أبخازيا (بالأبخازية: Аҧсны أبسني، بالجورجية: აფხაზეთი أبخازيتي، بالروسية:Абха́зия أبخازيا) هي منطقة متنازع عليها تقع على الساحل الشرقي للبحر الأسود. أعلنت استقلالها عن جورجيا عام 1991 مما تبعه الصراع الجورجي الأبخازي. تحكم من قبل جمهورية أبخازيا وهيجمهورية مستقلة عن جورجيا واقعياً، إلا أنها لا تحظى باعتراف دولي سوى من روسيا ونيكاراغوا وفنزويلا وناورو. في عام 1993 أجبرت الجيوش الجورجية على الانسحاب من المنطقة بعد حرب دامت لمدة عام مع الثوار الانفصاليين.
تبلغ مساحتها 8432 كم2، عاصمتها سوخومي، ومن مدنها الأخرى المهمة بيتسوندا، غالي، غاغرا ويعتمد اقتصادها على السياحة حيث تهيمن أبخازيا على نصف سواحل جورجيا القديمة (جورجيا ما قبل 1989) ويعتمد اقتصاد الدولة الأبخازية على الفلاحة وإنتاج السجائر حيث تملك أبخازيا حقول تبغ شاسعة وبما أن 37.4% من مساحتها مياه ازدهر مجال الزراعات الكبرى وإنتاج الغلال، وبكونها تتميز بمناخ بارد شتاءً ومعتدل صيفاً ازدهر إنتاج الشاي ولا يمنع هذا ضعف الاقتصاد الأبخازي حيث يعتمد على قطاعات موسمية تتأثر بالعوامل المناخية والاقتصادية والسياسية فمناخ أبخازيا بارد وجبلي وهذا يؤثر على الفلاحة.
وعلاقاتها متوترة مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الإمبريالية التي تريد الدمار لأبخازيا وتريد عودة الاحتلال الجورجي وهذا يؤثر سلباً على القطاع السياحي الأبخازي فاقتصاد جمهورية أبخازيا المستقلة ما زال هشاً.
ومع بداية اتجاه جورجيا إلى الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي، تنامى الشعور لدى الأبخاز بخطر فقدان الهوية والذوبان في الجمهورية المستقلة، لتبدأ أول جولات الصدام والعنف بين الجانبين يوم 16 يوليو/تموز سنة 1989 في سوخومي قتل أثنائها 16 جورجياً. لقد كان الزعماء الجورجيون في السابق دائماً ما يشككون في طبيعة الهوية القومية للأبخاز مدعين بأنها كيان اصطناعي، وأنهم ورقة روسية للضغط على جورجيا. اعتبر كثير من الأبخازيين تفتت الاتحاد السوفيتي فرصة ليُبطلوا صلتهم بقرار الضم الذي كانت قد اتخذته جمهورية جورجيا السوفيتية عام 1931 بحق أبخازيا. وأخذ التوتر يتصاعد بين الانفصاليين والقوميين الجورجيين فقُتِلَ في تموز من عام 1989 عشرون شخصاً خلال الصدامات العرقية الداخلية في عاصمة أبخازيا سوخومي. وفي 28 أكتوبر 1989 أصبح زفياد غامساخوريا رئيساً لجورجيا، وفي 9 مارس 1990 أُعلن استقلالها. وقد تبنت حكومة جورجيا الجديدة سلسلة من التدابير التي اعتبرتها الأقليات انتهاكات خطيرة لحقوقها. وفي أغسطس 1990 أعلن مجلس السوفييت الأعلى في جمهورية أبخازيا المستقلة وبغياب أعضائها الجورجيين أن أبخازيا دولة قومية ذات سيادة وتتصرف أبخازيا منذ تلك اللحظة على أنها بلد مستقل. وفي الوقت الذي رفضت جورجيا التصويت سنة 1991 لصالح البقاء ضمن الاتحاد السوفياتي، صوت الأبخاز بنسبة عالية لفائدة البقاء ضمن الاتحاد. وأعلنت أبخازيا استقلالها عن جورجيا يوم 23 يوليو 1992، وقامت على إثرها جورجيا بإرسال قواتها إلى المنطقة لحفظ النظام حيث دخلت القوات الجورجية إلى إقليم ابخازيا وشهدت المنطقة نزوح الآلاف من الأبخاز والروس والأرمن واليونانيون.
واستمرت الحرب بين الطرفين مدة عام تكبد الجانبان فيها خسائر كبيرة، واستطاع الجورجيون السيطرة على المنطقة لفترة محدودة. ونتيجة للدعم الذي تلقاه الأبخاز خصوصا من عدد من القوميات الأخرى، هذا بالإضافة إلى دعم أخوة الدم الأديغة (الشركس) من الجمهوريات أديغيا، وقراتشاي - تشيركيسيا، وقبردينو - بلقاريا ،والذين كان دعمهم المتواصل للجمهورية الأبخازية سياسياً وعسكرياً سبباً في استقلال الجمهورية، حيث وصلت الحشود الغير نظامية من شمال القوقاز لدعم الانفصاليين مدعومة من قبل القوات الروسية بالأسلحة والإسناد الجوي، فأجبرت القوات الجورجية على الانسحاب من أبخازيا. واتهم الرئيس الجورجي آنذاك إدوارد شفرنادزه روسيا بدعم الثوار الأبخاز، لتنتهي المواجهات العسكرية سنة 1993 بسيطرة الثوار على العاصمة سوخومي. وقد خلفت تلك الحرب حسب التقديرات ما بين عشرة آلاف إلى ثلاثين ألف قتيل من الجورجيين، وحوالي ثلاثة آلاف قتيل من الأبخاز.
عرفت أبخازيا انتخابات رئاسية سنة 2004 حيث دعمت روسيا رئيس الوزراء راوول غاجيمبا، لكنه خسرها لصالح سيرجي باغابش، ونتيجة لنشوب توترات بين المتنافسين تم التوصل إلى شراكة سياسية بين الجانبين تفاديا لوضع أكثر تأزما.تملك أبخازيا برلماناً مقره سوخومي ويمثل كامل طوائف الشعب الأبخازي (أبخاز- جورجيون - روس - أرمن -أذريون - يونانيون - تتار - شيشانيون - إنغوش...الخ)، ويسود أبخازيا جو سياسي ديموقراطي ووجود تعدد الأحزاب وتنافس نزيه في الانتخابات وتداول سلمي على السلطة ويهمن الفكر الشيوعي على الفكر السياسي للأبخاز.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق