لتنشيط الحياة الجامعية نواد علمية للتوعية حول الإدماج الإيجابي للطلاب
تبدو الحياة الجامعية عموما صعبة بعض الشيء، خاصة بالنسبة للطلبة الجدد، ولعل هذا ما يجعل الانخراط في الحياة الجامعية من أهم المراحل في حياة الطالب، لذلك يعمل بعض الطلبة النشيطين ضمن نواد علمية، ثقافية ورياضية على تنشيط الحياة الجامعية وتحسيس الطلبة حول الجامعة من جهة، ومخاطر بعض الآفات الاجتماعية، والأهم كيفية الإدماج الإيجابي للطالب في الحياة العامة بعد تخرجه. يواجه الطلاب الكثير من التحديات والصعوبات التي قد تجعلهم خارج نطاق الراحة، خاصة ما تعلق بالاعتماد الذاتي على التحصيل العلمي من بحوث ومحاضرات وغيرها، عكس ما اعتاد عليه في المراحل الدراسية الأخرى، كما أن الحرية التي يجدها الطالب الجامعي ومسؤوليته في التصرف في أوقات الفراغ أو حضور المحاضرات من عدمه جعل بعض الطلبة ممن ينشطون ضمن بعض النوادي سواء العلمية أو الأدبية أو الرياضية يعملون على توجيه الطلاب كافة نحو ملء أوقات الفراغ بالانخراط في الحياة الجامعية بصفة إيجابية، هذا ما يؤكده لـ"المساء" الطالب سعيد فرجي عضو النادي العلمي ‘أوريكا’ لجامعة امحمد بوقرة ببومرداس، الذي قال بأن تحدي استمالة الطلاب نحو الفعالية الإيجابية للطالب الجامعي "مسألة صعبة لكنها ممكنة".
ويشرح المتحدث قوله هذا في كون الغالبية الساحقة للطلاب لا يهتمون بما يدور حولهم من متغيرات سواء الاقتصادية أو الاجتماعية وحتى السياسية، بل يكتفون بالمحاضرات التي تقدم لهم، "وعادة محاضرة واحدة يتم نسخها للجميع، ونحن نريد تغيير هذه النظرة، بحيث يكون الطالب عنصرا فعالا في مجتمعه، لذلك نشرف في النادي على تنظيم ملتقيات وندوات تفاعلية حتى يدرك الطلاب مسؤوليتهم نحو مجتمعهم ويدركون أنهم اليوم طلاب وغدا موظفون وأرباب أسر وعليهم تحمل كل أنواع المسؤولية في ذلك"، يقول الطالب. ومن ضمن التحديات المهمة التي يتحدث عنها الطالب، تحدي إدارة الوقت وأوقات الفراغ بشكل خاص، وهي المشكلة التي يصفها المتحدث بالعامة التي يعاني منها الطلبة، خاصة الجدد منهم، حيث لا يوجد جدول زمني مشابه لما اعتادوا عليه أثناء الدراسة الثانوية، "وعليه نعمل نحن في نادي "أوريكا" على خلق جو من التسلية والمرح بين الفترة والأخرى، يقول سعيد، مضيفا؛ حيث ننظم بين الفترة والأخرى محاضرات بحضور مختصين في علم النفس وعلم الاجتماع حول إدارة الوقت، النجاح الجامعي ومخاطر الآفات الاجتماعية".
في السياق، يقول الطالب أن النادي أشرف مؤخرا على تنظيم أبواب مفتوحة حول الصحة النفسية للشباب، أطلق عليها تسمية ‘أس أ أس شباب في شدة’، الهدف منها تقريب المسافة بين الطلبة والمختصين النفسيين والاجتماعيين لطرح انشغالاتهم واستفساراتهم حول مسألة التوتر والقلق وكيفية تجاوزه، خاصة في أيام الامتحانات. كما نظم النادي بكلية العلوم تظاهرة أخرى أطلق عليها "مستشفى في الهواء الطلق"، شارك فيها أطباء عامون ومختصون، هدفها التحسيس حول أمراض العصر مثل السكري وارتفاع الضغط وسرطان الثدي، مع كشف مبكر عن تلك الأمراض، إضافة إلى التحسيس حول خطر الآفات الاجتماعية بحضور مختصين كذلك، منه التحسيس بآفة التدخين والمخدرات وكذا العنف. ويشير المتحدث إلى أن نادي ‘أوريكا’ لم يتوقف عند هذه التظاهرات فقط، وإنما يسعى دائما إلى تنظيم تظاهرات تفيد الطلبة في حياتهم العلمية والاجتماعية، ومن ذلك تنظيمه لمحاضرة ألقاها الخبير في علم الاجتماع، الأستاذ سليمان نظهر وكان محورها ‘التغيرات الاجتماعية في مجتمعنا’، حيث أعقبت المحاضرة ورشة مفتوحة تفاعل خلالها الطلبة، "وهذا ما نسعى دائما إليه، بمعنى أن يبقى الطالب على اطلاع بالمتغيرات التي تدور حوله وأن يتفاعل معها حتى لا يبق منشغلا بالمحاضرات والاختبارات فقط"، يقول سعيد فرجي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق