الأحد، 27 مارس 2016

الرياضة المدرسية وأهميتها


تعتبر الرياضة المدرسية المحرك الأساسي لمعرفة مدى التقدم في الميدان الرياضي ولعلها من أهم الدعائم للحركة الرياضية وهذه الرياضة المدرسية تتجه أساسا نحو تلاميذ المدارس والثانويات حيث تعمل على وضع الخطوات الأولى للطفل على الطريق الذي يمكنه من أن يصبح رياضيا في المستقبل بارزا قد يساهم في بناء المنتخبات المدرسية الوطنية وتمثيل بلاده في المحافل الدولية والقارية. 

1- لـمحة وجيزة عن تاريخ التربية البدينة والرياضية: 


يرجع تاريخ التربية البدينة والرياضية إلى قديم العصور،إذ نجد أن التربية اليونانية تزخر بالأراء القديمة المتعلقة بشؤون التربية البدنية والرياضية، وقد اعتنت أثينا بالألعاب الرياضية حيث يرى أرسطو طاليس 384 ق.م أن تبدأ العناية بالطفل من قبل ولادته كما يرى ضرورة وضع قانون الأزواج يبين من يجوز لهم الزواج أو عدمه ،كما يرى أن الأعمال الرياضية يجب أن تكون غايتها ضبط النفس وكبح جماح الشهوات وتحميل صورة الجسم وتكريس العادات الفاضلة لا مجرد القوة الجسمانية التي يتباهى بها المغرمون بالألعاب البدنية ،كذلك يجب أن تدرج هذه الأعمال حسب صعوبتها، وإن تبدي الأعمال العنيفة إلا بعد سن المراهقة بثلاث سنوات على الأقل إلا أنه وبعد العهد اليوناني تضاءلت العناية بالألعاب لرياضية شيئا فشيئا إلى غاية حلول القرن الثامن عشر وظهور بطل الحرية(جون جاك روسو 1712-1778 م) الذي نادى بالرجوع على الطبيعة ،وبفصل الطفل عن والديه وإبعاده على المدارس وتركه بين يدي مدرب ذكي يدخل في قلبه حب الطبيعة وجمالها وكتب في كتابه عن كيفية تربية الطفل منذ ولادته حتى سن الخامسة ،وجاء أيضا في هذا الكتاب الحث على العناية بالألعاب الرياضية والتمارين البدنية فقد ذكر بأن حجة البدن هي سلامة للعقل وكمال الخلق وأن صاحب الجسم السليم والقوي هو الشخص المطيع ،القوي الطبع وقد نادى بعض المربين بعد (روسو) بضرورة التربية الرياضية ونذكر منهم : 

* دجون جاك رورس 1759-1839 م والذي ألف كتابا يحمل عنوان ((التمرينات البدنية للأدلاء الصغار)) حيث يعتبر البعض مؤسس التمارين المدرسية. 

وفي النصف الأول من القرن العشرين عمت التربية البدنية والرياضية جميع أنحاء العالم تقريبا فانتشرت في الولايات المتحدة الأمريكية انتشارا واسعا . 

حيث أنه يوجد هناك ما يقارب 100 معهد بين جامعة وكلية ويستطيع الطالب الحصول على درجة المدرس في مادة التربية البدنية عدا ذلك فإنه يوجد ما يقارب 24 جامعة يستطيع الطالب فيها القيام بالدراسات العليا وقد ظهر في هذه الجامعات العديد من رجال التربية البدنية: (كيورتون T.cuneton )(كوزينF.cozens)(بوكلتي K.Bookwalter)(ميشال E.Michell) وغيرهم.

2-مفهوم الرياضية المدرسية في الجزائر : 
إن الرياضة الدولية في الجزائر هي إحدى الركائز التي يرتكز عليها من أجل تحقيق أهداف تربوية وهي عبارة عن أنشطة مختلفة ومنظمة وفي شكل منافسات فردية او جماعية وعلى كل المستويات وتسهر في تنظيمها وإنجاحها(الإتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية) مع عدم نسيان ان هناك تنسيق مع الرابطات الولائية للرياضة المدرسية في القطاع المدرسي ومن أجل تغطية بعض النقائص ظهرت هناك (الجمعيات الخاصة بالرياضية المدرسية في المؤسسات التربوية)وهذا للحرص والمراقبة على النشاطات وإعادة الإعتبار للرياضة المدرسية. 

إن للرياضة المدرسية مكانة هامة وبعد تربوي معترف به وتسعى على ذلك كل من وزارتي التربية الوطنية والشبيبة والرياضة إلى ترقية كل المستويات وإلى تسخير كل الظروف والوسائل اللازمة لتوسيع الممارسة الرياضية في أوساط التلاميذ. 

إن هذه العملية يمكنها المساهمة بقسط وافر في تحقيق هذه الغاية وهذا المطلوب من كل المسؤولين المعنيين في إتخاذ الإجراءات اللازمة التي من أجلها يمكن تجسيد الأهداف المتوخاة من هذه العملية المشتركة مبدئيا ومما أعطى نفسا جديدا لممارسة الرياضة في الأوساط المدرسية وهو ما قررته وزارة التربية الوطنية في مقالها حول إجبارية ممارسة الرياضة المدرسية حسب التعليمة رقم 95-09 بتاريخ 25/02/1995 ومن خلال المادتين 6.5 وهو ما أكدته وزارة التربية في جريدة الخبر تحت عنوان(إجبارية ممارسة الرياضة المدرسية) وقررت الوزارة السابقة جعل ممارسة التربية البدنية والرياضية إلزامية وإجبارية لكل تلميذ مع إعفاء أولئك الذين يعانون من مشاكل صعبة أو أخرى تعيق ممارستهم للنشاط الرياضي وجاء هذا القرار بعد توقيع إتفاقية مشتركة بين كل من وزارتي الشباب والرياضة والتربية الوطنية وبين وزارة الصحة والسكان بشأن ممارسة الرياضة في المدارس كما وجهت الوزارة تعليمة تتضمن كيفية الإعفاء من ممارسة التربية البدنية في الوسط المدرسي. 

ونص القرار السابق ذكره على إستفادة الأطفال الذين لا يستطيعون ممارسة بعض الأنشطة البدنية والرياضية من الإعفاء ،حيث يتم الإعفاء بتسليم طبيب الصحة المدرسية شهادة طبية بعد إجراء فحص طبي للتلاميذ ودراسة ملفهم الصحي المعد من طرف طبيب أخصائي.

3- أهداف الرياضة المدرسية بالجزائر : 

هناك عدة أهداف أساسية لممارسة الرياضة المدرسية بالجزائر منها : 

نمو جسمي نفسي حركي إجتماعي،كما لا يخص ذكر الهدف الاقتصادي وهذا برفع المردود الصحي للطفل والهدف الثقافي الذي يسمح للفرد معرفة ذاته مع تطوير كل من: حب النظام،روح التعاون،روح المسؤولية،تهذيب السلوك،تنمية صفات الشجاعة والطاعة وإتخاذ القرارات الجماعية بالإضافة إلى التوافق الحسي الحركي العصبي والعضلي وبهذا يمكن القول بأن ممارسة التربية البدنية تساهم في إعداد رجل الغد من كل الجوانب فالميزانية المخصصة من طرف الدولة للرياضة المدرسية لا تعتبر فقط استثمار في الجانب المادي كتحقيق النتائج وإن هو استثمار في الجانب المعنوي للفرد وبالتالي لإصلاح الفرد وهو بالضرورة إصلاح للمجتمع. 

4- الأهداف العامة للتربية البدنية والرياضية : 

الأهداف التالية هي الأكثر شيوعا في قوائم الأهداف العامة للتربية الرياضية لبعض المدارس العالمية : 

أ- التنمية العضوية: 
تهتم التربية الرياضية في المقام الأول تنشيط الوظائف الحيوية للإنسان من خلال اكتساب اللياقة البدنية والقدرات الحركية التي تعمل على تكييف أجهزة الإنسان من خلال اكتساب بيولوجيا ورفع مستوى كفايتها الوظيفية لمساعدة الإنسان على القيام بواجباته الحياتية وسرعة الشعور بالتعب أو الإرهاق.

ب- تنمية المهارات الحركية : 

وهي من أهم الأهداف حيث تبدأ برامجها منذ فترة الطفولة لتنشيط الحركة الأساسية وتنمية أنماطها الشائعة والتي تنقسم على : 

- حركات إنتقالية: كالمشي والجري والوثب. 

- حركات غير إنتقالية: كالمشي واللف والميل. 

- حركات معالجة: كالرمي والدفع والركل ومن ثم تنشأ المهارة الحركية على هذه الأنماط فهي مهارة متعلمة - مكتسبة. 

ج- التنمية المعرفية: 

يتصل هذا الهدف بالجانب العقلي والمعرفي وكيف يمكن للتربية الرياضية أن تساهم في تنمية المعرفة والفهم والتحليل والتركيب من خلال الجوانب المعرفية المتضمنة في الأنشطة البدنية والرياضية ،كما يعلم المهارات الحركية يعتمد في مراحلها الأولية على الجوانب المعرفية والإدراكية. 

د- التنمية النفسية الاجتماعية: تستفيد التربية الرياضية من المعطيات الانفعالية والوجدانية المصاحبة لممارسة النشاط البدني في تنمية شخصية الفرد تنمية تتسم بالاتزان والشمول والنضج بهدف التكيف النفسي الاجتماعي للفرد مع مجتمعه وتعتمد أساليب ومتغيرات التنمية الانفعالية في التربية الرياضية على عدة مبادئ منها الفروق الفردية وانتقال أثر التدريب وعلى اعتبار أن القيم النفسية المكتسبة من المشاركة في برامج التربية الرياضية تنعكس أثارها من داخل الملعب إلى خارجه أي إلى المجتمع في شكل سلوكيات مقبولة من هذه القيم النفسية السلوكية تحسين مفهوم اللذات النفسية واللذات الجسمية، الثقة بالنفس، تأكد الذات إشباع الميول والاحتياجات النفسية الاجتماعية تنمية المستويات والطموح والتطلع إلى التفوق والامتياز.

هـ- التنمية الجمالية : 

تتيح الخبرات الجمالية الناتجة عن ممارسة النشاط الرياضي قدرا كبير من المتعة والبهجة كما أنها توفر فرص التذوق الجمالي والأداءات الحركية المتميزة في الأشكال المختلفة للموضوعات الحركية كالرياضة والفنون الشعبية والجهاز والأشكال التقليدية كالنحت والتصوير والموسيقى. 

د- الترويج وأنشطة الفراغ : 

يعد الترويح أحد الأهداف القديمة للتربية الرياضية فعبر التاريخ مارست أغلب الشعوب النشاط البدني من أجل المتعة وتمضية أوقات الفراغ والمشاركة الترويحية من خلال الأنشطة البدنية التي تتيح قدرا كبير من الخبرات والقيم الإجتماعية والنفسية والجمالية التي تثري حياة الفرد. 

5- الأهداف الخاصة للتربية البدنية والرياضية : 
التربية البدنية والرياضية قيم عديدة منها اجتماعية وعقلية لا تتحقق بمجرد اشتراك الأطفال في اللعب بل تتطلب توجيهات خاصة مثل الانتباه التنظيم والعمل الجماعي وهذا لكي تسهل عملية اكتساب الأطفال القدرات البدينة والمهارات الحركية التي يستفيد منها بدنيا وعقليا ويمكن تلخيص أهم العوامل في اكتساب المهارات الحركيةفي: 

- إزالة الطائشة غير مفيدة. 

- إكتساب الدقة بتركيز الإنتباه. 

- المقدرة على معالجة مجموعة من الحروف والكلمات. 

- السرعة والدقة في الأداء. 

ومن بين الأهداف الخاصة للتربية الرياضية ما يلي : 

أ- الأهداف الصحية: 

يركز الأطباء على الأهمية الصحية فالمقدرة الحركية التي يحصل عليها الطفل في صغره تعد من الضروريات الصحية الأساسية لتطوير نموه.


ب- الأهداف التربوية الاجتماعية : 

تكون التوعية عن طريق الشعور والإحساس والإيمان القوي تجنبا لأي إضطرابات لذلك يلزم وضع برنامج في التربية الرياضية تخدم قابليات الطفل وتعمل على تطويرها من الناحية البدنية والنفسية وتنمية المهارات الفنية والحركية وأهم من ذلك تطوير الجهاز العصبي المركزي فبتطويره تنمو عدة قدرات ووظائف منها الإدراك والتصوير والتخيل الإنتباه. 

6- المقارنة بين التربية البدنية والرياضة المدرسية : 

تعتبر الرياضة المدرسية حديثة النشأة في العالم عموما وفي الجزائر خصوصا حيث أنها لم تظهر سوى في أواخر القرن العشرين فهي تختلف عن التربية البدنية من حيث المضمون والأهداف وهذا الاختلاف ليس تعارضا وإنما هو تكامل بين المفهومين. 

يعرف تشارل التربية البدنية أنها ذلك الجزء من التربية الذي يتم عن طريق النشاط المستخدم بواسطة الجهاز الحركي للجسم والذي ينتج عنه اكتساب بعض السلوكات التي تنتمي فيها بعض قدراته. 

ويقول "فوتر فيري" أنها ذلك الجزء الكامل في التربية العامة التي تهدف إلى تقوية الجهاز البدني والجهاز العقلي حيث لو نظرنا من الباب الواسع للتربية أنها تولي عناية كبيرة من أجل المحافظة على صحة الجسم. 

كما يقول "بيو تشر فيري" أن التربية هي ذلك الجزء المتكامل من التربية العامة التي تهدف على تكوين موطن متكامل من الناحية البدنية والعقلية والانفعالية والاجتماعية وذلك عن طريق ممارسة مختلف النشاطات البدنية واختياره لتحقيق غرضه. 

أمام بالنسبة للرياضة المدرسية فلا يوجد هناك تعريف واضح محدد يفسر مدى أهميتها والهدف من ممارستها وهناك تضارب لتعريف هذا الأخير ومنهم من يرى أنها مادة تعليمية أو حصة تدريبية رياضية أو حاجز واق للتلاميذ من الانحراف، ومن أجل التوضيح أكثر من الضروري إدماج الرياضة المدرسية في صف النشاطات الكبرى للتكوين أي أن مصطلح الرياضة المدرسية لا يبقى محصورا في حصة تدريبية في التربية البدنية فتأخذ طابع المنافسة وإثبات الذات والكشف عن المواهب قصد تكوين المستقبل والرفع بمستوى الرياضة الجزائرية إلى أعلى. 


7- مميزات وخصائص التلاميذ خلال المراحل الدراسية: 

خلال المرحلة الدراسية يمكن تمييز ثلاث مراحل: 

7-1- المرحلة الابتدائية (من 06 – 12 سنة): 

حيث تنقسم إلى قسمين: 

أ – الفترة الممتدة (6-9 سنة) ومن مميزات التلميذ في هذه الفترة : 

- سرعة الاستجابة للمهارات العلمية. 

- كثرة الحركة مع انخفاض التركيز وقلة التوافق. 

- ليس هناك هدف محدد للنشاط مع وجود فروق كثيرة بين التلاميذ. 

- نمو الحركات بالإيقاع السريع. 

- الاقتراب من مستوى درجة القوة بين الذكور والإناث. 

- القدرة على آداء الحركات بصورتها المبسطة. 

- يدفع خيال الطفل للحركة ويجعله لا يملها بل يساعد على اختراع ألعاب جديدة. 

- يجب على الطفل أن يلعب في جماعات صغيرة ولو أن أغلب مظاهر نشاطه تتميز بالفردية. 

- يميل الطفل إلى إحترام الكبار ويهمه تقديرهم أكثر من تقدير رفقائه مع أنه يحتاج إلى الشعور بأنه مقبول من الجماعة التي هو فيها. 

- الميل إلى ممارسة بعض ألعاب الكبار مثل كرة القد – كرة السلة. 

- القدرة على التركيز والانتباه لا تزال ضعيفة والطفل لا ستطيع تركيز انتباهه لمدة طويلة. 

ب- الفترة الممتدة (9-12 سنة) ومن مميزات التلميذ في هذه الفترة 

- قيادة البطولة ومحاولة تقليد الأبطال. 

- ازدياد التوافق العضلي. 

- إشتداد المنافسة وقوة روح الجماعة. 

- نشاط الأطفال في هذه الفترة كبيرا وزائد. 

- نمو الاعتماد على النفس والرغبة في الاستقلال كما يزداد الميل إلى المغامرة. 

- تظهر الفروق الفردية بين الأفراد من الجنس الواحد بصورة جلية في الحجم والقدرات والميول والرغبات. 

- من المشاكل التي تواجه الأطفال في هذه الفترة التكيف الاجتماعي والتوفيق بين رغبات وميول وقدرات الطفل مطالب و المجتمع. 

- الأطفال في هذه السن قابلون للإيحاء. 

وفي هذه المرحلة يبدأ الاختلاف بين الذكور والإناث خاصة في سن 12 سنة. 

- يتأثر الأطفال ببعضهم البعض لذلك يجب تكوين جمعيات متجانسة وتنظيم فرق رياضية. 

- في نهاية هذه المرحلة يتبين أن الطفل يستطيع تثبيت الكثير من المهارات الحركية الأساسية كالمشي والوثب والقفز والرمي. 

- ونلاحظ أيضا في نهاية هذه المرحلة أن الطفل يميل إلى تعلم المهارات الحركية ويتحسن لديه التوافق العضلي والعصبي بين اليدين والعينين وكذا الإحساس بالاتزان . 

- على العموم إن المرحلة الابتدائية تعتبر مرحلة بنائية أي أن التمارين المقترحة يجب أن تهدف إلى اكتساب اللياقة البدنية وفي نهاية المرحلة فإن فترة(9-12سنة) تعتبر الفترة التي لا تماثلها مرحلة نسبية أخرى للتخصص الرياضي المبكر وهذا بإقحام الطفل في النشاط الرياضي الذي يكون مناسبا له أكثر. 

7-2- المرحلة المتوسطة (12-15)سنة. 

وتسمى مرحلة المراهقة وهي التي تتأثر فيها حياة الناس بعوامل فيزيولوجية وتختلف مميزات هذه المرحلة باختلاف الأجناس وبيئاتهم كما يتأثر بعوامل كثيرة منها: 

- الوراثة. 

- المناخ وطبيعة الغدد النفسية. 

- ومن مميزات التلاميذ خلال المرحلة مما يلي : 

تصل البنات إلى المراهقة قبل الذكور عادة ،وتتميز هذه المرحلة بتغيرات عقلية وأخرى جسمانية لها أثرها وأهميتها في تربية النشأ فهي تتميز بالنمو السريع غير المنتظم وقلة التوافق العضلي والعصبي ونقل الحركات وعدم إتزانها ويقل كذلك عنصر الرشاقة لدى تلاميذ وتظهر عليهم علامات التعب بسرعة. 

- عدم الدقة في الحركة. 

- الحاجة إلى البحث عن الحركة وكذلك المعرفة. 

- ظهور النضج الجنسي ويقضة العواطف بجعل التلميذ سريع التأثر والانفعال. 

- تجاوز المصالح العائلية والمدرسية والتفتح على الحياة الاجتماعية. 

- البحث عن الحوار مع الكبار وذلك لإبراز نفسه. 

- تكون القدرة على العمل المتزن ضئيلة لأن نمو العظام يغير النظام الميكانيكي للجسم كله.

تعتبر المرحلة المتوسطة أحسن مرحلة فيما يخص الاعتناء باعتدال القامة وتقوية عضلات الجذع خاصة عند ممارسة العدو ولكن ليس لمسافات طويلة، كذلك في الرياضات الجماعية مثل كرة القدم وكرة السلة الطفل يميل إلى العمل من أجل الفريق ويبعد عن الأنانية والفردية وهو ما يسمح بتشكيل فرق في مختلف النشاطات حسب اختصاصات وقدرات التلاميذ وعامل المنافسة هنا أهميته تبقى غير بارزة.

7-3- المرحلة الثانوية(15-18 سنة) وتتميز بما يلي : 
- استعادة تناسق الجسم لدى الذكور والإناث. 

- ازدياد نمو عضلات الجذع والصدر والرجلين بدرجة أكبر من نمو العظام حتى يستعيد التلميذ اتزانه الجسمي. 

- القدرة على اكتساب وتعلم مختلف الحركات وإتقانها وتثبيتها بسرعة كبيرة. 

- يساهم التدريب المنتظم في الدخول إلى المستويات الرياضية العالية. 

- تلعب عمليتا التركيز والإرادة دورا هاما في نجاح التعليم والتدريب وبلوغ درجة التفوق. 

- بإمكان الفتي الوصول إلى مستويات الرياضية في بعض الأنشطة كالسباحة وألعاب القوى والجمباز 

- زيادة الميل لاكتشاف البيئة والمغامرة والتجوال. 

- الحاجة على اللعب والراحة والاسترخاء. 

يمكننا القول عن هذه المرحلة أنها فترة جيدة وحساسة جدا للطفل وذلك من أجل الوصول إلى النتائج العالية أو الأغراض الموجودة ولن يأتي ذلك إلا عن طريق التدريب المنتظم مرورا بالمنافسات التي تعتبر الحافز القوي من أجل الوصول إلى المستويات العالية. 

8- قوانين ممارسة الرياضية المدرسية بالجزائر: 

أ- الممارسة الرياضية في الجزائر (1830-1962): 

كانت الجزائر من الدول المنظمة والمستقلة قبل الإستعمار الفرنسي كما أن قوتها الإقتصادية والعسكرية المعترف بها عالميا إلا أن إنحطاط العالم الإسلامي سهل لاحتلال البلدان العربية من طرف القوات الغربية، فوضعت الجزائر تحت النظام العسكري وأقيمت تجهيزات عسكرية لمراقبة ومحاصرة الأجسام والعقول ،وهل هذا يعني أن المنافسات التقليدية المحلية ستندثر في خضم صدمة الإستيلاب الإقتصادي هذه؟ 

وتمتاز هذه المنافسات التقليدية بطبيعتها المهنية وكذلك بجوهرها المتصل بالمنافسة والعروض ومن هذه المنافسات نذكر: المشي، السباق على الأقدام،سباق الخيل، صيد الصقور،لعبة النوى،وقد تم كسب جل هذه الممارسات في العهد الإستعماري قبل أن يتم تقنيتها بسبب طابعها الحربي إلى غاية 1901 كان حق اللقاء والتجمع مقننا تقنينا صارما فقد كان الجزائري الذي وضع تحت القوانين الاستثنائية النابعة من قانون السكان المحللين معرضا للقمع والمراقبة كما أنه لم يكن تجوز له المطالبة بمرونة في عقد التجمعات حتى سنة 1907 ونستنتج من ذلك أن الحركة الجهوية في الفترة التي سبقت الحرب العالمية(1914-1918) كانت لم تظهر بعد على الوجود بالنسبة للجزائر لأن الممارسات البدنية كانت تتوقف بأكملها على التنظيمات الأوربية للمعمرين. 

وغدات الحرب ظهرت المرارة جلية في أسماء التنظيمات الأولى غير الرسمية حيث أطلق عليها أسماء الثأر،الحرية،الهلال. 

وهكذا ولد نادي هلال سيق الذي يعتبر من أقدم النوادي الرياضية في غرب البلاد ثم تبعه الجمعية الرياضية الإسلامية بوهران 1933 وتبعه بعد ذلك سريع غليزان الذي أنشأ في 1934 وفي الشرق نجد ناديا غريبا في تسميته بلقب بـ (Exba emancipation) وأسس في 1898 م وهو السلف الذي خلف نادي قسنطينة الرياضي الذي ظهر إلى الوجود سنة 1926 م وهو نادي(شباب قسنطينة حاليا).وبعد الحرب العالمية الثانية شاهدنا ظهور النوادي قالمة، تبسة،عين البيضاء،خنشلة،ساء وطان الرمال شلغوم العيد، برج بوعريريج، وإن عميد الجمعيات الرياضية هي طليعة مدينة الجزائر التي أنشأت في سنة 1985.(4) 

ولا ننسى بالذكر فريق شمال إفريقيا 1954 لقد وجه هذا الأخير تحديثا حقيقيا للمنتخب الفرنسي وظهرت كذلك فرق جزائرية لهواة كرة القدم ومن هذه الفرق يوجد فريق جيش التحرير الوطني. 

كما أن القوى الحية للأمة التي كانت تدافع عن ألوان أخرى كانت كثيرة في صفوفها أمثال نجوم الرياضة الجزائر التي صنعت أمجاد الشعب الفرنسي وفخره نذكر منها: 

- عامر براكش وميومون في ألعاب القوى. 

- شريف حامية في الملاكمة. 

- حمدن في السباحة. 

ب- الممارسة الرياضية في الوسط المدرسي بعد الإستقلال(1962-1996). 
كانت الممارسة الرياضية في الوسط المدرسي غداة الاستقلال تكاد تكون شبه منعدمة نظرا للنقص الفادح في الإطارات المتخصصة،وبالمقابل هذا الوضع كان بقايا الإستعمار من حيث المنشآت الرياضية المتواجدة داخل المؤسسات التعليمية مقبولة عموما لأنه حتى المدارس الإبتدائية الموجودة كانت تتمتع بمساحات كافية لتحويلها على ميادين الألعاب الرياضية. 

كان تكوين الإطارات في البداية يجري طبقا للنموذج الإستعجالي المغلق بهدف الإستجابة للحاجيات الآتية للميدان ،ثم تأسست بعد ذلك المراكز الجهوية للتربية البدنية والرياضية والمركز الوطني بالجزائر العاصمة تلبية لبعض متطلبات الممارسة الرياضية مما ساعد على تعزيز الحركة الرياضية الوطنية بإطارات ذات كفاءة عالية ومتخصصة. 

وعلى المستوى التأسيسي كان الفضل للتعليمات الرسمية لعام 1968 في تحديد إطارات الممارسة الرياضية في الوسط المدرسي بالنسبة للمحيط الإجتماعي والسياسي السائد.

من ناحية أخرى فإن تعليم التربية البدينة والرياضية ووجود إطار رياضي مختص على المستوى الابتدائي ساعد كثيرا في تطور المنظومة الوطنية للتربية البدنية والرياضية وسمح لملايين التلاميذ المتمدرسين في هذا المستوى من تحقيق رغبة طبيعية أثرت إيجابيا على تحسين المستوى الدراسي عموما ،والحركة الوطنية الرياضية بصورة اخص فبفضل هذا التواجد للرياضة حيث لعب التنشيط الرياضي(تحت رعاية الإتحادية الجزائرية الرياضية المدرسية والجامعية)حيث الوسائل التي كان يتمتع بها دورا حاسما داخل الحركة الرياضية الوطنية لاسيما منها الممارسة التنافسية حيث نجد أن أغلبية النوادي المدنية نابعة من الوسط المدرسي عندما تتمتع بمؤهلات بدنية وفنية كافية مع الإشارة إلى نوعية التكوين وتوحيده فتكوين الممرنين والمعلمين ثم الأساتذة والمساعدين ثم أساتذة التربية البدنية والرياضية،الذي كان متعدد الإختصاصات في محتواه مع تخصص في التخرج قد ساعد كثيرا في تأخير وتنشيط شريحة المتمدرسين،فالرياضة المدرسية التي شهدت سنوات المجد في الفترة المتراوحة بين السبعينات والثمانينات بدأت تتقهقر إبتداء من ظهور المدرسة الأساسية ليس لحسابات سياسية ولكن لن الرياضة كانت في درجة ثانية على مستوى البرامج والبيانات المدرسية وخاصة في النصوص القانونية المنظمة ثم جاء قانون التربية البدنية والرياضية لعام 1976. 

حيث لم تجلب الرياضة المدرسية سوى الفئات الأربعة بينما نوادي رياضية النخبة توظف بالمليارات وأخيرا كان إدماج مستخدموا التربية البدنية في 1979 عاملا ايجابيا في التكفل المالي والإداري للأساتذة لكنه بالرغم من جهود وزارة التربية لتنمي الرياضة فإن الضغوطات والمشاكل العديدة الأخرى التي واجهت هذه الوزارة لاسيما وضع منظومة تربوية جديدة لم تمنحها الوقت لتولي العناية اللازمة كترقية التربية البدنية والرياضية ويمكن الحجز هنا بقسط كبير على مستوى البنايات المدرسية حيث كانت حصة المنشآت الرياضية ضئيلة على المستوى الوطني بل منعدمة أحيانا وزيادة على انعكاسات الأزمة الإقتصادية تفاقمت الأمور أكثر في مجال الممارسة الرياضية على الخصوص. 

ثم صدور القانون 89/03(مرحلة إعادة بعث الرياضة) الذي جاء في ظرف إقتصادي وسياسي صعب لم يسعفه الوقت لتجسيد هذه الرؤيا الجديدة حول المنظومة الوطنية للتربية البدنية وبعد ذلك صدور قانون 95/09 المتعلق بتوحيد المنظومة الوطنية للتربية البدنية والرياضية وتنظيمها وتطويرها ،الذي جاء في ظروف اقتصادية وسياسية وأمنية اشد وأصعب من سابقتها. 

* قطاع الرياضية المدرسية بالجزائر: 

9- الهيئات التنظيمية لنشاطات الرياضة المدرسية في الجزائر : 

إن الرياضة تحمل مكانة في الحركة الرياضية الوطنية معلم التربية يعتبر كعنصر محرك لأي نشاط رياضي مدرسي المنظمة تحتوي على عدة مصالح، إتحادية وطنية F.A.S.S ثمانية رابطات جهوية للرياضة المدرسية L.R.S.S ثمانية وأربعون رابطة ولائية L.W.S.S وست عشر ألف جمعية ثقافية مدرسية A.C.S التي تغطي مجموع ولايات التراب الوطني. 

د- 9-1- الإتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية (F.A.S.S) 

الاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية F.A.S.S هي متعددة الرياضات ورمزها F.A.S.S ومدتها غير محدودة حسب احكام القرار رقم 95/09.

ومن المهام التي تقوم بها الإتحادية الجزائرية الرياضية المدرسية نذكر : 
- التنمية بكل الوسائل ،ممارسة النشاطات الرياضية في صالح المتمدرسين. 

- السهر على تطبيق التنظيم المتعلق بالمراقبة الطبية الرياضية وحماية صحة التلميذ. 

- إعداد إستعمال مخطط تطوير النشاطات الرياضية،الممارسة في وسط المدرسة. 

- السهر على التربية الأخلاقية للممارسين والإطارات الرياضية. 

- السماح للتلاميذ بالإشتراك في الحياة الرياضية ،ضمان تشجيع بروز مواهب شابة رياضية. 

- تنسيق نشاطها مع عمل الإتحاديات الرياضية الأخرى للتطور المتماسك لمختلف النشاطات في الوسط المدرسي. 

9-2- الجمعية الثقافية الرياضية المدرسية (A.C.S.S) 

هذه السلطة تمثل الخلية الأساسية للحركة الرياضية المدرسية والوطنية، حيث أن تنظيم وتسييرA.C.S.S يخضع إلى مبادئ التسيير الاشتراكي في كل مؤسسة تنشأ إلزاميا جمعية رياضية ثقافية مدرسية ،هذه الجمعية مسيرة من طرف مكتب تنفيذي ومن طرف جمعية عامة، المكتب التنفيذي يرأس من طرف رئيس المؤسسة (مديرية المدرسة)،الناظر أو المراقب العام للجمعية الثقافية الرياضية المدرسية(A.C.S.S) وحسب الأمر رقم 97/376 . 

9-2-1- أهداف الجمعية الثقافية الرياضية المدرسية : 

- تطوير النشاطات الرياضية الثقافية في وسط المؤسسة. 

- تطوير النشاطات الاجتماعية وتشجيع المبادرات وروح الإبداع لدى التلميذ. 

- تشجيع التعاون وروح التضامن. 

- تنظيم معارض ورحلات وتظاهرات رياضية مدرسية. 


9-3- الرابطة الولائية للرياضات المدرسية(L.R.S.S) 

الرابطة الولائية للرياضة المدرسية هي جمعية ولائية هدفها تنظيم وتنسيق الرياضة في وسط الولاية وتتكون الرابطة من جمعية عامة ،مكتب تنفيذي ولجان خاصة الجمعية العامة يرأسها مدير التربية للولاية ووتكون من رؤساء الجمعية الثقافية الرياضية المدرسية ،وممثلي جمعيات أولياء التلاميذ ومن بين أعمال الرابطة الولائية للرياضات المدرسية تنسيق كل نشاطات الجمعيات الثقافية الرياضية المدرسية دراسة وتحضير برامج. 

10- المنافسات الرياضية المدرسية : 

تحتوي الرياضة المدرسية على عدة منافسات سواء كانت جماعية أو فردية وهناك منافسات أو تصفيات تقوم بها الفيدرالية الجزائرية للرياضة المدرسية والتي تسعى من خلالها اختيار أبطال في الفردي أو الفرق وذلك من اجل تنظيم بطولة وطنية مصغرة والتي معظمها تجري في العطل الشتوية والربيعية ثم يليها البطولة ولذلك الرياضية المدرسية كغيرها من الرياضات تنظم منافسات لترقية المواهب الشابة وإعطاءها نفسا جديدا للحركة الرياضية. 

10-1- تعريف المنافسة : 

كلمة المنافسة هي كلمة لاتينية وتعني البحث المتواصل من عدة أشخاص لنفس المنصب ونفس المنفعة وحسب كتاب (روبار الرياضة)الذي يعرف المنافسة بأنها كل شكل لمزاحمة تهدف للبحث عن النصر في مقابلة رياضية،والمنافسة هي(النشاط الذي يحصل داخل إطار مسابقة مثقفة في إطار أو نمط استعدادات معروفة وثابتة بالمقارنة مع الثقة القصوى). 

وحتى علم النفس إهتم بالمنافسة وجاء تعريفها "أنها تفهم كمجابهة للغير وعند المحيط الطبيعي الهدف نصر الأشخاص والجماعات لكن كلمة المزاحمة هي أقرب معنى للمنافسة في ميدان الرياضة لأن هذه الأخيرة تخص مجابهة بين أشخاص من أجل أحسن لمحة ولأحسن مستوى".

10-2- نظريات المنافسة : هناك عدة نظريات للمنافسة منها: 

10-2-1- المنافسة كشرط إيجابي : 
حسب "رد أردمان" المنافسة هي حافز يسمح للشخص بالتطور وحسب"يركس دورين" النخبة هي التي دائما تدفع أو تعقد من حد المنافسة إذن المنافسة هي إحدى الدوافع التي تسمح للشخص أن يصل على نتيجة مشرفة بذلك.

10-2-2- المنافس كمهمة متبادلة: بين الرغبة في تحسين القدرات والرغبة في تقييمها ويعيد"رد الدرمان" قوله النفسائي فيقول أن التصرفات في المنافسة هي نتيجة للراغبين في المنافسة للأشخاص والرغبة في تحسين قدراتهم والرغبة في تقسيمها وبهذا يمكن القول أنه كلما كانت الرغبة في تحسين قدرات كبيرة كلما كانت الرغبة في تقييمها أكبر وكلما كان الشخص في احتياج التقدير والتقييم لقدراته بالمنافسة.

10-2-3- المنافسة كوسيلة للمقارنة : يمكن أن تكون حالة الشخص في المنافسة متعلقة مباشرة بما يحيط به إذن سلوكات ومعاملات الفرد يمكن أن تتغير حسب معاملات رفاقه ،مدربيه،منافسيه،مشجعيه. 

10-3- أهداف المنافسة الرياضية المدرسية :إن المنافسة الرياضية من أهم الوسائل المساعدة على اتزان الغدد نفسيا وإجتماعيا فهي تكسب الجسم الحيوية والرشاقة والقوام مما يتجنب الفرد الممارس لها الكسل والخمول كما تمنحه نموا صحيا جيدا حيث تجعله أقل عرضة للأمراض وهو من أهم أهداف المنافسة الرياضية المدرسية نذكـر: 

10-3-1- هدف النمو الإجتماعي :إن للمنافسات هدف اجتماعي يتمثل في خلق جو التعاون لكل فرد يقوم بدوره عن طريق مساهمته بالتنازل عن بعض الحقوق في سبيل القدوة والمثل من أجل تحقيق هدف اجتماعي يعود بالفائدة من المجتمع فمثلا أن يتنازل اللاعب عن حقه في تسديد ضربة الجزاء أو مخالفة وهذا من أجل تجنب الدخول في خصامات مع أعضاء الفريق وزملاءه وهذا لا يتحقق إلا عن طريق الجماعة والتنافس. 

10-3-2- هدف النمو الخلقي :إن المنافسة الرياضية هي عملية تربوية خلقية وذلك لما يوفره النشاط التنافسي من سلوك أخلاقي وهذا بالنظر إلى حماسة المنافسة ومما يجري بها من اصطدام وهجوم والخوف من الهزيمة وعلى كل هذه المنافسة تهتم بالتهدئة وذلك بتوضيح ما يجب وما لا يجب القيام به في المنافسة وهذا يساعد الفرد على العمل الصالح والثقة في النفس والإخاء والصداقة وروح التعاون وتحمل المسؤولية.

10-3-3- هدف النمو النفسي: 

إن المنافسة الرياضية المدرسية كغيرها من المنافسات الرياضية تحقق اللذة والابتهاج فيتحرر الفرد من كل ما هو مكبوت ويغمره السرور والابتهاج عندما يسيطر على حركته إضافة إلى هذا فهي تهدف إلى إشباع الميول العدوانية والعنف لدى بعض المراهقين عن طريق الألعاب التنافسية العنيفة كالملاكمة فمثلا الملاكم يسدد ضربات للخصم فهو يعبر عن دوافعه المكبوتة بطريقة مقبولة ومفيده بوجه عام،إذ أن التخلص من الاندفاعات غير المناسبة والحركات غير المفيدة هو كبتها في اللاشعور ووضعها في السلوك المقبول إجتماعيا وشخصيا.
10-3-4- هدف النمو العقلي : 

إن المنافسات الرياضية المدرسية تمس كل الجوانب ومنها الجانب العقلي حتى يتحقق التفكير في اكتساب المعارف المختلفة ذات طبيعة المنافسات الرياضية كتاريخ اللعبة التي تمارس وأهميتها وطرق أداءها ،يجب تذكر أن العقل والجسم مرتبطان إذ أنه ليس الغرض من الجسم أن يحمل العقل ولكنه يؤدي إلى استعمال العقل واستخدامه بشكل فعال ومؤثر. 

10-3-5- هدف النمو البدني : 

كما تم ذكره سابقا المنافسة الرياضية المدرسية تمس كل الجوانب ومنها الجانب البدني ومن بين هذه الأهداف نذكر : 

- تقوية الجسم بصفة عامة من عضلات وبنية وقامة ....إلخ. 

- تنمية القدرات البدنية للرياضيين المتنافسين. 

- إكتساب وتحسين دقة وإتقان المهارات الأساسية لكل لاعب. 

- تنمية القدرات الجسمانية الخاصة بنوع النشاط الممارس. 

- الحفاظ على الصحة البدنية.

11- مفهوم وتنظيم المنافسات الرياضية المدرسية في الجزائر : 

إن المنافسات الرياضية المدرسية وكغيرها من المنافسات الرياضية الأخرى تمر عبر مراحل من التصفيات بين الأقسام الولائية الجهوية ثم الوطنية واخيرا الدولية وفي كل مستوى هناك هيئات تعمل لهذه المنافسات وتنقسم هذه الأخيرة إلى نوعين فردية وجماعية ولكلا الجنسين وفي كل الأصناف.

11-1- الفرق الرياضية المدرسية : 

الغرض من إنشاء وإعداد الفرق الرياضية المدرسية : 

إن كل مؤسسة تربوية يجب عليها إنشاء جمعية رياضية تتكفل بإعداد الطلاب الرياضيين وكذلك الفرق لكل المنافسات مع المؤسسات التربوية الأخرى، وقد أقرت النصوص على إجبارية إنشاء الجمعيات الرياضية في المؤسسات التربوية، حيث نصت المادة05 على أنه يتم إنشاء الجمعية الثقافية والرياضية المدرسية بالضرورة على مستوى كل مؤسسة تعليمية في قطاع التربية الوطنية.

وسيكون الانضمام إلى الاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية على النحو التالي: 

- تكون الجمعية المنشأة على مستوى الثانوية ملف اعتماد وتضعه لدى الرابطة الولائية للرياضة المدرسية حيث يتكون هذا الملف. 

- طلب الانضمام. 

- قائمة اللجان المديرة بأسماء وعناوين ومناصب الأعضاء. 

- ثلاث نسخ من اعتماد الجمعية ومحضر الجمعية العامة. 

و اللجنة المديرة هي المسؤولة أمام الرابطة والاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية. 

- الرابطة الولائية للرياضة المدرسية ترد على انضمام أي جمعية في 15 يوم التي تلي والاتحادية تحدد كل موسم مصاريف الانضمام ،البطاقات،التأمينات وتصب كل هذه النفقات إلى الرابطة.

11-2- طرق إختيار الفرق المدرسية : 

توكل مهمة اختيار الفرق إلى الجمعية الرياضية على مستوى كل مؤسسة تربوية ومن بين أعضاء هذه الجمعية أساتذة التربية البدنية والرياضية الذين تسند لهم مهمة اختيار الفرق الرياضية وتشكيلها وفي الغالب يقع الاختيار على الطلاب الرياضيين المتفوقين في دروس التربية البدنية والرياضية. 

ويرى الدكتور"قاسم المندلاوي" وآخرون أن طرق إختيار وإنتقاء المواهب التي تكون الفرق الرياضية المدرسية تكون كما يلي : 

يقوم المدرب أو مدير التربية البدنية والرياضية باختيار أعضاء الفريق من طلاب ذوي الاستعدادات الخاصة وكذلك الممتازين منهم وذلك واقع الأنشطة الرياضية المختلفة لدرس التربية البدنية والرياضية والنشاط الداخلي. 

ويتم تنفيذ ما سبق ذكره بالإعلان عن موعد تصفية الراغبين في الإنضمام لكل فريق ثم يقوم بإجراء بعض الإختبارات لقياس مستوى اللاعبين وقدراتهم وينجز لكل طالب إستمارة أحوال شخصية ومستواه ومدى إستعداده ومواظبته وبعد الإنتهاء من إختيار الفرق الرياضية المدرسية وقبل الشروع في العملية التدريبية يجب على كل طالب إحضار رسالة من والي أمره بالموافقة على الإشتراك في الفريق الرياضي المدرسي. 

وبعد هذه الخطوة يتقدم الطالب للكشف الطبي لإثبات حالته الصحية أي إن كان خاليا من إصابات أو أمراض تمنع ممارسته للرياضة،حيث يوقع الطبيب ويختم على ظهر الرخصة لمشاركة الطالب في الفريق المدرسي.


12- التنظيم والإدارة والتسيير للرياضة المدرسية : 

12-1- هناك نوعين من الممارسة على الصعيد التنظيمي: 

أ- المنافسة الترفيهية للجماهير : 

وتجري في شكل لقاءات بين الأقسام داخل المؤسسة نفسها طبقا لبرنامج يحدد من طرف مسيري المؤسسة. 

ب- الممارسة التنافسية الجماهيرية: 

تتم في شكل لقاءات فيما بين المؤسسات ومنتخبات الجمعيات الثقافية والرياضية المدرسية أو في شكل دورات بين المنتخبات الولائية وبالنسبة لهذا النوع الأخير من الممارسة هناك نظام إنتقاء يسمح لأحسن الفرق المشاركة في البطولات الوطنية بعد تأهلها خلال المراحل التصفوية المختلفة التي تتم على مستوى الدائرة الولائية المنطقة والجهة.

12-2- الإدارة والتسيير للرياضة المدرسية : 

يتولى إدارة وتسيير النشاط الرياضي المدرسي والإشراف عليه نوعان من الهياكل : 

أ-هياكل الدعم والتوجيه والمتابعة: 

وتمثل في : 

1- الهياكل الإدارية التابعة لوزارة التربية 

- مديرية الأنشطة الثقافية والرياضية،المديرية الفرعية للنشاط الرياضي والصحة المدرسية،مكتب النشاط الرياضي لمديريات التربية بالولايات،إدارة المؤسسات التعليمية . 

- هياكل التنسيق المشتركة بين وزارتي التربية والشباب والرياضة. 

- لجنة التنسيق الوطنية المشتركة. 

- لجنة التنسيق الولائية المشتركة. 

2- هياكل التنظيم والتسيير: 

وتتمثل في : 

- الاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية. 

- الرابطات الولائية للرياضة المدرسية. 

- الجمعيات الثقافية والرياضية المدرسية. 



12-3- مهام الهياكل : 
أ- مكتب النشاط الرياضي بالوزارة : 
يتكفل مكتب النشاط الرياضي بـ : 

العمل على تنمية النشاط الرياضي المدرسي وتوجيهه من خلال رسم الخطوط الكبرى وتحديد المبادئ الأساسية لوضع المخططات والبرامج الولائية المتمثلة في: 

- تنشيط أكبر عدد ممكن من التلاميذ لأطول فترة ممكنة خلال الموسم الدراسي. 

- تلائم نوع النشاط على خصوصيات الولاية(الرقعة،المسافة بين المؤسسات،المنشآت الرياضية،الإمكانيات المتوفرة). 

- حسن استعمال الموارد البشرية لاسيما إطارات الشبيبة والرياضة المعنيين بقطاع التربية. 

- الحرص على توفر المنشآت الرياضية في كل مؤسسة تعليمية عن طريق. 

- احترام برامج إنجاز المؤسسات الجديدة(تسيلم المؤسسات بجميع المنشآت والمرافق الرياضية المدرجة في مخطط الإنجاز). 

- تنفيذ برامج تهيئة الملاعب داخل المؤسسات عند توفر المساحات الكافية . 

- التدخل لدى الجماعات المحلية ومصالح الشبيبة والرياضية لاستغلال المنشآت التابعة لها تبعا لتوصيات لجنة التنسيق المشتركة. 

- إيجاد مصادر تمويل لنشاط الرياضي المدرسي. 

- مراقبة المداخيل والإيرادات المالية وطرق إنفاقها على مستوى : 

- الرابطات. 

- الجمعيات. 

- السهر على تعيين النصوص القانونية والتنظيمية المتعلقة بتسيير النشاط الرياضي المدرسي وتنظيمه.

- حث مديريات التربية على وضع تنفيذ برامج تكوين معلمي المدارس الابتدائية في مجال النشاط الرياضي. 

- متابعة سير الرياضي المدرسي في مختلف جوانبه وإعداد حصائل وتقديمها للجهات المعنية. 


- ضرورة إجراء الفحوص الطبية لممارسة التربية البدنية وذلك بتنسيق مع الهياكل المسؤولة عن الصحة المدرسية.

ب- مكتب النشاط الثقافي والرياضي بمديرية التربية : 

يكمن الدور الأساسي لهذا المكتب في مساعدة الرابطة الولائية للرياضة المدرسية من أجل تحقيق أهداف هذا النشاط لذلك فهو مطالب بـ : 

- متابعة تنفيذ برامج بناء المؤسسات الجديدة والحرص على وجود المنشآت الرياضية والقيام بالتنسيق مع مصلحة البرمجة والمتابعة بإعداد برنامج ولائي خاص لإنجاز منشآت رياضية وملاعب في المؤسسات التي تفتقر لها وذلك حسب نوع المؤسسة والمساحة المتوفرة. 

- القيام بوضع مخطط لتنمية وتعميم النشاط الرياضي المدرسي على مستوى الولاية طبقا لتوجيهات الوزارة وهذا بالتنسيق مع الرابطة. 

- التدخل لدى الجماعات المحلية والصندوق الولائي لترقية مبادرات الشباب للتدعيم من أجل الحصول على الدعم المالي للرابطات والجمعيات المدرسية. 

- السهر على تنفيذ المنشور المتعلق بنفقات التمدرس ومتابعة صك المبالغ المستحقة للرابطة في الوقت المناسب. 

- وضع برنامج تزويد المؤسسات بالتجهيزات والعتاد الرياضي طبقا للإحتياجات ونوع المنشآت الموجودة بالمؤسسات وهذا بالتنسيق مع مصلحة البرمجة والمتابعة. 

- إعداد الحصائل الخاصة بتغطية النشاط الرياضي وتسييره ومتابعته . 

- التزويد بالنصوص القانونية والمنشورات الخاصة بتسيير النشاط الرياضي وتوزيعها. 

- مراقبة مداخيل الرابطات والجمعيات أيا كان مصدرها وذلك طبقا لقانون الجمعيات. 

- السهر على إلزامية وجود الحجم الساعي الخاص بالنشاط الرياضي في التوقيت الأسبوعي لأساتذة التربية البدنية ومعلمي مدراس الإبتدائية. 

كما يمكن لرئيس المكتب الخاص بالنشاط الرياضي أن يشارك في أشغال المكتب التنفيذي للرابطة.

جـ-مدير المؤسسة التعليمية: 

يقوم مدير المؤسسة بصفته رئيسا للجمعية الثقافية والرياضية المدرسية والمحرك الأساسي لها بالسهر على تطبيق القوانين الأساسية والتعليمات الصادرة عن الوزارة في مجال النشاطات الثقافية والرياضية والعمل على تدعيم هذه النشاطات بالمؤسسة وتجنيد الأساتذة والأعوان لتأطير مختلف الفروع والنوادي والتي تقام في إطار الجمعية ويأمر بكل المصاريف التي يقرها مكتب الجمعية في حدود الصلاحيات المخولة له في هذا الإطار.

د- لجنة التنسيق الوطنية المشتركة: 

وتتمثل أهميتها في : 

- تحديد إستراتيجية مشتركة قصد إعداد المحتويات والمناهج والبرامج المرتبطة بتطوير وترقية الممارسات البدنية والرياضية وبالأنشطة الثقافية والعلمية والترفيهية للشبيبة في الوسط المدرسي. 

- إعداد برامج التكوين والبحث في ميدان الأنشطة الشبابية والرياضية. 

- دراسة وضبط التخصصات والشروط الخاصة بتأخير الأنشطة الشبانية والرياضة في الوسط المدرسي. 

- تحديد المقاييس والإجراءات الخاصة بإنجاز واستعمال المنشآت والتجهيزات والعتاد الضروري لترقية أنشطة الشبيبة والرياضية في الوسط المدرسي.
13- بعض الصعوبات التي تعيق النشاط الرياضي المدرسي: 

إن النشاط الرياضي المدرسي وكغيره من الأنشطة الأخرى هو معرض لبعض المشاكل والصعوبات على عدة أصعدة نذكر منها : 

1- على صعيد الوسائل البشرية : 

حيث يتمثل الأشكال المطروح في نقص التأطير على مستوى المرحلة الابتدائية بسبب حصول المعلمين على أي تكوين في التربية البدنية والنشاط الرياضي المدرسي كما أن محاولة سد هذا النقص باستعمال إطارات الشبيبة والرياضة لم تحقق النمو المطلوب نتيجة لانعدام وسائل العمل بصفة خاصة(المنشآت والتجهيز) وبعض المشاكل الأخرى. 

2- على صعيد الوسائل المادية(الهياكل الأساسية للتجهيز). 

إن المنشآت الموجودة قليلة جدا وغير خاصة في المرحلة الابتدائية، حيث أن المساحات لا تصلح في أغلب الحالات للممارسة الرياضية بل إن استعمالها يشكل خطرا على التلاميذ. 

أما بالنسبة للمنشآت التي هي تابعة للدولة والبلديات فإن استعمالها من طرف الرياضة المدرسية محدود جدا بسبب الصعوبات المختلفة(قلة هذه المنشآت،استعمالها من طرف النوادي الميدانية في الأوقات المخصصة للرياضة المدرسية،مطالبة بعض البلديات بدفع مبالغ مالية مقابل الاستعمال). 

3- على صعيد الموارد المالية : 

إن نقص الموارد المالية هو من أكبر المشاكل التي تواجه النشاط الرياضي بصفة عامة والرياضة المدرسية بصفة خاصة وقد تم التأكيد بشدة في التقارير على ضعف المبالغ المخصصة من طرف الدولة وعدم قدرة الرابطات على مواجهة الارتفاع المتزايد في الأسعار،مواجهة اسعار النقل والإطعام ،مصاريف التنظيم بأنواعها المختلفة ويمكن القول أن الرياضة المدرسية تعاني عجزا كبيرا من الناحية المالية وهذا لأن أغلب مساهمات الدولة تمنح للرياضات الأخرى ولأن الرياضة المدرسية لا يولى لها إهتمام مقارنة مع رياضات أخرى كرة القدم / كرة السلة ... إلخ

4- على صعيد الوسائل القانونية والتنظيمية في مجال التأطير الفني : 

إن المشكل في هذا المجال يكمن في عدم وجود نصوص صريحة تسمح بإدراج حجم ساعي ضمن النصاب الأسبوعي لبعض أساتذة التعليم الأساسي الذين يتولون مهمة تأطير الفرق التابعة لمؤسساتها كما هو الشأن بالنسبة لأساتذة التربية البدينة. 

5- في مجال تأطير التنظيم الإداري والتقني : 

وضعية الموظفين الإداريين والتقنيين الموضوعين تحت تصرف الرابطات وعدم وجود نصوص واضحة تستند إليها كانت أيضا من بين المشاكل التي أكدت عدة رابطات على ضرورة إيجاد حد لها. 


الخلاصة: 

يمكن القول في النهاية أن الرياضة المدرسية لها من الأهمية ما يجعلها معيار من معايير التقدم الرياضي في أي دول من دول العالم، حيث أن الرياضة المدرسية تساهم في إعداد الطفل من خلال تنميته من جميع الجوانب كالجسمية، النفسية، الحركية الاجتماعية...وغيرها. 

وبهذا يمكننا القول أن ممارسة التربية البدنية تساهم في إعداد رجل المستقبل من كل الجوانب.


الرياضة المدرسية وأهميتها 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق