وعن هذه المسألة، أكد لنا اختصاصي الطب النفسي، رشيد بوفنارة، أن ما يمارسه الآباء مع أبنائهم من ضغط خلال الفترة التي تسبق الامتحانات كفيل بأن يجعل النتائج معاكسة تماما لما يرجوه هؤلاء الآباء بل وخطيرة في بعض الأحيان، مشيرا إلى حالات مرضية غريبة حدثت غداة الامتحانات أو أثناءها ووقف عليها كمختص في علم النفس الإكلينيكي، ومن بينها حالة الشاب الذي تعرض للبكم خلال امتحان شهادة البكالوريا منذ سنتين، ليعرضه والداه على كثيرين من ممارسي الرقية الشرعية ظنا منهم أن ما أصابه مسّ من الشيطان لكن دون فائدة، ليقتنعوا بعدها بضرورة المتابعة النفسية التي دامت جلسات عديدة، تمكن بعدها الطالب من أن يسترجع النطق، وهي الحالة التي فسرها بوفنارة برغبة أم الطالب بأن يحصل على امتياز في البكالوريا ليكون طبيبا، رغم عدم قدرته الفكرية على ذلك، ما جعله يبلور ذلك الفشل في رفض نفسي للنطق، مؤكدا على ضرورة أن يحترم الآباء رغبة الابن في التوجه نحو تخصص دون الذي يرغبون هم فيه والذي قد لا تسمح قدرات الطالب الفكرية ببلوغه، حيث يكون طموحهم أقوى من تلك القدرات، ما يفرض على الطالب ضغوطا للوصول إلى المرتبة المرجوة، ليكون الفشل والإحباط الذي يليه هو النتيجة الحتمية.
من جهة أخرى، يحذر الأطباء وعلماء النفس جميع الطلبة من اللجوء إلى تناول المنشطات للتخلص من الضغط النفسي، وذلك لما لها من آثار سلبية على المخ والجهاز الهضمي، حيث أكدت نتائج الطب في هذا المجال أن هذه المنشطات تلعب دورا كبيرا في تحسين قدرة الطالب على التركيز كونها تطرد النعاس وترفع نسبة الانتباه، إلا أنها لا تحسن القدرة على الاستيعاب وحين ينتهي مفعولها يصاب متعاطيها بحالة انهيار.
تقترن عادة بمواعيد قرب امتحانات نهاية السنة ضغوط الآباء على أبنائهم قد تكون سببا في أمراض غريبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق