انطلق، أمس من ولاية بجاية، زحف المئات من الأساتذة المتعاقدين والمستخلفين، الممثلين لأزيد من 18 ولاية باتجاه الجزائر العاصمة، في "مسيرة الكرامة" والتي قرر فيها الأساتذة قطع مسافة 240 كلم في ظرف 7 أيام كاملة، للتأكيد على حقهم في الإدماج، دون قيد أو شرط، والتنديد بالاعتداءات التي طالتهم مؤخرا بالعاصمة.
وقد شرعت منذ الساعات الأولى من صبيحة أمس، الوفود المشاركة في "مسيرة الكرامة"، القادمة من مختلف ولايات الوطن، في الالتحاق بمقر المحطة البرية عند مدخل المدينة، حيث كانت البداية بالوفد القادم من ولاية وهران، الذي وصل المدينة في حدود السادسة صباحا، لتليها الوفود الأخرى تباعا، حيث أعطيت لكل أستاذين من الولاية، مهمة استقبال وفد واحد، والتوجه به إلى مقر مديرية التربية.
وفي حدود الحادية عشرة صباحا، وبعد تأكد المنسق الولائي للأساتذة، من وصول كل الوفود، ردد الأساتذة الذين ارتدى أغلبهم مآزر بيضاء، نشيد "قسما" للرد حسبهم، على ما سموه التجاهل المطبق من قبل السلطات المختصة، وإيذانا بانطلاق المسيرة، التي تقدمتها أستاذة اللغة الفرنسية حجال فلة، القادمة من ولاية بومرداس وهي على كرسي متحرك، والتي أوضحت أن الاعتداء الذي تعرضت له الأسبوع المنصرم، بالعاصمة كلفها عطلة مرضية لمدة 30 يوما، وأقعدها على كرسي متحرك، ولن يمنعها من المشاركة في المسيرة لانتزاع حقها في الإدماج دون قيد أو شرط.
المسيرة التي انطلقت في شكل مربعات منفصلة، ووسط تنظيم محكم، من وشارع الحرية، وعبرت حي "طوبال" مروروا بثانوية، طريق سطيف للوصول إلى مفترق 4 طرقات، قبل الالتحاق بالطريق الوطني رقم 12، عرفت رفع العديد من الشعارات من قبل الأساتذة المتعاقدين المنتقدين لسياسة وزيرة التربية التي ورفضت ـ حسبهم ـ حتى استقبالهم على غرار "رانا جايين، ولا خضوع لا رجوع الإدماج حق مشروع"، "يا للعار يا للعار وزارة بلا قرار"، "الأستاذ طاح شأنه في وزارة بن غبريط".
كما ناشد الأساتذة المحتجون، رئيس الجمهورية والوزير الأول للتدخل وإيجاد صيغة تنفيذية تسمح بإدماج الأساتذة وتعيد لهم كرامتهم على غرار "يا رئيس الجمهورية بن غبريط لعبت بينا"، "يا سلال يا سلال المتعاقد في إذلال".. وأوضح المنسق الولائي للأساتذة المتعاقدين ببجاية بشير سعدي، أن المسيرة ستدوم من 6 إلى 7 أيام قبل الوصول إلى الجزائر العاصمة، حيث سيتوقف المشاركون بكل دائرة يصلونها لأخذ قسط من الراحة قبل المواصلة، مضيفا أنه وفي حال عدم الاستجابة لمطالبهم، سيتم الدخول في إضراب عن الطعام، لغاية انتزاع حق الإدماج.
وفي سياق متصل، ندد المشاركون في المسيرة، بالاعتداءات التي طالتهم بالجزائر العاصمة، مرددين "نحن لسنا مشاغبين نحن أساتذة مثقفين"، "أين هي الديمقراطية والبوليسي يضرب فيا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق