فضلت جمعية العلماء المسلمين، تخصيص جامعتها الصيفية للسنة الجارية لمناقشة الجدل المثار حول الإصلاحات التربوية أو مايعرف ببرامج الجيل الثاني، وأجمع المتدخلون من دكاترة ووزراء سابقين وأساتذة أنهم ليس ضد الأشخاص في وزارة التربية، بل القرارات المتخذة والتي في أغلبها إرتجالية باسم الإصلاحات والتي تمس جيلا بأكمله.
وقال رئيس جمعية علماء المسلمين عبد القادر قسوم، في كلمته أمس، بجامعة القليعة إن وزارة التربية تتعمد الغموض في القرارات المتخذة، وعدم الشفافية رغم أن القضية تتعلق بشريحة مهمة من المجتمع، مشيرا إلى أن الهدف من انتقاد المنظومة تصحيح الاختلالات، ومعرفة المغزى الحقيقي من إصلاحات الجيل الثاني المثيرة للجدل، وليس استهداف القائمين على القطاع بحد ذاتهم
ولفت قسوم: "نريد جيلا يقوم على ثوابت الأمة ويتحمل مستقبل الأمة ومقاصد جامعتنا الصيفية ليس توجيه الاتهامات بل تحصين عقول الأبناء وكشف الأخطاء".
مضيفا : "إذا كان هدف بن غبريط خدمة المدرسة سنكون معها ونقدم لها يد المساعدة، لكن سنقف ضد كل من يحاول العبث بثوابت الأمةّ، اللغة العربية، الإسلام والتاريخ، أو التلاعب بالحجم الساعي لموادها أو تغيبها على المستوى التعليمي.. وسيكون الميدان هو الحكم، لأن الهدف إضعاف المستوى العلمي وصب للزيت في طاحونة العابثين بالوحدة الوطنية".
وقال قسوم "أن الشعب الجزائري قد يبتلى بسوء معيشته أو الفقر تحت غطاء التقشف لكن لا يقبل المساس بمستواه العلمي تحت أي مصوغ كان".
قبل أن يضيف أن العيب ليس في استنساخ تجارب بعض الدول المتقدمة لكن كالدول الاسكندفانية واليابان وليس تلك التي تشاركنا في التخلف".
من جهته ذكر عمار طالبي، نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين أن المنظومة التربوية تعاني بسبب غياب مؤسسات تكوين الأساتذة، وتدني مستوى المفتشين، الذين لا يرقون إلى مستوى التفتيش، بالإضافة إلى الثقافة العلمية الغائبة لافتا إلى أنه كان يتعين على وزارة التربية إيلاء أهمية للعلوم بدل إثارة الجدل حول الإصلاحات.
وتساءل عمار طالبي، عن دور المجلس الأعلى للغة العربية الذي تخلى عن مهمته، مشيرا إلى أن الجمعية ستدافع عن اللغة العربية إلى أخر رمق كما فعل ابن باديس".
وتابع "نحن لا نعادي أحدا وما يهمنا منظومة مستقيمة وليس السقوط في جدل الحجم الساعي للمواد وتقليص أيام الامتحانات الرسمية".
من جهته عاد الدكتور علي فوضيل، للحديث عن جدوى إسقاط بعض المواد أو الإبقاء عليها في وقت تعتبر فيه الاختلالات أكبر من ذلك. موضحا أن المنظومة التربوية تعرف أسوأ عهد لها، إذ لا توجد خطة واضحة بل قرارات ارتجالية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق