السبت، 26 مارس 2016

المدير الفرعي السابق بالقطاع حمزة بلحاج لـ"الشروق": "بن غبريط هي أخطر وزيرة على التربية في الجزائر"!


حذّر المدير الفرعي السابق، المكلف بالتعاون والعلاقات الدولية بوزارة التربية الوطنية، حمزة بلحاج، من واقع قطاع التربية منذ مجيء الوزيرة نورية بن غبريط، والذي وصفه "بالسير نحو الأسوأ"، وأوضح في مقابلة مع "الشروق"، أن انتقاده لواقع التربية الحالي، سببه الفترة الحساسة والمبهمة التي يمر بها القطاع مؤخرا"، و"ليس مؤامرة على القطاع كما يُفسّرها البعض"، مؤكدا "أن انتقاده ليس موجها ولا هو إساءة شخصية للوزيرة نورية بن غبريط"، ولكن "الشأن التربوي شأن عام لا يخص فردا أو وزيرا، بل يخصّ الشعب الجزائري أجمع، فأنا لا أبوح بأسرار أو أفشي سرّا مهنيّا، ولكن منصبي يملي علي التحدث عن واقع القطاع"، مثلما قال بلحاج.
وعاود حمزة بلحاج الحديث، عن اتفاقية وزارة التربية الوطنية مع الطرف الفرنسي، أو ما يعرف بـ"دي آل سي"، ما بين 2013 -2017، ضمن برنامج تعاون مع فرنسا في قطاعات عديدة، وحسبه فإنّ "البرنامج يضم فقرة صغيرة متعلقة بقطاع التربية، جعلتها الوزيرة برنامجا وطنيا، بهدف تحضير الإطارات التربوية، للانسجام مع الإصلاحات والمناهج الجديدة، ومع طريقة تدريس اللغة الفرنسية، عن طريق تعليمية اللغة-الثقافة"، أي تعلم اللغة الفرنسية بالثقافة الفرنسية، عن طريق القيم المدنية الفرنسية، وقال المتحدث، إن الوزارة أبرمت اتفاقيات مع دول أجنبية أخرى، مثل أمريكا وإنجلترا، لكنها ظلت في الأدراج، وحسبه "بعد تجاهلها لسنوات، تريد الوزيرة تفعيلها الآن بسبب الضجة التي أثيرت حول الخبراء الفرنسيين". 
وخلص بلحاج، إلى نتيجة مفادها "أن إصلاحات الوزيرة بن غبريط، هدفها الرئيس التدرج في إعطاء مكانة مركزية للتدريس باللغة الفرنسية ومحاصرة العربية"، رغم أن المدرسة الفرنسية في حد ذاتها تعاني، حسب قوله. 
 وأكد ضيف "الشروق"، أن هامش المبادرة محدود جدا الآن في وزارة التربية، خاصة في مجال الإصلاحات، متسائلا إن كانت تتوفر شروطها الثلاثة، وهي الإصلاح والاحترافية والحوكمة، حيث وصفها بالغامضة في وزارة التربية، بل قال عنها "تسييرنا البيداغوجي كارثي والمالي أسوأ"، مشدّدا على أن القيم التربوية، لابد أن يناقشها متخصصون وليس نقابات القطاع.
وبخصوص إصلاحات "الجيل الثاني"، تساءل "هل فيها نصيب للقواعد، مادام لم تصاحبها شفافية فهي مريبة، وما هي نوعية النصوص الأدبية الجزائرية، التي قالت بن غبريط إنها ستدخل الكتب الجديدة، وهل شارك الطاقم البيداغوجي في اقتراحها"؟
ورجح المتحدث، سعي الوصاية مستقبلا لفرنسة العلوم التجريبية مثل الرياضيات والفيزياء، وصولا فرنسة التعليم الثانوي، على غرار ما حدث بالمغرب.
واعتبر المتحدث أن الإصلاحات التربوية لن تأتي بنتيجة، من دون الالتفات لأهم مشاكل القطاع، ومنها الاكتظاظ داخل المدارس، مشككا في التقارير الرسمية، التي وصفها بـ"المغلوطة "، إذا كيف يعقل -حسبه - أن تدّعي الوزارة أن نسبة الاكتظاظ في مدارسنا لا تتعدى 15 بالمائة.
وختم حديثه، بالتأكيد على أن مشروع "فرنسة وإصلاح المدرسة الجزائرية بهذا الشكل لن ينجح أبدا"، وبالتالي نحن "نتخبط ونضيع الوقت، وإصلاحات الجيل الثاني سيكون مصيرها مثل إصلاحات بن زاغو"، متسائلا عن "الصمت الغريب للإطارات والخبراء التربويين في الجزائر"، ليختم كلامه متحسّرا "ليتنا نملك شخصا معربا بنفس الإرادة الصلبة للوزيرة نورية بن غبريط، والتي تتحدّى الجميع رغم غياب استراتيجية واضحة بقطاعها".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق