الأربعاء، 11 مايو 2011

أسـرار الكتابة على الشبكة




أسـرار الكتابة على الشبكة

«أسرار الكتابة على الشكبة» بدا هذا الكتاب فخما بمعنى الكلمة، لأنه يعرض لموضوع طالما شعر الناس بأهميته لكنهم لم يقفوا على حقيقة توصيفه وطرائق معالجته، رغم أنهم وعلى نحو يومي يمرون به ويقفزون عنه ولا يلقون إليه بالا، إنما اكتفوا بالشكوى والتذمر فالهروب إلى لغة أجنبية حيث يجدون (الغنى المعلوماتي والتنوع والوضوح وفن الأسلوبية والمباشرة في الطرح).
إن اللغة العربية اليوم أصبحت تحمل الرقم 10 بين اللغات الحية في العالم، ومن أوصلها إلى هذه المرتبة هم من كتبوا ويكتبون على الشبكة أفرادا ومؤسسات ومراكز دراسات أغلبهم متطوعون وبمجهودات فردية. ومن ميزات فرض العربية على العالم، أنه تم تمكينها من أن تستخدم كـ (دومين) نطاق، يكتب بالعربية مثله مثل أي إيميل بالإنجليزية..
إلا أن مهمة النهوض باللغة العربية وتمكينها من اجتياز ضعفها على أكثر من مستوى على الشبكة العالمية، تلك كانت مهمة كتابنا الجديد (المحتوى العربي على الانترنت..) على مستوى التطوير والتجويد، فهنالك فرق واضح بين الكتابة على الورق والكتابة على الشبكة العالمية، علينا التعرف على تقنيته وأسلوبيته ولعبته وأحجيته الذهبية..
وتأتي هذه الأهمية، من كون الفضاء الرقمي (بكل ما يشمله من مواد علمية وثقافية ومعرفية وعملية يومية) قد أضحى، منذ بدء العصر الرقمي، الحوض الرئيس الذي تصبّ فيه معارف وأفكار وإبداعات التراث والحضارة الإنسانية كافة. فمعظم ما يكتبه الإنسان اليوم صار يُحرَّرُ مباشرة في صفحات رقميّة يفوق عددها بما لا يقاس كلّ ما كتبهُ الإنسان على الورق .. إن ما كتبه الإنسان على الورق، منذ فجر التاريخ حتى الآن، يتمّ ترقيمه يوميّاً لِينصهر في هذا الحوض الذي لا حدّ لتوسّعه. لقد تمّ ترقيم أكثر من عشرة ملايين كتاب ورقي في السنوات القليلة الماضية، والذي يمكن اعتباره قَطعاً أهمّ وأعظم ما اخترعه الدماغ البشري حتى اليوم.
إن إشكالية هذا الكتاب تنبع من كون المادة الرقمية، إذا لم تلتزم بقواعد وخصائص محدّدة أثناء تصميمها وإخراجها، تبقى محفوفة بالضياع في هذا المحيط العرمرم الذي يحوي مئات المليارات من المواد الرقمية، والذي يزداد يوماً بعد يوم بأرقامٍ خيالية..
في الختام، إن ضمان الحضور الجيّد للمادة الرقمية في معمعان شبكة المكتبة الرقمية الكونية يتطلّب مواصفات فنية ذكيّة وخصائص تقنية عديدة يعرضها هذا الكتاب بتفصيل جيّدٍ دقيق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق