقت ارتدى البعض أكياسا بلاستيكية، لكنها عجزت عن صد البرد الذي صلب أطرافهم، وهو ما دفع البعض لمواصلة الهتاف لعل حناجرهم تدفئ أجسادهم.
ونتيجة لهذه الظروف الصعبة التي يعيشها الأساتذة أكدت إحدى الأستاذات لـ"الشروق"، أنهم خرجوا لاسترجاع كرامتهم غير أنهم تلقوا الذل بأبشع صوره، ووصل بهم المطاف للنوم مع الفئران واستعمال مرحاض الحلاق، بينما تم تطويق مكان تواجدهم باستعمال أعمدة حديدية من قبل قوات الأمن التي تتواجد بموقف "مسيرة الكرامة".
وخلال حديث "الشروق" إلى بعض المحتجين، أخبرونا أن عائلاتهم اتصلت بهم تناشدهم الكف عن الإضراب عن الطعام، خاصة إحدى الفتيات التي ترجتها والدتها لتناول ولو حبة حلوة إلا أنها رفضت وأصرت على موقفها، أما العشرات الآخرون وخاصة ممن قدموا من الولايات البعيدة فقد فقدوا الاتصال بذويهم بعدما تلاشت بطاريات هواتفهم وليس بإمكانهم إعادة شحنها.
وبشأن لقاء الوزيرة بممثليهم، أكد محدثونا أنهم فقدوا الثقة في مسابقة التوظيف كونها تنعدم بها الشفافية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق